بصمة صوت| من الفقر وإليه يعود.. قصة حياة إسماعيل ياسين مع "المونولوج"

كتب: منة الصياد

بصمة صوت| من الفقر وإليه يعود.. قصة حياة إسماعيل ياسين مع "المونولوج"

بصمة صوت| من الفقر وإليه يعود.. قصة حياة إسماعيل ياسين مع "المونولوج"

"كلنا عاوزين سعادة، بس إيه هي السعادة، ولا إيه معنى السعادة".. كان هذا "المونولوج" ما هو إلا وصف مختصر لحياة إسماعيل ياسين البائسة، المختبئة خلف ستار ضحكته الشهيرة، حتى أن صيته ذاع لـ"خِفَّة ظله" وتمثيله الذي يحتل القلب ببساطته، لكن حبه وشغفه الأساسي كان في الغناء و"المونولوج" الذي مّثَّل بداياته أيضا المليئة بالكثير من المعافرة، وأوصله لشهرة مات بعدها وحيدا.

وفيما يلي يتحدث الراحل عن قصته مع الغناء والمونولوج، ببصمة صوته.

بعد ولادته عام ١٩١٢ بمحافظة السويس، وقعت الكثير من المشاكل بين والده "المعلم يس" صاحب محل الصاغة، ووالدته "الست زكية، بسبب إهمال والده لهم، وتبديد أمواله فيالبسهرات "الكازينوهات" وشرب الخمور.

وبعد وفاة والدته، ترك إسماعيل ياسين المدرسة، بسبب إهمال والده، ورفضه سداد مصاريف دراسته، وسئم الفنان "الطفل" من حياته ومعاملة جدته السيئة.

دفعَهُ صوته المميز وحبه للموسيقى، إلى إحياء الأفراح والمناسبات حتى عامه الـ١٨، ومن هنا قرر إسماعيل ياسين السفر للقاهرة بحثا عن تحقيق حلمه الأول والأخير "الغناء".

مكث 4 أشهر بالقاهرة "مدخلش جيبه مليم" وفشل، كان يقضي ليالِ نومه بأحد المساجد، حتى قدم له إمام المسجد "ثمن تذكرة القطر" وعاد الشاب "المسكين" من جديد، حاملا على كتفيه خيبة أمله إلى السويس.

فوجئ إسماعيل بتدهور حالة والده الصحية والمادية، فقال له: "أخرتك يابا تبقى مكتب على باب حارة، بعد ما كان عندك أكبر محل صاغة وورشة"، فقرر والده مساعدته، وطلب منه الذهاب إلى الحاج إسماعيل الفار، الذي يصطحب في مجلسه الليلي الكثير من الملحنين والمؤلفين.

تعرف هناك على قدري باشا، الذي اصطحبه معه للقاهرة من جديد، وقدمه لراديو "فيولا" حتى قدم إسماعيل ياسين به أول "منولوج"، وبعد قرار منع تشغيل الإذاعات الأهلية، قدم إسماعيل طلبا للعمل بالإذاعات الحكومية، ونجح في اختباراتها ووقع عقده الأول للعمل مقابل ٤ جنيهات لكل إذاعة.

من هنا تحولت حياة "سُمعه"، وبدأ السير بخطى ثابتة، عمل بالكثير من "كازينوهات" الإسكندرية، وطُرِدَ منها لأسباب مختلفة، ثم عاد للقاهرة من جديد وعمل في "كازينو بديعة مصابني" مقابل ٨ جنيهات شهريًا.

وذاع صيت إسماعيل ياسين، الذي عُرِف بعد ذلك بـ"سُمعه"، حتى تخطى حدود مصر بأكملها، ووصلت شهرته لحدود الشام وسافر إلى حلب ولبنان وعمل بهما لفترة، حتى كون مبلغًا "مش بطال" وعاد إلى مصر حاملا شهرته الفنية الصاعدة و٨٧ جنيهًا مصريًا.

النقلة الثانية في حياة إسماعيل، كانت في "فرقة علي الكسار" حين قدم مئات "المونولوجات"، حتى وصلت شهرته للمخرج السينمائي حسين فوزي الذي أرسل له ورشحه للعمل بفيلم "أحب الغلط" أمام الفنانة تحية كاريوكا، وبدأ إسماعيل ياسين في كتابة تاريخه التمثيلي، وقدم الكثير من الأفلام والمسرحيات، محافظا أيضا على فن "المونولوج" الذي عشقه منذ البداية.

ومات "أبو ضحكة جنان"، بعد تراكم الضرائب عليه، وبدأ طريق إفلاسه تدريجيًا حتى اشتد عليه المرض، وعاد للفقر مجددًا، حتى لقي ربه عام 1972، بعدما ترك رصيدًا كبيرًا من "المونولوجات" والأفلام والمسرحيات.


مواضيع متعلقة