سنوية شهداء «دير الأنبا صموئيل» صور ولافتات وقداسات فى 4 إبراشيات

كتب: إسلام فهمى

سنوية شهداء «دير الأنبا صموئيل» صور ولافتات وقداسات فى 4 إبراشيات

سنوية شهداء «دير الأنبا صموئيل» صور ولافتات وقداسات فى 4 إبراشيات

قبل عام واحد صعد للسماء 28 شهيداً فى أفضل منزلة، حينما استهدفهم الإرهاب الغاشم، أثناء توجههم لممارسة العبادة والخلوة، بمكانهم المفضل فى دير الأنبا صموئيل المعترف، فى أواخر شهر مايو من العام الماضى، وحينها انتفض العالم من هول وبشاعة الحادث الجلل، غير أن أسر الشهداء رفعوا رؤوسهم فى كل مكان مفتخرين بهؤلاء الأبطال، فلم تذرف دمعة واحدة من الطفلين الشقيقين ماركو ومينا نجلى الشهيد عايد حبيب، صانع أجراس الكنائس، وهما يتذكران أخر لحظات جمعتهم بالأب الحنون فى موقع الحادث، وكانت الابتسامة تملأ وجه الطفلة البشوشة «وفاء» وهى تجلس بجوار أمها تنظر لصورة والدها الشهيد وهيب أدور فانوس، تطلب له الرحمة والملكوت الأعلى، وتقول بابا شهيد عند يسوع، وظلت فايزة حنا توما زوجة الشهيد عيد إسحاق منقريوس، تردد أنه استشهد من أجل الكل ومن أجل يسوع.

{long_qoute_1}

مشهد مهيب، حضره القاصى والدانى، ليشتم رائحة الشهداء الذكية التى تفوح فى كل منطقة بالمنيا، بل إنها امتدت لتفوح من محافظة بنى سويف التى قدمت 8 شهداء من أبناء قرية نزلة حنا بمركز الفشن، فى أول ذكرى سنوية لشهداء الإيمان، الأبرياء الأطهار، أبناء مصر الذين سالت دماؤهم الذكية فى صحرائها، لتعلن للعالم أن الإرهاب الدينى لا وطن له، وأن مصر كانت وستظل مقبرة للسفاحين والخونة.

{long_qoute_2}

قداسات إلهية تستمر حتى الأحد، بدير الأنبا صموئيل المعترف غرب مركز العدوة بالمنيا، وأربع مطرانيات فى بنى سويف والمنيا، لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد 28 قبطياً فى 26 من شهر مايو الماضى، وهم «شهداء طريق دير الأنبا صموئيل».

الأجهزة الأمنية أنهت كل استعداداتها لتأمين قداسات إحياء الذكرى الأولى، وشدّدت الشرطة من وجودها بمحيط الكنائس المقرر إقامة قداسات بداخلها، ووسّعت دائرة الاشتباه، وفعّلت البوابات الإلكترونية بالتنسيق مع كشافة الكنائس، فيما أعلن دير الأنبا صموئيل، إقامة قداس الذكرى السنوية، يترأسه الأنبا باسليوس، بكنيسة الدير، حيث يرقد ثمانية شهداء داخل مقبرة جماعية بالدير، اليوم السبت، ويترأس الأنبا إثناسيوس أسقف بنى مزار، القداس الإلهى لسنوية 8 شهداء، وذلك بكنيسة مارمرقس بالمطرانية غداً الأحد، لإعطاء فرصة حضور الجميع فى قداسات السنوية بالإبراشيات الأخرى، كما يترأس الأنبا أغاثون قداس الذكرى الأولى فى كنيسة السيدة العذراء الأثرية بقرية دير الجرنوس، مسقط رأس أكبر عدد من الضحايا، 7 شهداء، وقد خصّصت مطرانية مغاغة أماكن للضيافة واستقبال الزوار.

