إسرائيل اشترت دولا إفريقية بالمال لتأييد نقل السفارة الأمريكية للقدس

كتب: أيمن صالح

إسرائيل اشترت دولا إفريقية بالمال لتأييد نقل السفارة الأمريكية للقدس

إسرائيل اشترت دولا إفريقية بالمال لتأييد نقل السفارة الأمريكية للقدس

وسط انشغال الجميع في المنطقة العربية بتوابع هزات الربيع العربي منذ نهاية العام 2010، أخذت إسرائيل  تتوغل وفق خطط استراتيجية طويلة المدى في القارة الأفريقية، ووفقا لتقرير سابق لمعهد البحوث والدراسات الأفريقية كشف هذه الاختراقات الصهيونية للقارة السمراء.

ووفقا للتقرير لم يترك الإسرائيليون مجالاً إلا وحاولوا اختراقه وتوظيفه لمصلحتهم الاستراتيجية، بدءاً بالاقتصاد ومروراً بالثقافة وانتهاء بالأمن وصناعة السلاح والتجارة فيه، وبدى هذا اليوم واضحا مع حضور 11 دول أفريقية من أصل 32 مراسم نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة، وفقًا للقائمة التي نشرتها صحيفة "هارتس" الإسرائيلية، ومن بينها 4 إسلامية واحدة منها من خارج القارة هي ألبانيا.

وترصد "الوطن" بالأرقام كيف سقطت دولا أفريقية في قبضة الموساد بالمال عبر صفقات وتمويلات اقتصادية ضخمة، ووفقا لنشرة الاحتفال فإن هناك 11 دولة تشارك هي أنجولا والكونغو وإثيوبيا وكينيا ونيجيريا ورواندا وجنوب السودان وتنزانيا وزامبيا وكوديفوار.

 

 

ترويض أنجولا بدأ بصفقة سلاح

مع ظهور دول أفريقية كمصدر للواردات الإسرائيلية مثل الجابون دون ظهورها كسوق للصادات، في حين تظهر دول أخرى كسوق للصادرات الإسرائيلية مثل موريتانيا، تنزانيا دون أن تكون مصدراً للواردات الإسرائيلية، فإن أكثر الدول الأفريقية التي تعاونت مع إسرائيل هي أنجولا والبداية كانت بصفقة سلاح بين البلدين، تمت في الفترة من 1993 وحتى عام 2000، وهي الصفقة التي عرفت باسم "أنجولا جيت"، وكان عراب الصفقة رجل الأعمال الإسرائيلي أركادى جايدماك، بقيمة وصلت إلى 790 مليون دولار.

وكشفت اللعبة عام 2006 حينما قررت الحكومة الفرنسية محاكمة 42 شخصا في باريس بتهمة الاتجار غير الشرعي في السلاح، وبيعه لطرفي القتال في الحرب الأهلية الأنجولية التي استمرت حتى 2006، وكانت إسرائيل شريكاً رئيسياً في الصفقة، وبعدها بنحو عام تقريبا دفع الملياردير الإسرائيلي لنيادو وشريكه اليهودي البلجيكى سيلفان جولدبرج 160 مليون يورو، لتسوية قضية دولية، بعد اتهامهما بإدارة شبكة عالمية لتهريب الماس من أنجولا إلى بلجيكا دون دفع ضرائب وبعيدا عن الجهات الرسمية.

 

بالنفط والماس يسقط الكونغو.

أما الكونغو فتعود قصة التوغل الإسرائيلي داخلها إلى "النفط"، إذ يصل احتياطي البترول الذي اكتشفته شركة إسرائيلية في الكونغو بنحو 3 مليارات برميل، يملكها دان جارتلر، وتستخرج الشركة 50 ألف برميل يومياً، فيما يبلغ إنتاج الدولة النفطي 250 ألف برميل لليوم الواحد.

كما تمثل حصة "كميسا" المقاتل السابق في قوات مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة الإسرائيلية نحو 80% من أرباح عملية تدريب وتسليح الجيش الكونغولي، وهى الصفقة التي شارك فيها وقتها أفيجدور ليبرلمان، وزير الخارجية الإسرائيلي المتشدد.

وفى عام 2000 كانت صفقة بين الرئيس الكونغولي وقتها لوران كابيلا، في قصر بالعاصمة كينشاسا، مع رجل أعمال إسرائيلي للحصول على عقد امتياز للتنقيب عن الألماس تجاوزت قيمتها نحو 800 مليون دولار.

