نيللى كريم: «اختفاء» شعاره «غرام وانتقام» و«عمق الشخصيات» وراء مرورى بوعكات صحية

كتب: خالد فرج

نيللى كريم: «اختفاء» شعاره «غرام وانتقام» و«عمق الشخصيات» وراء مرورى بوعكات صحية

نيللى كريم: «اختفاء» شعاره «غرام وانتقام» و«عمق الشخصيات» وراء مرورى بوعكات صحية

 

ملامح الوجه المتماثلة لا تكذب ولكن لا يجمعهما سواها، هى نفس الشخص ولكن يفرقهما 50 عاماً بين الميلاد والموت، تبحث عن اللغز الذى يفتح أمامها أبواباً لا تستطيع مواجهتها، تدخل نيللى كريم مرحلة جديدة من الأداء فى مسلسلها الجديد «اختفاء»، بعد نجاحها فى أن تكون وجهاً رمضانياً مميزاً مرتبطاً لدى الجمهور بتقديم دراما مميزة، تخطو بها كل عام نحو التربع على عرش البطولات النسائية للعام السادس على التوالى، وذلك فى مزيج بين الأداء الناضج والمهارات التمثيلية الاستثنائية التى منحتها بعداً آخر جعلها تتميز فى منطقة لا يجرؤ على دخولها أحد.

«نيللى» فى حوارها مع «الوطن» تكشف أسباب اختيارها تيمة الإثارة والتشويق إطاراً لمسلسلها هذا العام، وعدداً من التفاصيل التى تخص تجربتها التليفزيونية الجديدة، وتفجر مفاجأة عن استعدادها لإخراج فيلم قصير فى العام المقبل.

{long_qoute_1}

لماذا اخترتِ تيمة الإثارة والتشويق إطاراً لأحداث «اختفاء»؟

- لأسباب عدة، أبرزها رغبتى فى التغيير هذا العام، إضافة إلى إعجابى بالقصة وخطوطها الدرامية، لاسيما أنها جديدة علىّ ولم أقدم مثلها فى سابق أعمالى، وهو ما ينطبق على الكاتب أيمن مدحت والمخرج أحمد مدحت.

ولكن أحمد مدحت قدم مسلسلات اتسمت أحداثها بالإثارة والغموض.

- نعم، ولكن ليس بنفس الطريقة والتكنيك المُتبع فى «اختفاء»، وأعتقد أن كلامى سيتجلى واضحاً مع عرض الحلقات المقبلة، وبعيداً عن تلك الجزئية، أسعد بالتعاون مع أحمد مدحت، لأنه مخرج متميز أحببت أسلوبه فى الإخراج منذ مشاهدتى لسابق أعماله.

هل يمكن اعتبار «اختفاء» مسلسلين فى مسلسل واحد بما أن الأحداث تدور فى فترتين زمنيتين؟

- يمكن اعتباره كذلك، وقد استمتعت كثيراً بتلك التجربة، التى جسدت فيها شخصيتين مختلفتين، هما «نسيمة» التى تنتمى إلى حقبة زمنية قديمة، والأخرى «فريدة» التى تعيش فى زمننا هذا.

ألا ترين أن شخصية «نسيمة» قريبة نسبياً من «ذات» التى قدمتها قبل أعوام عدة؟

- الفترة الزمنية وحدها هى القاسم المشترك بينهما، ولكن سمات وطبيعة كل شخصية مختلفة عن الأخرى، كما أن طريقة أدائى لكل منهما مغايرة للأخرى تماماً.

وماذا عن تشابه هيئتهما الشكلية بحسب بعض الآراء؟

- تشابه؟ ضع الشخصيتين إلى جانب بعضهما البعض ولن تجد وجه تشابه واحداً بينهما على الإطلاق.

