في منازل "شهداء ليبيا".. مقصورات خشبية بغرف نومهم لحفظ متعلقاتهم

كتب: إسلام فهمى

في منازل "شهداء ليبيا".. مقصورات خشبية بغرف نومهم لحفظ متعلقاتهم

في منازل "شهداء ليبيا".. مقصورات خشبية بغرف نومهم لحفظ متعلقاتهم

فى شارع عرضه 6 أمتار بقلب قرية «العور»، يقع منزل الشهيد «أبانوب عياد عطية»، لا يمر يوم واحد دون أن تستيقظ أمه التى تبلغ من العمر 55 عاماً، لتدخل غرفته الصغيرة بعد تحويلها إلى مزار يضم مقصورة خشبية صغيرة، مزخرفة من الجوانب، وتعلوها كلمة إيبارشية سمالوط للأقباط الأرثوذكس، وصورة كبيرة بارزة للشهيد، وتاريخ ميلاده وتاريخ استشهاده، وإلى جواره جميع متعلقاته الشخصية وملابسه وأوراقه الثبوتية وصوره، حتى شهادة الخدمة العسكرية موجودة بداخل المقصورة.

{long_qoute_1}

تقول الأم: «كان أبانوب، عمره 24 عاماً، وقت استشهاده، وكان دائماً يفضل الذهاب إلى كنيسة السيدة العذراء بقرية العور لأداء الصلاة، وكان يعمل كعامل عادى، وأحياناً يذهب للعمل فى الحقول، وحينما أنهى خدمته العسكرية بالقوات المسلحة أمضى 8 أشهر، بعدها شعر أنه يعيش فى فراغ ودون عمل، فقرر السفر إلى ليبيا لكى يستطيع تدبير نفقات لتشطيب شقته والزواج عقب ذلك، وبعد سفره كنت أتلقى اتصالات منه بين الحين والآخر، يطلب منى خلالها الدعاء، ويبلغنى بأن الأوضاع فى ليبيا غير مستقرة، بعدها بـ45 يوماً علمت باختفائه، حتى تم إبلاغى باستشهاده على يد الإرهابيين، حزنت كثيراً على فلذة كبدى، لذا قررت إقامة مزار له بغرفة نومه، ولا يمضى يوم واحد دون أن أمكث بداخلها لساعات أتذكر جميع مواقفه معى، فهو كان نور عينى، كما أننى أجعل مزاره مفتوحاً أمام الجميع ولكل من يرغب فى زيارته سواء من الأهل أو الأصدقاء».

على بُعد خطوات من منزل الشهيد «أبانوب»، يقع منزل الشهيد يوسف شكرى يونان، مواليد 4 يونيو عام 1990، حولت والدته غرفة نومه إلى مزار أيضاً، مشيرة إلى أن الشهيد يتيم الأب رحل والده وعمره 4 سنوات، وكانت الأم تلقبه بموسى الأسود، لأن وجهة يميل إلى السمار دون باقى أشقائه، ومنذ طفولته وهو هادئ الطباع، وأضافت: «يومياً أدخل المزار وأدعو له وأتبرك بالمكان، وقبل أن أخلد إلى النوم لا يغمض جفنى دون الوقوف أمام المقصورة التى تضم متعلقاته الشخصية»، تنظر إليها بحرقة، تفرح تارة لأنها تشعر بوجوده، وتحزن تارة أخرى حينما تتيقن أنه رحل وتركها وحيدة.

«رفع اسم الكنيسة والصليب أمام العالم كله»، عبارة قالتها زوجة الشهيد هانى عبدالمسيح صليب، مواليد 1 يناير عام 1983، مؤكدة أنه بعد شهر فقط من استشهاده، قررت أن تقيم مزاراً خاصاً له بداخل صالة الاستقبال بمنزلها المتواضع الذى يقع بالجانب القبلى من قرية العور، وأضافت الزوجة: «مفيش يوم يعدى دون أن يدخل أحد من أصدقاء وأقارب الشهيد لإلقاء نظرة على مزاره الخاص الذى جمعت فيه كل شىء، حتى صورنا مع أبنائنا وضعتها فى المزار، زوجى كان من بين 6 شهداء جميعهم من عائلة واحدة، وترك 4 أولاد بينهم 3 بنات، وحينما شاهد أبنائى وجميعهم أطفال فيديو ذبح والدهم تأملوا كثيراً فهم حتى الآن يذكرون هذا الموقف الصعب جيداً ولن يمحى من ذاكرتهم، فالطفل ينسى بصعوبة المشاهد الأليمة، وحينما يسألنى أولادى أين والدنا أقول لهم: راح عند يسوع».

والدة الشهيد يوسف شكرى

زوجة الشهيد هانى عبدالمسيح


مواضيع متعلقة