 

إسرائيل تفرض وصايتها على إثيوبيا

علاقة إثيوبيا بإسرائيل أقرب إلى فرض الوصاية العرفية، إذ تمتد إلى عقود طويلة بدأت في عام 1966 خاصة مع وجود 100 خبير عسكري إسرائيلي كانوا مقيمين فيها كأكبر وفد هناك بعد الوفد الأمريكي، وكانت إثيوبيا آنذاك تحصل على أغلب المساعدات الإسرائيلية الموجهة لأفريقيا.

وفي عام 1983، حصلت إثيوبيا من إسرائيل على 20مليون دولار قيمة صفقة أسلحة سوفيتية الصنع كانت إسرائيل قد صادرتها من منظمة التحرير الفلسطينية وقتها.

أما في عام 1991 قدرت قيمة المساعدات الإسرائيلية إلى إثيوبيا بنحو 35 مليون دولار مقابل تنفيذ "عملية شلومو"، التي تم خلالها نقل يهود إثيوبيا إلى إسرائيل، وكانت أديس أبابا قد طلبت تزويدها بالسلاح مقابل الصفقة، لكن انتهى الأمر بهذا المبلغ فقط.

 

روندا.. دولارات المذبحة

الأمر في روندا كان مغايرا، فكي يتم احتلالها اقتصاديا كان ضروريا أن تتمزق أولا، لذلك دعمت إسرائيل المذابح التي راح ضحيتها أكثر من مليون شخص بقيمة 65 مليون دولار، في صفقة أسلحة باعتها ونقلتها من ألبانيا إلى رواندا في يوليو 1994، وسلمتها للميليشيات التي نفذت المذابح الوحشية التي شهدتها الدولة الأفريقية وقتها.

 

نيجيريا البوابة الغربية الأفريقية

شكل حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القمة الأخيرة للمجموعة الاقتصادية لدول أفريقيا الغربية "إكواس"، خطوة متقدمة في مسار التطبيع بين إسرائيل والمنظمة الأفريقية، التي تأسست سنة 1975 من أجل الجوانب الاقتصادية والتنموية، كتطوير قطاعات الطرق والطاقة والزراعة والاتصالات، والتي تحرص إسرائيل على حضور اجتماعاتها دوريا.

وتعود قصة التطبيع بين نيجريا وإسرائيل إلى رحلات المسحيين النيجيريين للأراضي المقدسة، إذ يسافر 20 ألف مسيحي نيجيري إلى إسرائيل كل عام لأداء طقوس الحج لمدينة القدس وزيارة الأماكن المسيحية المقدسة هناك، بالتعاون شركة طيران تركية تسمى "أطلس جيت" تشارك في نقلهم من نيجيريا إلى إسرائيل.

 

جنوب السودان تأجيج ثم اعتراف فتعاون.

في الستينات من القرن الماضي، وخلال الحرب الأهلية السودانية الأولى، ساعدت إسرائيل المتمردين في جنوب السودان، وأمدتهم بالسلاح والعتاد العسكري، كما قام خبراء إسرائيليون بتدريب المتمردين، وبعد انتهاء الحرب، التقى مسؤولون إسرائيليون رسميون مع نظرائهم من جنوب السودان للاتفاق على بلورة مشروع مساعدة شامل في مجال الزراعة وتطوير البنية التحتية، بمشاركة الخارجية الإسرائيلية، بالإضافة إلى بعض المنظمات الغير حكومية وفي عام 2008، زار بعض ممثلي اللجنة اليهودية الأمريكية، جنوب السودان، وأوصوا حكومة إسرائيل بمجموعة من طرق المساعدات التي ترسخ لاستقلالها.

وفي التاسع من يوليو 2011، أعلنت جنوب السودان استقلالها، وفي اليوم التالي 10 يوليو، أعلنت إسرائيل اعترافها بدولة جنوب السودان دولة مستقلة وذات سيادة، وفي 15 من الشهر ذاته، أعلنت جنوب السودان أنها تنوي إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، بما في ذلك فتح سفارة لها هناك، وفي الثامن والعشرين من الشهر ذاته، أعلنت إسرائيل أنها ستقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع جنوب السودان.

واقترح الجانب الإسرائيلي على جنوب السودان تقديم مساعدات اقتصادية لها، وقام رجل الأعمال الإسرائيلي، مائير جريبر، بتأسيس شركة لتطوير جنوب السودان من أجل دفع التعاون والعلاقات الاقتصادية بين البلدين، واقترح رجل الأعمال الإسرائيلي على نظرائه أن يقوموا بتصدير منتجاتهم إلى جنوب السودان بدلا من الصين، وفي بداية عام 2012 أعلنت إسرائيل وألمانيا بحث إمكانية الاستثمار المشترك بجنوب السودان في مجالات تطوير البنية التحتية في جنوب البلاد ووسطها، بالإضافة إلى تطوير بحيرة فيكتوريا.

 


مواضيع متعلقة