دوافع إقفال صحف لبنانية عريقة.. "أزمات مالية أم انتهاء عصر الصحافة الورقية"

كتب: الوطن

دوافع إقفال صحف لبنانية عريقة.. "أزمات مالية أم انتهاء عصر الصحافة الورقية"

دوافع إقفال صحف لبنانية عريقة.. "أزمات مالية أم انتهاء عصر الصحافة الورقية"

أزمة كبيرة تضرب الصحف الورقية ليس في العالم العربي ولبنان تحديدًا بل في العالم أجمع، أزمة دقّت أبواب صحف عربية منها "الحياة" السعودية، وعدد من الصحف عريقة ومشهورة اللبنانية منها "السفير" والنهار" و"اللواء" و"المستقبل".

 ما يدفع للسؤال عن أسباب هذا التراجع والانحدار الذي طال الصحف الورقية، بعدما كانت تحظي باهتمام ليس على مستوى القراء الأفراد فحسب بل على مستوى المنظمات والدول، التي كانت تدعم المؤسسات الإعلامية وتقدم لها المساعدات المالية لمآرب سياسية.

وقال نقيب المحررين إلياس عون، إن الحلول ليست بيدنا بل بيد الدول وحول هذا التراجع، يؤكد نقيب المحررين في لبنان إلياس عون أن الأزمة ليست مقتصرة على الصحف اللبنانية فحسب، وإنما تشمل ايضًا برأيه الصحف العربية وحتى الأجنبية في أوروبا وأمريكا.

وفي حديث لوكالة "إرنا"، يرى النقيب عون، أن الإعلام الورقي في لبنان يعيش هذه الأيام مأساة كبيرة، خصوصًا أن الدعم الذي كان يتلقاه من العالم العربي لم يعد موجودًا، ويوضح بأن اعتماد الصحف اللبنانية كان بشكل أساسي على العالم العربي لكن هذا العالم برأيه لم يعد بحاجة للصحف الورقية في لبنان، لأنه بات لديه صحف خاصة به، ويعتبر عون أيضًا أن أحد اسباب تراجع الصحف فضلاً عن ذلك هو انخفاض حجم الإعلانات بشكل بات لا يساعد على الاستمرار، وكذلك عجز الدولة اللبنانية التام ما اضطر البعض لاتخاذ قرارات بالإقفال والبعض الآخر لتخفيف عدد العاملين في هذا القطاع.

وأشار إلى أن الحكومة، لا تزال طرية وحديثة العهد، يكشف عن نية النقابة تكثيف زياراتها للمسؤولين ومن بينها زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لكنه يؤكد "نحن لوحدنا لا نستطيع أن نقلع بهذا الموضوع، "الشغلة عويصة" بنظره، خصوصًا وأن هنالك أكثر من ألفين شخص يعتاشون من الاعلام والصحف، وخاصى أن الصحف القادرة على الاستمرار لم تعد تستطيع الاستمرار بنفس الوضع الذي كانت فيه من قبل.

ويخلص عون الي أننا نريد حلولًا لكنها ليست بيدنا بل بيد الدول التي يجب أن تساعدنا.

ولا يرى عون، أن المواقع الإلكترونية هي من ساهمت بأزمة الصحف الورقية، برأيه "ليس جميع الناس من رواد المواقع، فضلاً عن أن المواقع غير مؤهلة والدولة اللبنانية لم تعطهم تراخيص، في الوقت الذي لا تدعم به الصحف الورقية ايضًا وهذا ما يجب أن نحاسب عليه".

وتابع عوض، لـ"ارنا": "نأسف لتوجه صحف لبنانية مبدعة نحو الأقفال من جهته، يرى المشرف على موقع الانتشار الإخباري الإلكتروني الصحفي إبراهيم عوض، أن هنالك أكثر من سبب دفع باتجاه إقفال بعض الصحف اللبنانية، يعدد منها طغيان التلفزيون، ومن ثم المواقع الإلكترونية على حساب الصحافة الورقية المقروئة، ويلفت إلى ضرورة أن يحسب حساب لهذا التطور التكنولوجي من مواقع الكترونية ومواقع تواصل اجتماعي، وكذلك تراجع نسبة المبيعات والقراء في الصحف والمعلنين الذين يحبّذون -برأيه- الإعلان على شاشات التلفزة، والمواقع الالكترونية وإن كانت هذه المواقع لم تحظ بعد بنسبة كبيرة من الإعلانات.

ومن أسباب تراجع الصحف الورقية، يشير عوض إلى ما أسماه "جشع بعض أصحاب الصحف"، الذين يتلقون -حسب قوله- دعمًا ماليًا، لكنهم حين يتلقون هذا الدعم يقتطعون قسمًا نذيرًا منه إلى الصحيفة ويخصصونها لمستلزماتها من دفع رواتب وغيرها أما القسم الأكبر فيذهب لحسابهم الخاص.

ويأسف عوض، لوجود صحف لبنانية مبدعة وخلاقة تتجه نحو الإغلاق في وقت قريب، فيما هنالك صحف تطبع عددًا معينًا من النسخ لتقول إنها موجودة في لبنان وتوزع بالمجان ولا أحد يقرأها لخلوها من العمل الصحفي بينما يبقي اصحابها عليها للإبقاء علي موارد الدعم المالية.


مواضيع متعلقة