في ذكرى وفاتها.. كيف نجت زينات صدقي من مقلب إسماعيل ياسين وكاريوكا؟

في ذكرى وفاتها.. كيف نجت زينات صدقي من مقلب إسماعيل ياسين وكاريوكا؟
- زينات صدقي
- إسماعيل ياسين
- تحية كاريوكا
- حلمي رفلة
- زينات صدقي.. سيرة درامية
- زينات صدقي
- إسماعيل ياسين
- تحية كاريوكا
- حلمي رفلة
- زينات صدقي.. سيرة درامية
"عذراء حسناء هيفاء.. ولهاء دعجاء سمراء فيحاء.. ملفولة القوام كغصن البان الأخضر الريان"، كلمات اشتهرت بها الكوميديانة المصرية زينات صدقي، أشهر من قدمت دور العانس في السينما المصرية، ولا ينسى جمهورها مشهدها المميز مع إسماعيل ياسين في فيلم "ابن حميدو"، وهي تطارده قائلة "حبيبي يا امه بحبه يا امه.. أسمر أحمر أخضر"، أو جملتها الشهيرة "كتاكيتو بني".
جمعت الصداقة بين زينات وإسماعيل حيث شكلا معا أشهر ثنائي كوميدي سينمائي في الخمسينات، حيث قدما في عام 1954 فقط أكثر من 20 فيلما ظهرا فيها سويا، وكان إسماعيل ياسين يتفائل بزينات كثيرا، خصوصا بعد نجاحه في أول بطولة مطلقة في فيلم "البطل"، بحسب ما ذكره الكاتب ماهر زهدي في كتابه "زينات صدقي.. سيرة درامية".
وذكر الكاتب، أن الفيلم حقق نجاحا لم يتوقعه أحد حتى إسماعيل ياسين نفسه، الذي تفاءل بوجود زينات صدقي إلى جواره، وقرر أن تشاركه أفلامه كافة كلما أمكن ذلك، وهو ما فعله في فيلمه التالي "المليونير" الذي كان اسما على مسمى وفتح لهما أبواب السعادة معا، فقد أصبحت زينات الورقة الرابحة في الكوميديا النسائية، فيما اعتبر المنتجون أن إسماعيل ياسين هو "الحصان الأسود" الذي يمكن أن يراهن الجميع عليه في السباق، وعلى رغم اقتناع إسماعيل بأهمية وجود زينات معه، فإن المنتجين لم يتركوا له هذا الاختيار، فقد كانوا يفعلون ذلك من دون أن يطلب، ويحرصون أن يضعوا اسميهما، بل ودوريهما في مستوى متقارب.
وكما يحدث بين الأصدقاء من مقالب ومفارقات كوميدية، تعرضت زينات صدقي لمقلب من إسماعيل ياسين وتحية كاريوكا، في أثناء تصوير فيلم "فايق ورايق" مع المخرج حلمي رفلة، الذي كان يصر بشدة على الالتزام بكل كلمة في النص السينمائي، ولا يسمح لأي ممثل أن يخرج على المكتوب، ولأن رفلة كان مهتما بشدة بزينات صدقي ويحاول تحسين أدوارها وإبرازها، بحسب ما ذكره ماهر زيدي في كتابه، فقد اتفق مع تحية كاريوكا على أن يدبرا مقلبا لزينات بأن قال لها إنه اتفق مع حلمي رفلة وأبو السعود الإبياري مؤلف الفيلم أن ترتجل كما تشاء في المشهد.
وبحسب كتاب "زينات صدقي.. سيرة درامية"، "جلست زينات تفكر في المشهد وكيف ستقدمه من وجهة نظرها، وما هي العبارات التي ستقولها، وما إن دارت الكاميرا حتى انطلقت كالصاروخ، تصول وتجول أمامها، والجميع يقفون خلفها ينتظرون رد فعل حلمي رفلة، والمعركة التي ستدور بينه وبين زينات بسبب خروجها الزائد عن الحد على النص، وبالفعل هب رفلة من فوق الكرسي الذي يجلس عليه خلف الكاميرا وعاد إلى الخلف، تناول نسخة السيناريو التي يمسك بها مساعد المخرج، وحبس الجميع أنفاسه وقد أيقنوا أن حتماً سيقع زلزال في الأستوديو في هذه اللحظة، وعندما تقدم مساعد المخرج ليوقف التصوير، وضع حلمي رفلة يده على فمه ليستمر المشهد حتى النهاية، ومع آخر جملة قالتها فوجئ كل من في الأستوديو بالمخرج رفلة يطلق صرخة مدوية وهو يصفق: برافو برافو برافو يا زينات، هو ده اللي كنت عايزه بالظبط برافو، وهنا وقف إسماعيل ياسين وتحية كاريوكا ونجوى سالم ينظرون إلى بعضهم البعض وهم في دهشة من السحر الذي انقلب على الساحر، فلم يملكوا سوى الضحك والتصفيق".