أحمد عز: «أبوعمر المصرى» ملحمة فنية عن الظلم.. وراعينا المعايير الأخلاقية وقدسية رمضان فى مشاهد «المُخنث»

أحمد عز: «أبوعمر المصرى» ملحمة فنية عن الظلم.. وراعينا المعايير الأخلاقية وقدسية رمضان فى مشاهد «المُخنث»
- أحمد عز
- أروى جودة
- أفضل ممثلة
- أمل بوشوشة
- إيمان العاصى
- الحياء العام
- أبوعمر المصرى
- أحمد عز
- أروى جودة
- أفضل ممثلة
- أمل بوشوشة
- إيمان العاصى
- الحياء العام
- أبوعمر المصرى
المشهد الأول: بدلة كلاسيكية مُهندمة يغطيها روب أسود يدافع صاحبه عن الحق فى أروقة المحاكم، المشهد الثانى: لحية مشعثة تغطى تفاصيل وجهه وعمة سوداء تخفى ما تبقى من ملامحه التى لم تعد كما كانت، ويد تمسك السلاح ببراعة شديدة كما كانت تتصفح كتب القانون فى الماضى، وبين المشهدين تظهر قدرات تمثيلية مميزة، تجعل صاحبها يتقن التحول بين النقيضين بحرية وسلاسة، خاصة مع التطرق لظاهرة الإرهاب التى باتت واحدة من أهم القضايا حالياً. أحمد عز العائد إلى الدراما التليفزيونية بمسلسل «أبوعمر المصرى» بعد غياب دام 4 أعوام منذ تقديمه لمسلسل «الإكسلانس» يتحدث فى حواره مع «الوطن» عن تفاصيل مسلسله الجديد، وأسباب اختياره لروايتين سياسيتين لتقديمهما على الشاشة الصغيرة وتفاصيل كثيرة خلال السطور المقبلة.
{long_qoute_1}
لماذا اخترت روايتين سياسيتين لتقديمهما تليفزيونياً رغم اتسام أحداث مسلسلك الأخير «الإكسلانس» بالطابع السياسى؟
- لا أصنف «مقتل فخرالدين» و«أبوعمر المصرى» كروايتين سياسيتين، وإنما هما طرح لتساؤل عن تبعات الظلم وانعكاسه على المظلوم، علماً بأن ردة فعل «فخرالدين» إزاء الظلم الواقع عليه هو مردود شخصى، أى إنه ليس السلوك الصائب المفترض اتباعه من المتعرضين للظلم، ومن ثم أعتبر الروايتين من الروايات الاجتماعية وليست السياسية.
لماذا لم تقدموا «أبوعمر المصرى» على جزءين انطلاقاً من أنه مأخوذ عن روايتين؟
- أخشى تقديم الأجزاء فى السينما والتليفزيون، لأن نجاحها ليس مضموناً مقارنة بالأول منها، وذلك لارتباط الجمهور ذهنياً بالعمل الأصلى، وبالتالى قرارى محسوم فى الأجزاء التليفزيونية، لا سيما أن معدل تقديمى لمسلسلات يتراوح بين 4 و5 أعوام، وعلى أثره اخترت تقديم الروايتين بشكل مكثف للغاية، بحيث نجمع أحداثهما فى مسلسل واحد، وأعتقد أننى سددت ثمن هذا الاختيار، نظراً لتجاوز عدد مشاهدى حاجز الـ900 مشهد، ما استلزم مجهوداً كبيراً منى تستحقه الرواية عن حق، مع الأخذ فى الاعتبار أن المسلسل ملىء بالشخصيات الدرامية والخطوط الدرامية المتشابكة.
إلى أى مدى توافرت مساحة من التعديلات على الروايتين فى مسلسلك الجديد؟
- مساحة التعديلات كانت متاحة بدرجة كبيرة، لأن هدفنا الأساسى تقديم قصة تجذب المتلقى، وقارئ الروايتين لن يشعر بغربة فى مسلسلنا، رغم تغير أنماط شخصيات معينة دون المساس بمشاعرها وتأثيرها على «فخر».{left_qoute_1}
الأحداث تنطلق برحلة «فخر» وابنه مسترجعاً مشواره من المحاماة إلى العمل الإرهابى.. ألا ترى أن طريقة السرد ونقلاته قد تصيب المشاهد بالارتباك؟
- مسألة الارتباك ليست مقصورة على المشاهد وحده، وإنما تشمل المخرج ومساعديه فى طريقة التنفيذ، لأن تقديم مسلسل أحداثه تتمحور فى فترة التسعينات يتطلب ظهور المواقع الخارجية كما كانت عليه إبان تلك الحقبة الزمنية، سواء على مستوى السيارات أو طريقة عرض الأفيشات على السينمات وصولاً إلى عنصر الملابس، ولذلك كان لا بد من التركيز فى تلك العناصر، لدورها الفعال فى الوصول لطريقة سرد غير مُربكة للمتلقى.