مطران مغاغة، قرر تجهيز لافتات بأسماء جميع الشهداء وصور تم توزيعها على كل المواطنين من أبناء الكنيسة، وكتيب صغير يتضمّن السيرة الذاتية وبيانات كل شهيد، وذلك لتعريف المواطنين بهم، وأنهم رمز للشهادة والتضحية، كما أعدت المطرانية والأهالى صوراً لجميع الشهداء من جميع المطرانيات لعمل لافتات كبيرة بصورهم وأسمائهم وتم تعليقها، ومن المقرر أن يترأس الأنبا إسطفانوس، أسقف ببا والفشن وسمسطا بمحافظة بنى سويف، قداس السنوية لشهداء كنيسة الشهيد مارجرجس بنزلة حنا، وسيُقام بكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بنزلة حنا، مسقط رأس 7 شهداء، بينهم 5 من أسرة واحدة، بالتزامن مع انتهاء كنيسة السيدة العذراء الأثرية، بقرية «دير الجرنوس»، من إقامة وتشطيب مدفن جماعى لـ7 شهداء من أبناء القرية، سيكون مزاراً دائماً لهم داخل الكنيسة، وتم نقل رفاتهم إلى المزار، أمس الجمعة. وفى قرية دير الجرنوس الأثرية، سور عملاق تتوسطه بوابة حديدية كبيرة، تعلوها لافتة مدون بها «كنيسة السيدة العذراء مريم»، كائنة فى قلب القرية التى شهدت رحلة العائلة المقدسة لأرض مصر، حينما احتمى بها السيد المسيح وأمه مريم البتول ويوسف النجار، هرباً من بطش الرومان، ومكثوا فيها 3 أيام متتالية قبل أن يتوجّهوا إلى قرية «أشنين النصارى»، المجاورة، ومن بعدها دير جبل الطير فى مركز سمالوط، حيث مكثوا فيه مدة أطول، وما زالت آثار العائلة المقدّسة موجودة داخل الكنيسة التى ترقد فيها جثامين ورفات 7 من شهداء القرية فى حادث دير الأنبا صموئيل المعترف داخل مزار أقيم خصيصاً لهم. {left_qoute_1}

القس يعقوب ملاك راعى الكنيسة، استعرض أهمية وتاريخ القرية، وارتباطها برحلة مسار العائلة المقدسة، مؤكداً أنها من ضمن المقدّسات المدرجة فى خطة تطوير مسار رحلة العائلة المقدسة التى مكثت فيها لمدة 3 أيام، وفى داخل الكنيسة بئر مياه أثرية، فأينما كان يوجد المسيح وأمه كان يتدفق الماء، وقد استقبل أهالى دير الجرنوس العائلة المقدسة بحفاوة بالغة، فدعوا للمكان بالخير الوفير، لذا تجد أن جميع أهالى القرية فى رخاء وحالتهم الاقتصادية ميسورة.

وأشار إلى أن هناك الكثير من المعجزات حدثت داخل تلك الكنيسة التى تبركت بقدوم المسيح، ومنها أنه فى عام 1986 كان هناك شخص مسلم من مدينة مغاغة يُدعى محمد حجاج، كان مسئولاً عن إنشاء وتجديد منارة الكنيسة الأثرية، وسقط بالسقالة من الطابق الثالث بارتفاع 30 متراً تقريباً، واصطدم بأسلاك كهربائية عارية، ولم يُصب بأى أذى أو مكروه، بل إنه تحرك، وكان يسير على الأرض بشكل طبيعى، موضحاً أن هناك الكثير من المؤرخين المسلمين كتبوا عن القرية، وتلك الكنيسة وتاريخها فى رحلة العائلة المقدسة، كما أن الأنبا كرياكوس، وكان أسقف البهنسا فى القرن الرابع الميلادى، شاهد «عموداً من النور يشع من الأوانى المقدسة داخل الكنيسة حينما كانت تواجه اضطهاداً، ومن وقتها بدأ المكان يعمر ويزدهر.

وأكد القس يعقوب، أن هناك الكثير من المسلمين، معظمهم من قرى وعزب ونجوع مركزى مغاغة والعدوة، يحضرون للتبرّك بالمكان باستمرار ويشاركون فى الاحتفالات السنوية التى تقام فى ذكرى رحلة مرور العائلة المقدسة داخل كنيسة القرية يومى 20 و21 أغسطس من كل عام، ويطلبون مياهاً مقدسة وزيتاً، وبعضهم يحضر دقيقاً وقمحاً للكنيسة، كنوع من النذر والتبرك. وشدد القس على أن قرية «دير الجرنوس» محاطة بالبركة، لأن قدم السيد المسيح وطأتها، لافتاً إلى أنه لا يوجد شخص واحد مات بلدغ عقرب أو ثعبان أبد الدهر، لأن الجميع محفوظ، خصوصاً أن السيدة العذراء دعت للقرية بأكملها، كما أن القرية جميع سكانها أقباط، عدا أسرتين مسلمتين تجمعهم علاقات ود وحب غير عادية مع الأقباط، وكثيراً ما يحضرون للكنيسة ويشاركونهم الأفراح.


مواضيع متعلقة