«روشتة» إنعاش «صحافة الورق»: إصدارات متخصصة ومزيد من الكاريكاتير وألعاب الذكاء

كتب: خالد البرماوى

«روشتة» إنعاش «صحافة الورق»: إصدارات متخصصة ومزيد من الكاريكاتير وألعاب الذكاء

«روشتة» إنعاش «صحافة الورق»: إصدارات متخصصة ومزيد من الكاريكاتير وألعاب الذكاء

رب ضارة نافعة، فعلى الرغم من الآثار السلبية العديدة التى خلفتها ظاهرة «الأخبار المفبركة» التى كانت حديث العالم مؤخراً، إلا أنها أيضاً جعلت الكثير من الناس العاديين، قبل المتخصصين، يقرون بأن الصحافة المطبوعة على ما فيها من صعوبات تظل الأكثر دقة وموثوقية.

لا أحد يشكك فى أن وسائل الإعلام الرقمية غيرت بشكل جذرى الطريقة التى نستهلك بها الأخبار، سواء على الإنترنت أو حتى بالنسبة للصحف المطبوعة؛ وفى العديد من الجوانب كان التغيير إيجابياً، من ناحية توسيع نطاق الوصول، ونشر الأخبار بطريقة أسرع، وإعطاء مساحة أكبر للعديد من الأصوات؛ ولكن صاحب هذه السرعة والعولمة آثار جانبية خطيرة، شككت فى مصداقية الأخبار والصحافة بشكل عام، وأفرزت فى النهاية «الأخبار المفبركة».

{long_qoute_1}

وتقول مؤسسة «Wan-IFra» التى تمثل منتجى الأخبار ومالكى الصحف فى العالم، على موقعها، إن «الأخبار المفبركة مشكلة، ولكنها قد تمثل أيضاً فرصة لإعطاء الصحافة المطبوعة زخماً مضاعفاً، فالارتماء كلياً فى حضن منصات الإنترنت لم يكن خياراً ذكياً»، والكثير من مستهلكى الأخبار اكتشف ذلك بعد أن أصابهم الهلع من أطنان الأخبار المفبركة التى تُبث على الإنترنت والمدونات والشبكات الاجتماعية؛ وكان واضحاً تأثيرها الكبير فى الانتخابات الأمريكية وفى تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد؛ وهنا، فى مصر، فى السنوات السبع الماضية اختلطت الكثير من الحقائق والأكاذيب.

وتقترح «وان إيفرا» بأن تبدأ الصحف المطبوعة توظيف هذه الأزمة بصورة إيجابية؛ مشيرة إلى أن الطريق ليس بهين، فهناك تحديات لها علاقة بجودة المحتوى نفسه وتقنيات التوزيع والطباعة والتسويق، ورشحت النموذج الهندى كتجربة يجب أن تدرس بعناية، وأكدت أن شبه القارة الهندية الوحيدة فى العالم التى تحقق نمواً فى سوق الطباعة، نتيجة عوامل عديدة، مثل نجاح برامج محو الأمية، وتحقيق البلاد نمواً اقتصادياً كبيراً، بالإضافة لوجود أنظمة توزيع/اشتراكات/طباعة ذكية ومشتركة بين مختلف الصحف، ما جعل الصحف تضاعف توزيعها فى السنوات العشر الماضية. وهو ما يمكن تحقيق نماذج مشابهة له فى مصر، فقط لو اتفقت الصحف المطبوعة، وبدأت فى الجلوس على مائدة واحدة.

وفيما يلى بعض التجارب الحديثة التى أعادت الصحافة المطبوعة فيها اختراع نفسها:

واحدة من الحلول التى تلجأ لها الصحف المطبوعة الآن، لتنشيط أسواقها، فكرة الإصدارات المتخصصة، التى تناسب توقيتاً معيناً، مثل شهر رمضان بالنسبة لأسواق المنطقة العربية، أو حدث معين، مثل كأس العالم أو معرض/سوق القاهرة الدولى، أو شريحة مختصة من القراء، ولأن الصيف شهر الإجازات، فلماذا تستمر الصحف فى العمل بنفس الوتيرة على نفس الأبواب والأقسام؟! صحيفة «مونوكل Monocle» الإيطالية، قررت أن تخصص عدداً أسبوعياً من 48 صفحة لشهر أغسطس فقط، ليكون خير رفيق لمن يقضون إجازات فى إيطاليا، وقد تضمن عدداً أقل من الأخبار، ثم الكثير من الفنون والثقافة والرياضة وبزنس ومقالات الرأى، وما يتعلق بنمط الحياة من تغذية وملابس وخدمات.

الصحيفة المتخصصة فى الشئون الدولية وأسلوب الحياة، عملت على هذا المشروع الموسمى Summer Weekly بصورة مستقلة، وطبعته بالقرب من أماكن العطلات، بفضل توافر حلول طباعية ذكية وموفرة، وخصصت «باقات» مستقلة وجاذبة للتوزيع والإعلانات تناسب الشريحة المستهدفة.

ولطالما كان لقسم الكاريكاتير والألعاب والألغاز دور كبير فى تنشيط مبيعات الصحف فى مختلف دول العالم، وفى مصر أيضاً، وحتى فترة قريبة، كانت الكلمات المتقاطعة على سبيل المثال واحدة من نقاط الجذب، فهل يمكن أن يعاد اختراع الفكرة وتطويرها، هذا تحديداً ما فكر فيه القائمون على مشروع «بازل مى PuzzleMe» والذى يقدم حلولاً لإنشاء الكلمات المتقاطعة بطريق جديدة وجذابة، ويمكن أن يتم الربط بين النسخة المطبوعة والإلكترونية، بحيث يكون فى الأولى اللغز، وفى الثانية الحل، وهكذا تتعود شريحة من القراء على طريقة الذهاب والعودة من المطبوع للديجتال، والعكس أيضاً.

 

أقرا أيضا 

 

«تشافيرن»: الحديث عن «موت الصحف» مبالغة.. والجودة تنقذ الأخبار

«علاء»: «مش بصدق الإنترنت واتربيت على حب الورق وريحته» 

تجربة «أفتنبوستن» النرويجية: «الموبايل» فى خدمة الصحافة الورقية 

 

 

 

 


مواضيع متعلقة