«أن تكون جباناً خير من أن تكون متوحشاً» أتتفق مع تلك المقولة التى رددها «فخر» قبل انضمامه إلى جماعات إرهابية؟
- أرفض توحش الإنسان أو اتصاف شخصيته بالجبن، و«فخر» حالة ربما لا أتفق معها على الصعيد الشخصى، ومقولته لا تتسق مع أفكارى، لأنى لست من الشخصيات الجبانة، حيث أوثر السلامة تجنباً للمشكلات، وحينما أتعرض لظلم بيّن أقول: «أنا اتظلمت مرة واتنين»، ولكنى لا أعلنها ثالثة وأقبل بالوضع لثقتى فى العدل الإلهى، وهذه القناعة لا تتماشى مع طبيعة «فخر»، وانطلاقاً من هذا التباين أرى أن الشخصية الدرامية كلما ابتعدت عن شخصية الممثل زادت درجة استمتاعه بتجسيدها، لأنه يفكر فى خلق تفاصيل جديدة منها تزيد من لذة الاستمتاع، وتلك الحالة لمستها فى «أبوعمر المصرى»، لاتفاقى مع المخرج أحمد خالد موسى على تحدث «فخر» بطريقة كلام معينة ونبرة صوتية خاصة، وذلك فى اتجاه جديد لم أخضه مسبقاً فى سابق أعمالى، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور.
هل شعرت بالتعاطف مع الشخصية فى طور التحضيرات وأثناء التصوير؟
- نعم، ولكنى لم أتفق معها، رغم إشفاقى عليها فى أحيان كثيرة.
ألم تفكر فى ترك مصر وقت تعرضك لأزمات خلال الأعوام الأخيرة كما فعل «فخرالدين» الذى سافر إلى فرنسا بعد أن ضاق ذرعاً من الظلم؟
- الرد على سؤالك لا بد أن يتبعه طرح أسئلة من جانبى، وهى «لمن أترك حياتى المهنية والأسرية؟ هل سأتخلى عنهما إلى الأبد؟ وماذا سأفعل إذا تركت بلدى؟» أسافر خارج مصر لأسبوع أو أسبوعين أحياناً ولكنى أعود إليها، لأنها بلدنا وسنبقى فيها قابلين بأوضاعها، إيماناً بوجود رب كريم يمنح عباده حقوقهم مهما حدث.
{long_qoute_2}
«فخر» رفع شعار «عاد لينتقم» ممن ظلموه.. فإلى أى مدى تشعر بالرغبة فى الانتقام حال تعرضك للظلم؟
- أختلف معه فى جزئية الانتقام، لأنى أترك حقى على الله، وإن كان «فخر» تعرض لظلم غير عادى، لأنه لم يقتصر عليه وحده وإنما امتد إلى أهله وابنه، وأعتقد أن إلحاق الأذى بالابن هى الطامة الكبرى على الأب، لأن الأخير ربما يسامح فى حقه الشخصى، ولكن أن تمتد يد الظلم لضناه فسوف ينقلب حينها إلى وحش، وأرى أن ابن «فخر» كان سبباً فى تحوله إلى وحش كاسر.
على ذكر الابن.. ما سبب إظهاره فى سن العاشرة رغم أن عمره فى الرواية 16 عاماً؟
- التدرج الزمنى للقصة وراء تصغير عمر الابن، لأن الأحداث تنطلق من التسعينات حتى الألفية الثانية، وبالتالى عمر الابن قياساً بتلك الفترة الزمنية يساوى 9 أو 10 سنوات على الأكثر.
رواية «أبوعمر المصرى» شهدت مقابلة جمعت «فخر» بشاب مخنث فى فرنسا.. فما موقف مسلسلك من السلوك الجنسى لهذا الشاب؟
- لن نتعرض لسلوكه بشكل مباشر أو واضح، لالتزامنا بالمعايير الأخلاقية واحتراماً لقدسية الشهر الفضيل، وفى حال وجود شخصية كهذه سنقدمها بما لا يخدش الحياء العام لمشاهد التليفزيون، لرغبتى فى دخول كل البيوت سواء داخل مصر أو خارجها، وتظل طريقة التقديم والتناول هى الفيصل، ولكن لن تجد فجاجة أو وضوحاً فيما يخص سلوك تلك الشخصية تحديداً.
وماذا عن الجرأة التى كانت عليها الرواية فى بعض مشاهد «فخر» مع «شيرين» و«هند» اللتين تجسد دوريهما أروى جودة وأمل بوشوشة؟
- أعود وأؤكد أننا نقدم مسلسلاً للمشاهد المصرى والعربى، وبالتالى لا بد من مراعاة مشاعرهم وأحاسيسهم، وتظل أحداث الرواية موجودة كما هى، ولم نحذف أى تفصيلة من منطق العيب أو الحرام، ولكننا ركزنا على طريقة التقديم والتناول، بحيث نبتعد عن خدش الحياء العام وكل ما يندرج تحت كلمة «العيب»، وكلامى ليس مقتصراً على العلاقات الإنسانية بين البطل والبطلات، وإنما على مستوى لغة الحوار نفسه أيضاً، لأن الغرض من تقديم الدراما التليفزيونية هو الوصول لأكبر عدد ممكن من المشاهدين.
