من أرشيف السياسة| 16 رمضان.. مصطفى كامل يؤسس الحزب الوطني

02:09 م | الأربعاء 09 مايو 2018

رغم أن عمره لم يتجاوز 34 عاما، إلا أنه كان حافلا بعدد أكبر من المواقف السياسية والقرارت المهمة في تاريخ مصر والنضال من أجلها، فبعد مطالبته بإنشاء جامعة مصرية، ثم تأسيسه جريدة اللواء، قرر تدشين "الحزب الوطني المصري"، في 22 أكتوبر 1907، الموافق 16 رمضان 1325.

الزعيم مصطفى كامل، كان صاحب لمسة مهمة في التاريخ السياسي للبلاد، كللها بذلك الحزب الذي قرر تأسيسه، مع عدد من رفاقه، قبل 4 أشهر فقط من وفاته، واختار إعلان ذلك خلال الخطبة الأخيرة في حياته على مسرح زيزينيا بالإسكندرية، التي كانت خطوة في مسيرته للدفاع عن الاستقلال الوطني ضد الاحتلال الإنجليزي لمصر، لإيمانه الشديد بأن البلاد لن تتحرر سوى بأيدي أبنائها، وفقا لموقع ذاكرة مصر المعاصرة، حيث اشتهر بمقولته التاريخية "إن مصر للمصريين أجمع".

إجلاء الإنجليز عن مصر، كان من أهم أهداف الحزب، بالإضافة إلى بث الروح الوطنية في الشعب، وإقرار دستور يكفل الرقابة البرلمانية على الحكومة، وترقية الزراعة والصناعة والتجارة والعمل لاستقلال الأمة علميا واقتصاديا، وضم الحزب الجديد في عضويته محمد فريد وأحمد لطفي السيد، الذين اتفقوا وقتها على أن يكون مصطفى كامل رئيس الحزب مدى الحياة، لكنه توفى بعد تأسيس الحزب بأربعة شهور تحديدا في 10 فبراير 1908.

خلف "كامل" في رئاسة الحزب، الزعيم محمد فريد، الذي أكسبه أبعادا اجتماعية، فبدأ يهتم بالنقابات العمالية والتعاونيات ومدارس الشعب وغيرها من المشروعات، واضطر فريد لمغادرة البلاد إلى منفاه الاختياري بين تركيا وسويسرا وألمانيا، لكنه ظل زعيمًا للحزب حتى وفاته فى نوفمبر سنة 1919، وفقًا لكتاب "تاريخ الأحزاب السياسية في مصر" للكاتب الدكتور عماد أبرز غازي، وزير الثقافة الأسبق، الذي أكد فيه أن عام 1907 شهد تأسيس عدد من الأحزاب الهامة في مصر، حيث تحولت ثلاثة تيارات سياسية كانت تعبر عن نفسها من خلال الصحافة إلى أحزاب سياسية.

كما تبنى فريد نفس أهداف الحزب، وزاد عليها أهمية تعليم وتثقيف الناس، الذي أعتبره بمثابة الجسر الذي سيحقيق "الوطني" من خلاله أهدافه، لذلك أنشأ المدارس الليلية المجانية، في معظم الأحياء الشعبية، كما أنه يعتبر أول من نظم مظاهرة شعبية في مصر، وأسس أول نقابة للعمال في مصر في عام 1909.

شهد الحزب لاحقا، أول عملية اغتيال سياسي في مصر لأحد أعضاءه، حيث قتل إبراهيم ناصف الورداني، عضو "الوطني" رئيس وزراء مصر بطرس غالي، أمام وزارة الحقانية في الساعة الواحدة ظهرًا يوم 20 فبراير 1910، بستة رصاصات، بسبب مد امتياز قناة السويس وتأييده للإنجليز وخلافاته الضخمة مع الأحزاب، وفقا لموقع "العربية. نت".

واستمرت الخلافات داخل الحزب الوطني المصري بين محمد فريد، وفهمي كامل شقيق مؤسس جريدة "اللواء" لحين حلّ الأحزاب عقب ثورة 1952.