شخصية من زمن فائت أم أخرى معاصرة.. أيهما أفضل فى التجسيد بالنسبة لنيللى كريم؟

- لا يعنينى زمن الشخصية سواء ماضى أو حاضر، وإنما جودة الدور وأبعاده الدرامية هما ما يشغلان تفكيرى، وأعتقد أن أعمالى السابقة نالت قبولاً عند الجمهور، لأنه لا يمكن اعتبارها مسلسلات وأفلاماً مرت مرور الكرام، لكونها تركت بصمة راسخة عند المتلقى، وإذا نظرنا إلى مسلسل «ذات» مثلاً الذى أنتج عام 2013، ستجده ما زال محط اهتمام ومتابعة من المشاهدين، الذى كلما ألتقى عدداً منهم يقولون لى: «إحنا اتفرجنا على ذات 5 و6 مرات»، بل ويتابعونه بمنتهى الشغف كلما أعيد عرضه على الشاشات، وكذلك الأمر بالنسبة لمسلسلات «سجن النسا، تحت السيطرة، ولأعلى سعر».

{long_qoute_2}

على ذكر «لأعلى سعر».. ما ردك على ما أثير أخيراً عن تشابه أحداث «اختفاء» بمسلسلك الأخير استناداً إلى ظهور بسمة كـ«ضرة» لك بحسب الأحداث؟

- أساس الحكاية لا يرتكز على علاقتى بـ«سولافا»، وإنما المزج بين الماضى والحاضر بما يتضمناه من حالة تشويقية، خاصة أن الأحداث قائمة بين 5 شخصيات رئيسية، وهم «فريدة» و«سليمان عبدالدايم» الذى يجسد دوره محمد ممدوح و«نادر الرفاعى» الذى يؤديه محمد علاء و«شريف» ويقدمه هشام سليم بالإضافة إلى «سولافا»، كما أن قصة «اختفاء» تدور حول البحث عن «شريف»، الذى يجسد شخصية كاتب، إضافة إلى روايته التى تحمل اسم «اختفاء»، أى إننا نسير فى شقين يتضمنان نوعاً من أنواع الإثارة.

هل إقامتك فى روسيا ببداية حياتك سهل من تحدثك باللغة الروسية فى بعض المشاهد؟

- نعم، وتلك المشاهد موجودة فى الحلقات الأولى، استناداً إلى عمل «فريدة» كدكتورة جامعية داخل جامعة روسية، كما أن والدتها تحمل الجنسية الروسية بحسب الأحداث، ووالدها كان دكتوراً فى الجامعة هناك.

ما أبرز الذكريات التى جالت بخاطرك وقت تصويرك فى روسيا؟

- استعدت جزءاً من ذكريات الطفولة، ولكن «كنت بصور ومكنتش ملاحقة أفكر فيها»، خاصة أن الأجواء المناخية كانت قارسة البرودة.

هل اتجاهكم للتصوير فى تلك الدولة الأوروبية جاء بعد صعود المنتخب المصرى لكأس العالم هناك؟

- إطلاقاً، لأن السيناريو يُحتم انطلاق الأحداث من روسيا، حيث عمل «فريدة» كدكتورة جامعية هناك مثلما أشرت، فضلاً عن جنسية والدتها وعمل والدها السابق فى الجامعة، علماً بأن أى منتج يسعى لتقليل التكلفة الإنتاجية سيحول وجهة عمل الشخصية نحو جامعة بيروت مثلاً أو أى مكان قريب توفيراً للنفقات، ولكن السيناريو نفسه يتطلب التصوير فى روسيا كما أوضحت.

ألا تخشين من تسبب تقنية «فلاش باك» عند التنقل بين الفترات الزمنية فى ارتباك الجمهور؟

- لا نستخدم «فلاش باك» عبر الأحداث، وإنما سرد للقصة أشبه بحكاية «شهريار وشهرزاد»، وهناك فارق شاسع بين الحالتين، لأن «اختفاء» لا يشهد تذكر أحد أبطاله لواقعة معينة مثلاً، وإنما تجد قراءة للرواية وحكى لها كشخص يحكى مذكراته مثلاً، كما أن التناول الإخراجى والكتابى للقصة مُنفذ بهذا الأسلوب.

هل للكآبة وجود أو حيز من المساحة على مدار أحداث مسلسلك الجديد؟

- لا كآبة فى «اختفاء» وإنما حب وتشويق، وأطلق عليه شعار: «حب وغرام وانتقام».

