بروفايل| جيهان السادات السيدة الأولى دائماً

كتب: سماح عبدالعاطى

بروفايل| جيهان السادات السيدة الأولى دائماً

بروفايل| جيهان السادات السيدة الأولى دائماً

لعل التفاصيل تسعدها، ولعلها تحزنها للدرجة التى قد تدفعها للبكاء، صورة الزوج وهو يرتدى زياً بسيطاً ويتمشى فى حديقة المنزل، بينما تسير هى إلى جواره، يسيطر القلق على المشهد والمعركة الحاسمة قد اقترب أجلها، تربت على كتفه وهى تطمئنه وتشد من أزره. وصورة أخرى لنفس الزوج فى نفس اليوم تقريباً بعد عدة سنوات، وهو يرتدى زيه العسكرى الكامل، وفى يده عصا المارشالية، يهبط من على سلم المنزل، وينظر لها نظرة الوداع الأخير، ولا تلتقيه بعد ذلك إلا جسداً مسجى غارقاً فى دمائه على سرير أبيض بمستشفى القوات المسلحة بالمعادى، فيما نائبه، الذى سيصبح رئيساً، واقف بالخارج، تشد على يده وتقول له: «مصر محتاجة لك يا ريس». الحادثتان مقترنتان ببعضهما البعض للدرجة التى تجعل من الصعب على السيدة جيهان السادات، أرملة الرئيس الراحل، أن تفصلهما عن بعضهما البعض مهما مرت الأيام وتعاقبت السنين، وهذا هو حال الدنيا. هى نفسها الدنيا التى لعبت لعبتها مع الفتاة الصغيرة، فائقة الجمال، ابنة الطبيب المصرى، والسيدة الإنجليزية، ودفعتها دفعاً لأن تلتقى ضابط الجيش، الشاب أسمر البشرة، الخارج لتوه من السجن مفصولاً من عمله، زوجاً لغيرها، وأباً لطفلتين، ودون مصدر للدخل، فيما هى لا تزال فى الخامسة عشرة من عمرها، تفتح ذراعيها للحياة على اتساعها، لكنها تتمسك بالزواج منه، ضاربة عرض الحائط بكل المشاكل التى تحيط به، كما تتمسك بما سمعته يوماً من قارئ كف عجوز قرأ طالعها فى بداية زواجها وتنبأ لها بأن تصبح «ملكة مصر». مضى زمن الملكات بقيام ثورة 1952، وتصدر زوجها ورفاقه من الضباط الأحرار المشهد، لكن النبوءة نفسها تحققت بالفعل بعد ما يقرب من 18 عاماً مرت على قيام الثورة، حين تولى زوجها منصب رئيس الجمهورية خلفاً للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، فغدت زوجة الرئيس، وجعلت من المرأة المصرية شغلها الشاغل، تهتم بقضاياها ومشاكلها. لا تتوقف نشاطات «سيدة مصر الأولى» كما كانت الصحف تلقبها وقتها، رغم معارضة المعارضين، تواصل عملها فى عناد، تذاكر وتحصل على شهادة الثانوية العامة ثم تلتحق بالجامعة وتحصل على ليسانس الآداب بعده الماجستير ثم الدكتوراه، وفى نفس الوقت ترعى شئون أبنائها الأربعة، يضع حادث اغتيال زوجها حداً لطموحاتها، لكنه لا يستطيع أن يسحب منها لقب «السيدة الأولى»، حتى مع تعاقب السيدات الأوائل، يساعدها فى ذلك نبوءة قديمة تفوه ذات يوم بها قارئ كف عجوز.