واعظات فى المساجد للتوعية بقضايا المرأة: لا حياء فى الدين

10:38 م | الخميس 24 مايو 2018

ظلت واعظات المساجد لفترة طويلة بعيدات عن الاهتمام والأضواء، لا يخُضن تدريبات كافية لاعتلاء المنابر، ولا تكفلهن وزارة الأوقاف بالرعاية العلمية والمعنوية، الأوضاع التى اختلفت فى الفترة الأخيرة، ضمن استراتيجية جديدة للوزارة تُعنى بالجانب الأسرى والنسائى، آخرها عزمها تعيين سيدتين بمجلس إدارة كل مسجد، لضمان تمثيل قضايا المرأة والطفل والأسرة فى العمل الدينى. فى السياق نفسه، قام المجلس القومى للمرأة بتدريب الداعيات والراهبات على التعامل مع قضايا المرأة والطفل. وأوضحت دينا حسين، عضو المجلس، أن المؤسسة الدينية لها دور كبير فى خدمة القضايا المجتمعية، وإذا كانت الأم مستنيرة ستلعب دوراً إيجابياً ومؤثراً للغاية.

{long_qoute_1}

«عبير»: إصلاح المجتمع يبدأ من الأم

دور الواعظات أن يطبقوا الفقه والأحكام الشرعية على الأمور الحياتية، وفقاً للداعية عبير أنور، التى تلقى درساً فى مسجد بالتجمع الأول. ترى «عبير» أن الاهتمام بالواعظات مؤخراً سببه أن وزارة الأوقاف ارتأت أنه لا يجب أن يعتلى المنابر متطرف أو جاهل، ومن هنا خاضت الواعظات اختبارات للحصول على تصريح ممارسة الدعوة، ومن بعدها دورات تدريبية للأئمة المتميزين حول تجديد الخطاب الدينى فى القضايا الاجتماعية والطبية، للحصول على زمالة الأوقاف. يتعرض المجتمع حالياً لحروب الجيل الرابع، وحين تكون الأم واعية ينصلح حال الأسرة، بحسب قولها، وهنا تظهر أهمية تجديد الخطاب الدينى.

«بهيرة»: الناس مش بتتقبل الكلام فى قضايا حساسة

على مدار 15 عاماً، تمارس بهيرة خيرالله العمل الدعوى، فى مسجد على بن أبى طالب بالإسكندرية، ومسجد نادى سبورتنج، ترى أن واعظات محافظة القاهرة وضواحيها يستفدن من الدورات التدريبية أكثر من أقرانهن فى المحافظات، باعتبارهن الأقرب جغرافياً لوزارة الأوقاف وللمحاضرين التابعين للأزهر. تحاول «بهيرة» تعويض ذلك بالقراءة والمذاكرة، كما تعاونت مع «القومى للمرأة» وخاضت دورات تدريبية حول قضايا المرأة، خاصة أنها تولى اهتماماً خاصاً به، وعلى مدار عامين تلقى محاضرة أسبوعياً عن فقه المرأة فى المسجد: «زُرنا المناطق الشعبية وتحدثنا مع السيدات فى الأمور الدقيقة، مثل زواج القاصرات والختان، ولاحظت عدم تقبلهن بسهولة للمعلومات».

تعيين واعظات فى المساجد خطوة جيدة، لكنها لا تعنى «بهيرة» كثيراً: «أنا بقوم بدورى فى المسجد سواء اتعينت أو لا، الأهم عقد دورات تدريبية للواعظات على مستوى المحافظات، فى مديريات الأوقاف، والمعاهد الأزهرية ومعاهد إعداد الدعاة وغيرها».

«دينا»: نبسّط شرح قضايا ختان الإناث وتنظيم الأسرة

تخرجت دينا جدامى فى كلية الألسن قسم فرنسى، التحقت بمعهد إعداد الدعاة منذ نحو 20 عاماً، ومن بعده معهد القراءات، شعرت برغبة فى توصيل جزء من المعلومات التى تلقيها لباقى المواطنين، من خلال درس فى مسجد بمدينة الرحاب، ترى «دينا» أن الواعظات ظللن لفترة طويلة بعيدات عن الرعاية، وينصب الاهتمام على الشيوخ الرجال، إلى أن تولى وزير الأوقاف الحالى، وأعطى اهتماماً كبيراً بالواعظات.

رشحت وزارة الأوقاف عدداً من الواعظات لخوض دورات تدريبية ينظمها «القومى للمرأة»، وكانت «دينا» من بينهن، واستفادت من مناقشة قضايا ختان الإناث وتنظيم الأسرة، خاصة أن المحاضرين الأطباء شرحوا المعلومات الطبية بشكل مبسط، مكّن الواعظات من توصيلها للمواطنين. التنمية البشرية تساعد الواعظة فى عملها: «أخذت دورة بعنوان قوة القيادة، عبارة عن محاضرات عن صفات القائد الناجح، واتدربنا على مفاهيم متنوعة مثل ازاى نشتغل على أنفسنا ونمتص مشاكل المجموعة وندفع الفريق للعمل».