بعد إعلانها حل نفسها.. معلومات عن حركة "إيتا" الانفصالية

بعد إعلانها حل نفسها.. معلومات عن حركة "إيتا" الانفصالية
في خطوة مفاجئة، أعلنت منظمة "إيتا" الانفصالية في إسبانيا، المصنفة على قائمة الإرهاب لدى الاتحاد الأوروبي، مساء أمس، حل كل هياكلها بشكل كامل، وأرسلت خطابا إلى مختلف المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في إقليم "باسك"، تعلن فيه ذلك، بحسب ما ذكرته وكالة "أسوشييتد برس".
وفي خطابها، اعترفت المنظمة بمسؤوليتها عن فشل حل الصراع السياسي في إقليم "باسك"، وأنها أمام فرصة لإنهاء الصراع وبناء مستقبل مشترك، وقالت: "علينا ألا نكرر الأخطاء، وألا نسمح لتجذر المشاكل، وفقا لما ذكرته وكالة "الأناضول" التركية.
وبعد ذلك، تعهد وزير الداخلية الإسباني خوان إجناسيو زويدو، بمواصلة التحقيقات في الجرائم المنسوبة إلى "إيتا"، وقال: "لم تحصل المنظمة على أي شيء عبر وعدها بوقف القتل، كما أنها لن تحصل على أي شيء بإعلان حل نفسها".
وتعتبر منظمة "إيتا" الباسكية، حركة انفصالية مصنفة في إسبانيا وأوروبا كـ"إرهابية"، تأسست عام 1959، وهي الحروف الأولى لكلمات "وطن الباسك والحرية" بلغة اليوسكارا أقدم لغات أوروبا التي لا تزال تستخدم، وكانت تطمح إلى انفصال إقليم "باسك" وإنشاء دولة مستقلة للباسكيين، بضم إقليم نافارا المحاذي لإقليم الباسك، وكذلك ضم إقليم الباسك الفرنسي، وأغلب أعضائها محبوسون في سجون بفرنسا وإسبانيا، بحسب موقع "بي بي سي" الإخباري.
ويمتد إقليم الباسك على مساحة 20 ألف كيلومتر مربع قاطعا الحدود الغربية بين فرنسا واسبانيا، وتعتبر مدينة بيلباو عاصمة له، وأنشأ "إيتا" مجموعة من معارضي الحزب المحافظ آنذاك المعروف بـ"الحزب الوطني لإقليم الباسك"، وكان هؤلاء المعارضين ممن نفاهم الجنرال فرانثيسكو فرانكو خلال سنوات حكمه الذي وصف بالديكتاتورية، ونفذت أول عملية اغتيال لها في 1968، بقتل ميليتون مانثاناس مدير مكتب المخابرات الإسبانية بمدينة سان ساباستيان في إقليم الباسك، ثم عقب 5 أعوام اغتالت رئيس الوزراء الإسباني لويس كاريرو بلانكو بسيارة ملغومة في مدريد.
ومنذ ذلك الحين، ارتكبت "إيتا" العديد من العمليات الإجرامية، كان أبرزها في 1980، والذي شهد أكثر السنوات دموية في تاريخها، حيث قتل 118 شخصا، كما حاولت تفجير مقر الحرس الوطتي، ولذلك كونت الحكومة الإسبانية مجموعة من الفرق شبه العسكرية لمحاربتها بأسلوب جديد، وفي 1989 أعلنت وقف مؤقت لعملياتها الإرهابية، وبدأت في مفاوضات مع الحكومة الإسبانية بالجزائر، ولكنها أعلنت إعادة العمليات بعد عامين من ذلك.
وفي 1996، عادت للمفاوضات مع إسبانيا مرة أخرى، ولكنها لاقت نفس مصير سابقتها، لتغتال في العام التالي محافظ الباسك الإسباني ميجيل بلانكو، ثم المحافظ الذي خلفه فيما بعد، ودخلت في مفاوضات ثالثة عام 1999، وفشلت أيضا، لتكثف من عملياتها الإرهابية لاحقا، والتي وصلت إلى 21 عملية في عام 2001، وبالعام الماضي، كشفت" إيتا" عن أماكن أسلحتها ومتفجراتها المخبأة تحت الأرض للسلطات الفرنسية.