المؤلف وليد سيف: الهجوم على المسلسل يكشف «كيف يفكر عالمنا العربى»

المؤلف وليد سيف: الهجوم على المسلسل يكشف «كيف يفكر عالمنا العربى»
«الحوار» من أكثر المناطق إضاءة فى المسلسل، فمن يتابع العمل يلمس الدقة والحرص على استخدام جمل وكلمات تنتمى إلى صدر الإسلام، ويتوقف الاندهاش من مستوى الحوار عندما نكتشف أن صاحبه هو الدكتور وليد سيف الذى يمتلك موهبة من العيار الثقيل.
«وليد» ولد الرجل فى «طولكرم فلسطين»، وهو شاعر وكاتب دراما تليفزيونية ومؤلف مسرحى، ومن أشهر أعماله فى الدراما التاريخية «الزير سالم»، و«ربيع قرطبة»، و«ملوك الطوائف»، و«التغريبة الفلسطينية»، وبالرغم من امتلاكه أرشيفا ضخما من الأعمال الجيدة والمعقدة، فإنه يعتبر مسلسل «عمر» أصعب عمل فنى شارك فى صناعته، فالمسلسل -حسب تصريحاته لـ«الوطن»- يضم شخصيات عظيمة ومهمة، والتزام الحقائق التاريخية فى تقديمها أمر ضرورى.
وعن المدة التى استغرقها فى الكتابة والتحضير للمسلسل يقول: استغرق البحث والكتابة 600 يوم تقريبا، وكنت خلال هذه المدة أشبه برجل مشغول بإعداد رسالة دكتوراة، لا أتوقف عن القراءة، ولا أكتفى بالمراجع والمصادر القريبة، كنت أبحث عن القديم والبعيد للوقوف على الحقائق التى «تعشش» فى بطن التاريخ، ولا أبالغ إذا قلت إن هذا المسلسل هو أصعب عمل قدمته فى حياتى، لأن مساحة السرد الدرامى محدودة جدا بالنظر إلى أهمية الشخصيات التى تزامنت مع «عمر بن الخطاب».[Image_2]
ويضيف: عانيت كثيرا بسبب قلة وندرة المصادر القديمة، ووجود فروق واختلافات بين المصادر، وهذا ما كان يجعلنى فى حيرة شديدة، ولكنى كنت فى نهاية الأمر أحتكم إلى أصدق الروايات وأقربها إلى عصر وطبيعة المجتمع الذى شهد اعتناق «عمر» الإسلام، وشهد عدله وحكمته.
وردا على الاتهام الموجه له بعدم تقديم جديد فى حياة «عمر» وتقديمها بشكل سطحى يقول: لا أتفق مع أصحاب هذه الآراء، فقد ركزت على كل شىء فى حياة عمر بن الخطاب، وركزت أيضا على الجانب الإنسانى فى حدود المصادر المتاحة أمامى، وكما قلت عانيت كثيرا بسبب ندرة وقلة المصادر القديمة، وقدمت عمر بن الخطاب نموذجا لمكارم الأخلاق قبل الإسلام وبعده، «الناس معادن وخيركم فى الجاهلية.. خيركم فى الإسلام».
وحول حملات الهجوم المبكر على العمل، التى بدأت قبل العرض، يتابع: فى الحقيقة كنت أتوقع الهجوم بشراسة على المسلسل، ولكن الجانب الإيجابى فى هذا العمل هو أنه جعلنا نكتشف كيف يفكر عالمنا العربى، وكيف يقرأ الأحداث قبل أن تبدأ، وقد اجتهدت فى تقديم عمل عن شخصية عظيمة فى الإسلام، فالعالم العربى من المحيط إلى الخليج فى حاجة ماسة إلى رؤية نماذج مضيئة مثل «عمر بن الخطاب» حتى يتعلم منه ويقتدى بأفكاره الحكيمة.
وبشأن ردود الأفعال على المسلسل قال: الحمد لله أتلقى ردود فعل طيبة على المسلسل، وسعدت جدا بأن هناك أناسا كانوا يعارضون فكرة تجسيد الشخصيات المقدسة على الشاشة، وعندما رأوا الحلقات الأولى من العمل غيروا رأيهم، وراحوا يباركون ويشيدون بالمسلسل، لأنه قدم «عمر بن الخطاب» فى صورة صادقة وبعيدا عن التحريف، وأنتظر أى نقد إيجابى لأنى بطبعى لا أتوقف عند الكلام الحلو، وإنما أبحث عن النقد حتى أصحح أخطائى.
وبشأن التعاون مع المخرج حاتم على قال: بينى وبين حاتم على لغة تفاهم مشتركة، وقد أدى تكرار التجارب إلى خلق حالة من الانسجام بيننا، وأتصور أن هناك أعمالا كثيرة تكشف عن عمق العلاقة بيننا، منها «ملوك الطوائف»، و«التغريبة الفلسطينية».
وبسؤال وليد سيف عن مشروعاته المقبلة، وهل سيكون هناك عمل عن شخصية إسلامية أم لا، قال: سوف أنتظر لفترة بعد مسلسل «عمر بن الخطاب»، لأنه عمل كبير واقترب من حياة شخصيات كثيرة، ويبقى الرسول «محمد صلى الله عليه وسلم» الشخصية المحورية التى ينعكس نورها على كل ما حولها، والدراما التاريخية مرهقة لأنها تحتاج إلى بحث عميق، وتحتاج إلى تعدد وتنوع المصادر للوصول إلى الحقيقة.
أخبار متعلقة:
«الفاروق عمر».. أتعبت مَن بعدك
المخرج حاتم على: أتمنى أن تكون التهديدات باغتيالى «كلام مشعوذين»
عبد العزيز مخيون: أنا «شاهد» على تقدم سوريا وإيران فنياً.. وتخلفنا
ألفت عمر : التهديدات أجبرتنى على تغيير رقم هاتفى
غسان مسعود: ترددت كثيرا قبل تجسيد «أبو بكر»
مهندس الديكور: 160يوما لبناء «مكة» بالمغرب و«المدينة المنورة» فى دمشق
بين «الرسالة» و«الصدمة».. تلك آراء المبدعين