أهالي دسوق يواصلون صيامهم "عطش ومجاري".. ومسؤولون: "العمال بتفطر"

كتب: سمر عبد الرحمن

أهالي دسوق يواصلون صيامهم "عطش ومجاري".. ومسؤولون: "العمال بتفطر"

أهالي دسوق يواصلون صيامهم "عطش ومجاري".. ومسؤولون: "العمال بتفطر"

تعرضت مناطق كثيرة بمدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ، لانقطاع مياه الشرب وأخرى لطفح "المجاري" وقت الإفطار منذ بداية شهر رمضان، بسبب إيقافها من قبل عمال محطات الصرف الصحي في هذا التوقيت، ما أدى لتكرار شكاوى الأهالي، ومطالبتهم بإحالة الموضوع إلى اللواء السيد نصر، محافظ الإقليم، وتشكيل لجنة هندسية من كلية الهندسة بالمحافظة، لبحث حالة شبكات الصرف الصحي.

ثمة خلاف نشب بين الوحدة المحلية لمركز ومدين دسوق، برئاسة اللواء حمدي الحشاش، مساعد المحافظ لمنطقة غرب ورئيس المركز والمدينة، وبين مسؤلي مياه الشرب والصرف الصحي، ارتفعت حدتها أول أمس، أثناء الاجتماع المنعقد لمناقشة شكاوى الأهالي، وتحول لخناقات بسبب مشاكل المياه والصرف الصحي، وبرر المسؤولين ضعف مياه الشرب أو انقطاعها عن بعض المناطق لاستخدام المواطنين للمياه في توقيت واحد يبدأ من الثالثة عصرًا حتى بعد الإفطار، كما برر مسؤول شبكات الصرف الصحي طفح "المجاري"، بسبب قيام العاملين بالمحطات بإيقافها وقت الإفطار لعدم التزامهم.

وقال "الحشاش"، لـ"الوطن"، إن مسؤلي المياه والصرف الصحي، انشغلوا خلال الفترة الماضية وتركوا الشبكات دون إجراء صيانة، ما أدى لكثرة إخطارات الصرف الصحي ببعض الشوارع، فضلاً عن وجود أخطاء بشبكة الصرف، وكان يتم معالجتها بالتطهير والتسليك، لكن هناك تكاسل خلال الفترة الماضية، رغم كثرة اتصالي بمسؤليها بالإضافة إلى ترك عمال المحطات لها وقت الإفطار ومن ثم غلقها ما يزيد من وتيرة المشاكل "تضايقت من الوضع، ومبنمش من كثرة اتصالات الناسة وإبلاغهم عن طفح المجاري بسبب الشبكات، وعمالها بيزوغوا وقت الإفطار، الناس بتكلمني تقولي مش عارفة تدخل بيوتها، وقصدت إثارة ذلك أثناء الاجتماع بحثًا عن حلول حقيقية مش مسكنات".

وأضاف رئيس مدينة دسوق، قائلاً "أنا غير راضي وإذا استمر الأمر ساتقدم بمذكرة للواء السيد نصر، محافظ الإقليم، لأنه لايجوز أن يكون هناك مشاكل في الصرف الصحي بمركز مهم مثل دسوق، الصرف الصحي بيضرب في الصيف، والشبكة مهلهلة وكل ده بيتحمله المواطن، ولابد أن تستقيم الأوضاع، واتفقوا على خطة لتطهير الصرف، وطالبت بتشكيل نوبتجيات من مجلس المدينة للوقوف على الإهمال والتقصير".

وفي أبريل الماضي، أعلن الدكتور عمرو دوير، عضو مجلس النواب عن دائرة دسوق، أنه يتقدم بطلب إحاطة لوزير الإسكان، للمطالبة بتشكيل لجنة فنية، لمراجعة كيفية تنفيذ مشروع الصرف الصحي بالمدينة، بعدما وصفها بوجود كثيراً من الأخطاء الفنية الفادحة.

