"زينات صدقي" اختلفت مع إسماعيل ياسين ولم يكرمها سوى "السادات"

"زينات صدقي" اختلفت مع إسماعيل ياسين ولم يكرمها سوى "السادات"
ما بين "الوحش الكاسر الأسد الغادر إنسان الغاب طويل الناب، وياختى جماله حلو شبابه حلو كتايكتو بنى وعوض عليا عوض الصابرين يا رب ويا سارق قلوب العذارى".. ادخلت زينات صدقي صاحبة لقب أشهر عانس في السينما المصرية البهجة على مشاهديها ولم يقتصر الأمر على زمن معين ولكن حتى الآن تسعد جمهورها عندما يعرض أفلامها على شاشات التليفزيون.
ورغم أنها اشتهرت بالكوميديا وقدمت أكثر من 150 فيلما وأدوارها مميزة وظلت محفورة في تاريخ السينما المصرية إلا أنها لن تنال أي تكريم غير من الرئيس الراحل أنور السادات في عام 1974 والذي قرر صرف معاش شهري لها، بعد أن ظلت فترة لم تجد من يواسيها ويقف بجانبها من زملائها حيث تجاهلها الجميع مع تقدم عمرها وأصبح لا يعرض عليها أدوار فاضطرت لبيع أثاث المنزل حتى توفر مصاريفها اليومية.
عملت صدقي مكتسحة الكوميديا النسائية في السينما المصرية لعدة أعوام في القرن الماضي، بالغناء والتمثيل والرقص ومونولوجيست واستطاعت أن تجعل من ايفيهاتها خالدة حتى الآن.
زينات من مواليد 4 مايو 1913 في حي الجمرك بالإسكندرية؛ واسمها الحقيقي زينب محمد مسعد؛ درست الإلزامية ثم الإبتداية والتحقت بمعهد "أنصار التمثيل والخيالة" ولكن منعها اهلها من إستكمال دراستها لتتزوج من ابن عمها الطبيب وتزوجا وكانت في سن الخامسة عشر؛ واستمر زواجها منه 11 شهر ثم إنفصلا.
عملت كمونولوجيست وراقصة في الأفراح الشعبية في الإسكندرية؛ وإعترض أهلها على عملها في المجال الفني ومنعوها؛ فهربت إلى لبنان وعملت كمطربة هناك؛ وبعد عدة اعوام عادت إلى مصر فشاهدها نجيب الريحاني وعرض عليها دوراً في مسرحية له، وبعد إعجاب الجمهور بأدائها عرض عليها تغيير اسمها ليصبح زينات بدل زينب وتسمت باسم صديقتها المقربة"خيرية صدقي" واستمدت منها اللقب فأصبح اسمها زينات صدقي.
شاركت في الكثير من الأفلام السينمائية ووصل عددها ل115 فيلم أشهرهم ابن حميدو؛ الآنسة حنفي ومعبودة الجماهير؛ واكتسحت ممثلات الكوميديا في ستينيات القرن الماضي مثل ماري منيب ووداد حمدي، وعملت مع ممثلين كبار مثل أنور وجدي وشادية وفاتن حمامة.
جمعتها علاقة صداقة قوية بإسماعيل ياسين ولكنها كانت دائماً تظن أنه حسود؛ وحين يسألها عاملة ايه؟ ؛ ترد الحمدلله ثم ترسم عروسة ورقية وتخرمها خوفاً من الحسد؛ وعانت زينات طوال حياتها من وسواس النظافة؛ وممنوع أن يستخدم أحدهم أدوات طعامها وشرابها.
أثناء تصوير فيلم ابن حميدو؛ نشب خلاف بين إسماعيل ياسين وزينات صدقي؛ ففي مشهد المطبخ حبسته لتوهم من في الخارج أنه يغتصبها ووضعت مفتاح الباب في صدرها؛ مما أثار غضب إسماعيل ياسين وهدد بالإنسحاب؛ لأن هذه الحركة لم يتم الإتفاق عليها مسبقاً أثناء البروفات؛ ولكن تدخل المخرج زكي فطين عبدالوهاب وأوضح انه صاحب فكرة المشهد وطلب من زينات مفاجأة إسماعيل بالمشهد حتى يكون رد فعله طبيعي.
أصيبت زينات بماء على الرئة ورفضت الذهاب إلى المستشفى؛ فازدادات حالتها سوءاً حتى أصيبت بهبوط أدى لوفاتها في 2مارس 1987؛ دفنت في مدافن الصدقة، إذ فوجئ الجميع بعد دفنها بعبارة "مدافن عابري السبيل" على قبرها.
وجسدت الفنانة بدرية طلبة دور زينات صدقي في مسلسل عن حياة الفنان إسماعيل ياسين وأُنتِج عام2009.