{long_qoute_3}
بمناسبة البطلات.. هل صغر مساحة أدوارهن وراء عدم استعانتكم بنجمات من الصف الأول؟
- أعتبر البطلات الأربع نجمات صف أول، سواء أروى جودة أو أمل بوشوشة أو نادية كوندا أو إيمان العاصى التى تظهر ضيفة شرف، علماً بأن «نادية» وجه جديد فى مصر ولكنها ممثلة معروفة فى المغرب، ونالت جوائز عديدة منها جائزة أفضل ممثلة فى مهرجان «الجونة السينمائى»، كما أن اختيارهن لا علاقة له بمساحة الأدوار، وإنما عملاً بمقولة «كل شخصية بتنادى على صاحبها»، وعن نفسى سعيد بالتعامل مع النجمات الأربع.
ألم تشعر بالقلق من اختيار إيمان العاصى لتجسيد دور ابنة عمك، خاصة أنها قدمت الشخصية ذاتها فى مسلسل «الأدهم»؟
- على الإطلاق، لأن «الأدهم» أنتج عام 2009، أى منذ 9 سنوات تقريباً، كما أنها تظهر ضيف شرف فى المسلسل الجديد، وإيمان ممثلة مميزة جداً أقدرها وأحترمها على المستوى الشخصى، واختيارها جاء بترشيح من أحمد خالد موسى.
نعود لأحداث الرواية مجدداً حيث ظلم العم «سليم» لأسرة «فخر» قبل تعرضه للبطش من ابنه وانطباق مقولة «كما تدين تدان» على تلك العلاقة.. متى شعر «عز» بأثر تلك الجملة فى حياته؟
- هذه المقولة هى عُرف الحياة، ودائماً أقول: «متحاولش مع ربنا لأنه أعلم ببواطن الأمور»، والإنسان المظلوم لا بد أن يسعد ويتحلى بالصبر، لأن حقه آت لا محالة فى الدنيا والآخرة، وأنا من الشخصيات التى لا تعادى أحداً حين أظلم، فلا أتأثر بإيعاز من أحد أو أتحول إلى شخص سيئ، لأنى أترك حقى على الله كما أشرت، مع الأخذ فى الاعتبار أن عودة الحق لصاحبه ربما تستغرق سنوات، ولكنه سيجد نفسه مُغدقاً بكرم الله، وهذا ما ألمسه حالياً من نجاحات فى حياتى.
الرواية تضمنت مشاهد باللغة العربية الفصحى...
- مقاطعاً:
نعم، والمسلسل يتضمن مشاهد باللغة العربية الفصحى، ولكنى لن أتحدث بها لمغزى معين فى الأحداث.{left_qoute_2}
مما تضمنته الرواية أيضاً ذبح الإرهابيين لعدد كبير من القطط فى أحد معسكراتهم.. فما موقفكم من تلك التفصيلة؟
- المسلسل يتضمن كل ما تشمله الرواية من أحداث، ولكننا لن نتعرض لأى حيوان بالأذى بكل تأكيد، وهذا قرار محسوم من أسرة العمل كافة، خاصة أننا لن نقبل بوجود مشاهد مقززة تستفز مشاعر الجمهور.
لماذا استبدلتم دولة السودان بمنطقة صحراوية فى مصر للتصوير فيها؟
- صورنا عدداً من المشاهد بدولة رومانيا، ووجدنا أن مشاهد السودان يمكن تنفيذها هنا، استناداً إلى تشابه الطبيعة الجغرافية هنا وهناك.
ألم يكن هذا القرار رغبة فى تقليل التكلفة الإنتاجية؟
- على الإطلاق، لأن الجهة المنتجة لم تبخل بمليم على المسلسل، الذى كان صعب التنفيذ فيما يخص إنتاجه، بدليل كم النجوم الذى تتضمنها أحداثه فهى ميزانية منفصلة، كما أن «أبوعمر المصرى» كان من العادى تنفيذه فى عامين، وأرى أن بدء تصويره فى يناير وطرحه للعرض فى رمضان بطولة، لأننا تمكنا من إنجاز تلك الملحمة فى تلك الفترة الزمنية القصيرة.
وما رأيك فى مقولة «مسلسلنا رقم 1» التى يُصدرها أغلب صناع المسلسلات الرمضانية للرأى العام؟
- لا أشغل تفكيرى بهذه المسألة، وأتمنى لكل المسلسلات احتلال الصدارة، وإن كنا لا نملك معياراً حقيقياً لاستجلاء حقيقة هذه الجزئية، ولكن ما أتمناه أن ينال مسلسلى إعجاب الجمهور، وليت كل المسلسلات تصبح رقم 1 لما فيه من فائدة للمشاهد من جانب، إضافة إلى أن نجاح الأعمال يُزيد من الدعاية ما سينتج عنه ضخ أموال فى صناعة الدراما، التى سوف تزدهر وتنتعش على أثر ذلك.
أحمد عز أثناء حواره لـ«الوطن»