وفيما يخص مياه الشرب بالمدينة، أكد رئيسها، أن هناك مناطق كثيرة بالمدينة لا تصلها مياه الشرب، خلال 24 ساعة ما يؤدي لشكاوى الأهالي، مشيرًا إلى أن محطة مياه الكشلة التي كانت ستحل مشاكل المياه، لم تعمل بكامل طاقتها لوجود أخطاء فنية بها - على حد وصف مسؤلي المياه.

ومحطة مياه "الكشلة"، أنشئت بتكلفة 151 مليون جنيه وجرى افتتاحها تجريبًا عام 2015 ودخلت الخدمة بكامل طاقتها في 2016 بطاقة إنتاجية قدرها 1400 لتر/ثانية ، وكان مقررًا أن تقضي على مشكلة مياه الشرب بمركز ومدينة دسوق إلا أنه لم يحدث.

{long_qoute_1}

وقال إبراهيم زغلول، أحد أهالي دسوق، أن شبكة الصرف الصحي بدسوق، تم استلامها في 2014 بكل أخطاءها والمحافظ آنذاك وعد بمعالجتها عقب شكاوينا المتكررة، لكنه لم يحدث وصدرت تقارير من الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي تؤكد أنها غير مطابقة للمواصفات، حيث أن خطوط الانحدار موضوعة على الأرض الطينية، رغم إنشاءها بـ200 مليون جنيه، لكن الناتج صفر، مضيفًا أن محطة مياه الكشلة تعمل بطاقة 250 لترًا/ الثانية ومسؤلي المياه يخافون ضخها حتى لاتنفجر الخطوط، معللين أن مياه النيل بها نسبة أمونيا مرتفعة لذلك يشغلونها بطاقة ضعيفة.

المهندس علاء البيطاوي، مدير شبكات المياه مدينة دسوق، أكد لـ"الوطن"، أنه لا يمكن إغلاق أو إيقاف محطات الصرف الصحي، لانه لو تم لغرقت المدينة، وأن الصرف الصحي ليس مسؤلية شركة المياه فقط، إنما أيضًا مجلس المدينة، فعليهم الدفع بعمال للتواجد والتأكد، وأكدت أنه إذا ثبت أن هناك محطات أو "كومبكت" توقفت، سيكون مصير مسؤولها الوقف عن العمل 6 أشهر، مشيراً إلى أن المدينة تضم محطات لرفع المياه إلى المحطة الأساسية بمنطقة القرديحي، إنما ما يحدث من طفح المجاري، ناتج عن انسداد في الوصلات وهناك الكثير منها سيتم إدارجه في خطة "التمليس"، بحيث نتخلص من الرواسب، والحديث عن توقف المحطات كلام غير صحيح.

وأوضح البيطاوي، أن ضعف المياه وليس انقطاعها في رمضان وارد، وذلك لاستهلاك المواطنين لها بشكل كبير في توقيت واحد، "كل الناس بتطبخ في وقت معين واستهلاك في المساجد أكتر من 100 ألف حنفية شغالين في وقت واحد، متقسموش شهر رمضان على العام كله، بنحاول نصلح وبنتعامل ونزلت منطقة دحروج بمجرد إخطاري لاقيت فيها ضعف مياه، وهنغذي بقطعة رئيسية  450 مللي متر، والمشكلة هتتحل خلال 48 ساعة".

وتابع مدير شبكات المياه مدينة دسوق: "ذهبنا لبعض مناطق ضعف المياه، وتأكدنا من وجودها ونتحرك مع وجود أي مشكلة، لكننا نعاني من تهالك الوصلات المنزلية الخاصة بالمواطنين، ومواتير المياه موضوعة على ارتفاع عالي، فتشاورنا مع مسؤلي الشركة لتحمل التكلفة بدلاً من الأهالي، ونزود الضغوط لحل المشكلة، فضلاً عن قيامنا بتقطيع الخط -الحامل- ما يتسبب في خسارة الشركة مقابل توصيل المياه للناس ولتخفيف العبء عنهم".

وفي فبراير الماضي، زادت شكاوى الأهالي من انقطاع المياه وتلوثها ما زاد من حدة المشكلة، وبرر مسؤلي الشركة بإغلاق محطة الكشلة نظرًا لارتفاع نسبة المونيا بمياه النيل.


مواضيع متعلقة