خيبة الأمل راكبة جمل
- إسرائيل ب
- إسرائيل ت
- الإعلام الإسرائيلى
- الإعلام العربى
- البنية التحتية
- التغطية الإعلامية
- الجولان المحتل
- الجيش الإسرائيلى
- الحرس الثورى
- الرأى العام
- إسرائيل ب
- إسرائيل ت
- الإعلام الإسرائيلى
- الإعلام العربى
- البنية التحتية
- التغطية الإعلامية
- الجولان المحتل
- الجيش الإسرائيلى
- الحرس الثورى
- الرأى العام
موقف الإعلام العربى من الضربات الصاروخية المتبادلة بين القوات الإيرانية فى سوريا وإسرائيل عجيب أشد العجب، فقد بدا منحازاً لإسرائيل ومروجاً لما يخرج عن متحدثها العسكرى من بيانات، بعض القنوات -ذات الهوية الخليجية- أخذت تهلل وتؤكد أن المواجهة يمكن أن تتحول إلى حرب مفتوحة، تتمكن فيها إسرائيل من القضاء على القوات الإيرانية بسوريا، وحزب الله بلبنان. يثير الاستغراب أيضاً أن هذه القنوات أبدت اهتماماً بالمواجهة المحدودة فاق اهتمام الإعلام الإسرائيلى، وفيما يبدو أن ثمة توجهاً أصبح يحكمه بقدرة القنوات العربية على القيام بالواجب!.
بعد تبادل صاروخى استمر لبضع ساعات توقف القصف من الطرفين، إيران هى التى هاجمت وقصفت مواقع إسرائيلية بالجولان المحتل، ثأراً لضربات سابقة قامت بها إسرائيل ضد قوات الحرس الثورى، بعدها ردت إسرائيل بقصف صاروخى تبعه قصف جوى، إسرائيل زعمت أنها دمرت البنية التحتية للقواعد الإيرانية بسوريا، فى حين أعلنت سوريا أنها أسقطت نصف الصواريخ التى أطلقتها إسرائيل، وهو أمر يمنحك مؤشراً على أن الطرفين لا يريدان توسيع المواجهة، إسرائيل على وجه التحديد لا تريد ذلك، لأنها تعلم أن إتاحة الفرصة لحرب مفتوحة مسألة لا تؤمن عاقبتها، فهناك أكثر من 130 ألف صاروخ تتوافر لدى حزب الله، غير الصواريخ التى تتوافر للقوات الإيرانية بسوريا، ناهيك عن أن أى تحرك برى إسرائيلى سيكون بالنسبة إليها كارثة، والكل يعلم أن إسرائيل لا تجيد إلا فى الحروب الخاطفة التى تحسم بها موقفاً على الأرض ثم تتوقف.
التغطية الإعلامية للمواجهة المحدودة التى وقعت بعد انتصاف ليل الأربعاء الماضى تدلل على أن أغلب نوافذ الإعلام العربى لم تعد ترى أية غضاضة فى الدفاع عن إسرائيل، فهى لم تعد فى نظر الكثيرين عدواً، كلمة «محتل» و«احتلال» اختفت تماماً من قاموسها، فجيش إسرائيل أصبح ينعت بالجيش الإسرائيلى وليس بـ«جيش الاحتلال»، والجولان لم يعد يوصف بـ«المحتل»، وربما كان التطور المقبل أن تجد قناة أو أخرى تصف الجيش الإسرائيلى بـ«جيش الدفاع»! إيران أصبحت العدو، وأمست إسرائيل الصديق. أستطيع أن أتفهم خوف الخليج من التمدد الإيرانى بالمنطقة، وهو تمدد غير مقبول، لكن ما أفهمه أيضاً أن على العرب إذا كانوا يرفضون هذا التمدد أن يواجهوه بأنفسهم، وليس من خلال «الوكيل الإسرائيلى»، موقف الشعوب العربية من إسرائيل معروف، فهى فى كل الأحوال تؤيد أى طرف يقف فى مواجهتها، بما فى ذلك الطرف الإيرانى، النسبة الأكبر من الرأى العام العربى تغلب نظرتها «الدينية» لإيران على نظرتها «السياسية» فى مثل هذه الأحوال.
فى المجمل العام أصيبت النوافذ الإعلامية العربية التى هللت لإسرائيل ضد القوات الإيرانية والسورية بخيبة أمل، بدت «خيبة الأمل» راكبة «جمل» صبيحة يوم المواجهة المحدودة بين الطرفين الإسرائيلى والإيرانى، حين وجدوا إسرائيل تتوقف عن القصف، وتكتفى بأحاديث عن تدمير البنية التحتية للقواعد الإيرانية بسوريا، أستطيع أن ألتمس العذر لهذه القنوات فى الطريقة التى عالجت بها الحدث، بعد أن أصبحت تعمل فى مطابخ السياسة وليس فى مطابخ المهنة. ولأن الساسة العرب خائبون، لا بد للخطاب الإعلامى أن يمتطى صهوة «الجمل»!.