زوجة الشهيد عيد إسحاق: كان يقول "أنا رايح السماء في دقيقة واحدة"

كتب: اسلام فهمي

زوجة الشهيد عيد إسحاق: كان يقول "أنا رايح السماء في دقيقة واحدة"

زوجة الشهيد عيد إسحاق: كان يقول "أنا رايح السماء في دقيقة واحدة"

"أنا رايح السماء في دقيقة واحدة".. جملة الشهيد عيد إسحاق منقريوس، أحد ضحايا الحادث الإرهابي الذي استهدف زوار دير الأنبا صموئيل في غرب مركز العدوة شمال محافظة، حينما طلب منه أحد أصدقائه أن يترك الحقل ويذهب معه للكنيسة، وكأنه كان يشعر بأنه من الشهداء.

قالت فايزة حنا توما، زوجة الشهيد عيد: ترك لي بعض النقود وقال لي (خالي بالك من الأولاد) صبيحة اليوم الذي تناول فيه الإفطار، ثم ذهب لشراء الخبز كعادته اليومية، وتوجه للحقل لإحضار حمل برسيم للمواشي، وعقب ذلك توجه للدير وقال لي خالي بالك من العيال كويس، وكأنه كان يشعر بأنه سوف ينال الشهادة في هذا الطريق.

وأضافت "ذات يوم  كان يرعى حقله، يعزق ويقلع ويطهر الأرض من الحشائش في ساعة مبكرة من الصباح، ومر عليه أحد أصدقائه طلب منه أن يرافقه للكنيسة لأداء الصلاة، ورد عليه عيد روح أنت أنا رايح السماء في دقيقه واحدة، تذكرت هذه الجملة حينما استشهد وأدركت وقتها أن الشهيد يشعر بأنه سينال تلك المرتبة العظيمة، ويقوم بتصرفات ويردد جمل يعرفها المقربون له لاحقًا حينما يذكرون كل كلماته ومواقفه وتصرفاته".

وقالت الزوجة "أنا فخوره بيه جدًا، وابنائنا الـ6، إسحاق يقضي حاليًا خدمته العسكرية بالقوات المسلحة، وحنا حاصل على دبلوم، و4 بنات، يذكرون الكثير من مواقفه لكن لا يبكون عليه لأنه شهيد رفع رأسهم في كل مكان، فما أفضل أن ينال الإنسان الشهادة، مع المسيح ذلك أفضل جدًا، وحينما يكون ابني اسحاق في إجازة يتوجه إلى المقابر لزيارة والده، ودايمًا يقول لي أنا بفتخر بوالدي وسط زملائي في الجيش وبحكي عنه للكل، وبيعاملوني معامله حلوة لأني ابن البطل، ونفس الأمر مع ابني حنا فهو دائما يقول كل ما أروح مكان الناس بتعملني حلو ويقولوا أبوك كان شهيد وبطل وأنا فخور بكدا، كما أنا بناتي الأربع متماسكات ويذكرون والدهن كثيرًا وسيرته الطيبة خاصة وأنه كان حنونًا عليهن".

وأضافت فايزة: عيد كان راجل بمعني الكلمة وشهم وبطل، وكريم، ويحب أن يساعد الصغير والكبير، وحينما استشهد كان عمره 58عامًا، قضي معظم حياته ما بين حقله الصغير ومنزله وسط ابنائه وأحبابه، وكان يحب أداء الصلوات الروحية ويذهب إلي الكنيسة الآثرية، ويجلس مع ابنائه ويحكي عن تاريخ تلك الكنيسة ويقول لهم المكان ده كله بركة لازم نروح كتير لأن السيد المسيح قعد هنا، كما أنه كان يوصي ابنائه بمعاملة جميع أهالي القرية بكل حب واحترام وتقدير ويقول لهم بلدنا دعت ليها ستنا مريم بالرخاء والأمن والسلام، وكل الناس اللي فيها طيبين".


مواضيع متعلقة