«إيليت» مطعم فى كوخ خشبى عمره 100 عام و«زفريون» صاحب اختراع «الجمبرى المشوى»

كتب: فاطمة محمود

«إيليت» مطعم فى كوخ خشبى عمره 100 عام و«زفريون» صاحب اختراع «الجمبرى المشوى»

«إيليت» مطعم فى كوخ خشبى عمره 100 عام و«زفريون» صاحب اختراع «الجمبرى المشوى»

رغم أنها كانت مدينة مفتوحة لكل الجاليات من دول البحر المتوسط، إلا أن الجالية اليونانية فى الإسكندرية تُعد صاحبة التأثير الأكبر فى المجتمع السكندرى على المستوى الثقافى والاجتماعى، رغم وجود جاليات إيطالية، ورومانية، وأرمينية، وإنجليزية، حيث لا تخلو شوارع منطقة هناك من معالم أو أسماء يونانية متمثلة فى المطاعم والمقاهى التى تحمل الطابع اليونانى فى تصميمها وروحها، ورغم وجود عدد كبير من المطاعم والكافيهات ذات الأسماء العالمية، إلا أن المعالم اليونانية تظل هى الأقرب إلى روح الأهالى، ومنها مقهى ومطعم «إيليت» فى محطة الرمل، ومطعم «زفريون» فى أبى قير.

يقف مطعم «إيليت»، وهو مبنى خشبى مكون من طابق واحد، على شكل كوخٍ، بجدرانه البيضاء ذات المصابيح البيضاء المتلألئة ونوافذه الكبيرة المصممة من الزجاج الأبيض الشفاف، ومدخله الذى تعلوه كلمة «إيليت» بالعربية والإنجليزية، شاهداً على تغلغل الطراز اليونانى الفريد فى المبانى بالإسكندرية، حيث يتميز المطعم بمدخل واحد له بوابتان تأخذان شكلاً نصف دائرى، ويسيطر على جدرانه الداخلية اللون البنى الداكن، وتنتشر بالمكان الديكورات الخشبية، والبار ذو الطابع الأوروبى، وطرقه طويلة زُيّنت جدرانها على الجانبين بمجموعة من اللوحات لأشهر الفنانين العالميين، منها لوحة للفنان اليونانى فافياديس، والفرنسى براك، وبورتريه لكفافيس شاعر الإسكندرية، ولوحة للفرنسى ماتيس، وعلى الجانب الآخر مجموعة من الصور القديمة لمدام «إيليت»، صاحبة المقهى الأصلية، وصور أخرى للمالكة الثانية بعدها وهى كريستينا، وكلها لوحات قيّمة لا تُقدر بثمن، وفى نهاية الممر، يصل الزائر إلى سلم خشبى قصير يتجه به إلى قاعة الموسيقى اليونانية التى يجلس فيها الزبائن من محبى الموسيقى، ثم صالة طعام منمقة بترابيزات مربعة الشكل، وكراسى ذات شكل تقليدى.

يقول محمد أمين، أحد العاملين بالمطعم، إن هذا المكان يُعد من أقدم المطاعم اليونانية فى الإسكندرية، أنشأته مدام «إيليت» فى أوائل القرن العشرين، وكان تصميمه عبارة عن مطعم خالٍ من أى جدران أو مبانٍ، وعبارة عن كراسى مرصوصة فى الشارع، يحيط بها سور خشبى، ويتميز بمظهر بسيط جذاب من الخارج، فهو أشبه بكوخ كبير تستطيع أن تعيش من خلال نوافذه الزجاجية الواسعة روح المدينة ونبضها.

{long_qoute_1}

ويوضح «أمين» لـ«الوطن» أن رواد المكان كانوا يمثلون جميع الفئات من الأطفال والشباب ورجال الأعمال والمتقاعدين والمسنين الذين يستعيدون ذكرياتهم فى هذا المكان المميز، مشيراً إلى أنه يجذب جمهوره بتخصصه فى المشروبات والمأكولات اليونانية والشرقية ذات المذاق الخاص، والتى يقدمها على أنغام الموسيقى الشرقية والأوروبية الكلاسيكية، مضيفاً: «فى عام 1922 استأجرت (كريستينا كوستانتينو) المطعم من الكنيسة اليونانية، وكانت تديره بمعاونة زوجها (ميخال)، وتُعد كريستينا من أشهر اليونانيين الذين أقاموا بالإسكندرية، وكانت إحدى ملهمات الشاعر المعروف كفافيس فى سنواته الأخيرة، وأنا عملت فى المطعم لمدة 50 سنة، وتركت العمل بعد وفاة مدام كريستينا، لأن العمل معها كان له مذاق خاص».

وأوضح «أمين» أنه بعد رحيل الخواجة «ماسيوس»، ابن مدام «كريستينا»، تم تأجير المحل لمجموعة من رجال الأعمال المصريين الذين حاولوا تغيير معالم المطعم القديمة.

تحركنا من وسط المدينة إلى أقصى الشرق، حيث يقع مطعم «زفيرون» فى مواجهة بحر أبوقير مباشرة، وسط مجموعة من المبانى ذات الطابقين، ويكتسى بلونَى العلم اليونانى الأبيض والأزرق، ويقصده عشاق الأسماك على النمط اليونانى، للاستمتاع بأشهى وجبة بحرية.

ويقول الشيف جلال الشباسى، المدير المسئول عن المطعم، إن طاقم العمل ما زال خليطاً من المصريين واليونانيين حتى الآن، والمطعم كان ملك الخواجة «بيركليس» قبل وفاته منذ ثلاثة أعوام، وكان من أقدم اليونانيين المقيمين فى الإسكندرية، موضحاً أن المطعم الآن يملكه رجل أعمال مصرى، واشتراه من ورثة الخواجة بعد وفاته، وأصر أن يظل محتفظاً بتراثه وعبقه التاريخى.

وعن أشهر الأطباق التى يتميز بها «زفريون» قال «الشباسى»: «المطعم يتميز بالسمك البورى السنجارى، والقاروس مع البطاطس، وأطباق الجندوفلى الشهية، والوقار المطهو بالطريقة اليونانية، والسلطات الشهية الطازجة مع شوربة السى فود، وفى (زفريون) لا نشوى السمك بـ(الردة)، بل بالزيت على الطريقة اليونانية التى ميزت المطعم عن غيره من مطاعم الأسماك الكبرى».


مواضيع متعلقة