بم تفسرين تعرضك لوعكة صحية أثناء تصوير مسلسلك الجديد، وكذلك فى العام الماضى أيضاً؟

- ضاحكة:

«أنا بتعب علطول لإنى شقيانة»، إضافة إلى حبى لتقديم أعمال عميقة، والعمق فى الشخصيات مُتعب ومُنهك للممثل، وناهيك عن ذلك، فأنا أتعاون مع مخرجين ذات فكر عميق، وأعتبر نفسى محظوطة بعملى معهم، رغم مشاعر السعادة والتعب التى تنتابنى آنذاك، لأنك مُطالب بالدقة فى عملك لتقديمه على أفضل نحو ممكن، وأرى أن ربنا كرمنى بالعمل مع كل من كاملة أبوذكرى وتامر محسن ومروان حامد ومحمد دياب وأحمد مدحت، لأن كل اسم منهم ذات قيمة فنية كبيرة، وتلك القيمة تدفعهم لعدم تقديم أعمال بسيطة، لا سيما أن أفكارهم تتسق مع فكرى فى تقديم أعمال عميقة تترك أثراً عند المتلقى لسنوات طويلة، وانطلاقاً من كل هذه العوامل، تعرضت لأكثر من وعكة صحية، لأن «مفيش حاجة تبقى مصنوعة كويس محدش بيتعب عليها، ومفيش نجاح بييجى بالصدفة».

{long_qoute_3}

هل تؤيدين مطالبات البعض لنقابة الممثلين بتحديد عدد ساعات تصوير الأعمال الفنية فى اليوم الواحد؟

- نعم، وأتمنى تطبيقها على أرض الواقع، لأنها شأن جيد للممثل وباقى فريق العمل ولكنها ستكون سيئة للمنتج بكل تأكيد.

بعد نشرك لصورة جالسة على الكاميرا من كواليس «اختفاء».. ألديكِ أى ميول نحو مجال الإخراج؟

- أحب الإخراج والتصوير منذ سنوات عديدة، كما أحب مجال صناعة السينما بشكل عام، ومن الممكن أن ترانى مخرجة فى يوم من الأيام.

هل تملكين أفكاراً فنية معينة تتمنين إخراجها فى المستقبل القريب؟

- نعم، أملك أفكاراً لموضوعات سينمائية، ولكنها لن تدخل حيز التنفيذ فى الوقت الحالى، لأن تفكيرى حالياً موجه نحو «اختفاء» فقط، ولكن ربما أبدأ بإخراج فيلم قصير فى العام المقبل.

ألا تفكرين فى احتراف الغناء بعد غنائك باللغة الروسية بحسب مقطع مصور نشره مخرج «اختفاء» عبر مواقع التواصل؟

- كل شىء وارد، وقد نشرت صورة قبل أسابيع، عبر حسابى بتطبيق «انستجرام»، ظن الناس منها أننى أغنى فى «اختفاء»، ولكنى كنت أسجل «Voice Over»، ونشرتها حينها على سبيل الدعابة رغم إن صوتى حلو فى الأساس.

كيف استقبلتِ نبأ عرض مسلسلك الجديد على التليفزيون السعودى؟

- سعدت بهذا الخبر لأنى أؤيد الانفتاح والحرية، وأعتبرها أمراً إيجابياً من كل النواحى، لأن العالم أصبح مفتوحاً فى ظل وجود الإنترنت والمحطات الفضائية، وبالتالى من يريد مشاهدة أى شىء سيشاهده دون وجود لما يسمى بالممنوع.

ألم يكن للتليفزيون السعودى تدخلات فى اختيار الأبطال؟

- لا أعتقد، لأن هذا الشأن يخص المخرج والجهة المنتجة فقط.

ماذا عن مسلسلك الإذاعى «مذكرات خوخة» مع محمد فراج؟

- أحب الإذاعة كثيراً، لأنى أشعر بالمتعة عند التمثيل بصوتى، وقد انجذبت لـ«مذكرات خوخة» بعد إعجابى بفكرته، وهو من تأليف مدحت العدل ويشاركنى بطولته محمد فراج، وأتمنى أن ينال إعجاب المستمعين.

 

نيللى وممدوح


مواضيع متعلقة