بين «الرسالة» و«الصدمة».. تلك آراء المبدعين

كتب: صفوت دسوقى ومحمد عبدالجليل

بين «الرسالة» و«الصدمة».. تلك آراء المبدعين

بين «الرسالة» و«الصدمة».. تلك آراء المبدعين

كان عرض مسلسل «سيدنا يوسف» على شاشات الفضائيات العربية أشبه بإلقاء حجر ثقيل فى بحيرة ماء راكدة، أحدث حالة من الجدل الشديد، وانقسم الناس إلى فريقين؛ الأول مؤيد لتجسيد الشخصيات المقدسة على الشاشة، والثانى يتمسك بالتحريم والمنع؛ لأنه لا يجوز تجسيد الأنبياء والصحابة على الشاشة، وبمرور الأيام انتقلت العدوى إلى الدراما العربية مع مسلسل الفاروق عمر. يتحدث الكاتب وحيد حامد قائلا: لا أرى أن إيران هى صاحبة السبق فى الأمر، فقد سبق وقدم المخرج السورى مصطفى العقاد فيلم «الرسالة»، وجسد الفنان العالمى أنتونى كوين شخصية سيدنا «حمزة بن عبدالمطلب»، وهو نفس الدور الذى قام به عبدالله غيث فى النسخة العربية، والحقيقة أن الفيلم ترك أثرا طيبا، وساهم فى تعريف الناس بعظمة وسماحة الإسلام. وأضاف وحيد حامد: لست ضد ظهور الشخصيات المقدسة وتجسيدها فى أعمال، ولكن بشرط أن تكون أعمالا ذات قيمة، ولكن شكّل مسلسل «عمر بن الخطاب» صدمة كبيرة لى، وأكبر دليل على ذلك هو الممثل الذى قام بالبطولة، لم يعجبنى أداءه، ولى تحفظات كثيرة عليه.[Quote_1] أما الكاتب بشير الديك فيقول: أنا معجب بالمسلسل؛ لأنه يحتوى على كل عناصر الجودة، ابتداء من الكتابة والديكور والإضاءة، وانتهاء بالإخراج والتمثيل، وأنا مؤيد للرأى الذى يؤكد تأثر الدراما العربية بالدراما الإيرانية فى هذا الاتجاه، والجميل فى الأعمال الدرامية التى تجسد الشخصيات المقدسة أنها تكسر توقع المتلقى، وتكسر أيضا الصورة الذهنية المتراكمة عند المشاهد. ويتحدث الأديب يوسف القعيد قائلا: لا أحب أن أنسب الفضل للشجاعة الإيرانية فى هذا الموضوع؛ لأن الشيعة فى إيران تستخدم الدراما لتصفية الحسابات مع السنة، وأتصور أن المسلسل لم يقدم جديدا عن عمر بن الخطاب ولم يقترب من حياته الشخصية. وتقول الكاتبة لميس جابر: أتصور أنه يجب على الأزهر أن يفتح الطريق أمام تجسيد الشخصيات المقدسة، فمثل هذه الأعمال تعد أكبر دعاية للإسلام، ويجب إدراك أن إيران تسير فى اتجاه، والأزهر يسير فى اتجاه آخر، وأتمنى من صناع الدراما تقديم الشخصيات المقدسة. المخرج داوود عبدالسيد قال: «الحكم على المسلسل قبل انتهاء حلقاته سيكون غير منصف بنسبة كبيرة، ولكن حتى الآن تظهر فى المسلسل تكلفة إنتاجية عالية، وهناك جهد واضح فى صناعة الصورة، لكنه لم يقدم أى جديد على مستوى الرؤية الفنية، سوى جرأته فى تقديم الصحابة، وهذا غير كافٍ، فالمفترض فى الفن أن يشتبك مع الواقع وأن يقدم رؤية مغايرة لما هو سائد ومألوف».[Image_2] من جانبه قال الكاتب يسرى الجندى: «أعجبنى جداً العمل، فـ«وليد سيف» كاتب مقتدر استطاع صياغة الأحداث بشكل مميز، ولكن توجد ثغرة، من وجهة نظرى، فى السيناريو تتعلق ببعض الأحداث الخاصة بفترة ظهور الإسلام، حيث استغرق الكاتب فيها بشكل أكبر مما كان ينبغى. ويقول الكاتب محمد صفاء عامر: أتابع المسلسل من أول حلقة، ومعجب بشدة بمستوى الحوار الذى يكشف عن كم المراجع والمصادر القديمة التى بحث فيها الدكتور وليد سيف، وهناك مجهود فى الكتابة؛ لأن اللغة التى تم الاعتماد عليها فى الحوار هى لغة أهل مكة فى صدر الإسلام، ورغم ذلك قدمه وليد سيف بشكل بسيط ومفهوم إلى حد كبير، ولا أستطيع الحكم على أداء بطل المسلسل إلا بعد الوصول إلى الحلقة الأخيرة، فهناك مرحلة الشيخوخة وهى تحدٍ كبير أمام البطل الذى يخوض تجربة التمثيل لأول مرة.[Quote_2] ويقول المخرج على عبدالخالق: سخاء الإنتاج يظهر بوضوح على العمل، كما أن المخرج حاتم على بخبرته الطويلة قدم صورة مبهرة، ويبدو الاهتمام بأدق التفاصيل مثل الملابس واستخدام أدوات الحرب، نحن أمام عمل مثالى فى التكوين، ولكن يبقى الحكم النهائى معلقا بالحلقة الأخيرة. أخبار متعلقة: «الفاروق عمر».. أتعبت مَن بعدك المخرج حاتم على: أتمنى أن تكون التهديدات باغتيالى «كلام مشعوذين» عبد العزيز مخيون: أنا «شاهد» على تقدم سوريا وإيران فنياً.. وتخلفنا ألفت عمر : التهديدات أجبرتنى على تغيير رقم هاتفى المؤلف وليد سيف: الهجوم على المسلسل يكشف «كيف يفكر عالمنا العربى» غسان مسعود: ترددت كثيرا قبل تجسيد «أبو بكر» مهندس الديكور: 160يوما لبناء «مكة» بالمغرب و«المدينة المنورة» فى دمشق