مطاعم «عروس المتوسط»: قديمة وشعبية وعلى البحر.. والزبائن مشاهير و«أكيلة»

كتب: محمد الرملى وفاطمة محمود

مطاعم «عروس المتوسط»: قديمة وشعبية وعلى البحر.. والزبائن مشاهير و«أكيلة»

مطاعم «عروس المتوسط»: قديمة وشعبية وعلى البحر.. والزبائن مشاهير و«أكيلة»

«الله عليكِ يا إسكندرية، والمشى على بحرك غيّة، إسكندرية العروسة على البحر ماشية.. لافّة الملاية ومحروسة من عين حسادها.. الله صاينها، من بحرى أو فى السيالة، والرمل فيها الرجالة، وفى سوق كرموز والمنشية وباكوس هناك ناس شغالة، آه من جمال زيزينيا وهوا جليم فى العصرية، كوباية شاى فى محرم بك ساعة المغربية، لو زرت المنتزه والمعمورة وشفت رشدى والإبراهيمية، ومن القبارى للمكس والعجمى أو للعامرية، ومحطة الرمل المشهورة بأحلى صحبة وسهراية، أيوووه على جمال دى مدينة».

إسكندرية ماريا وترابها زعفران، هى عروس البحر الأبيض المتوسط بلا منازع، تشتهر بالكثير من المطاعم الشعبية التى تبدع خلطاتها الخاصة لتكتسب مذاقاً مختلفاً يجعلها متميزة عن غيرها، وهو ما جعل المدينة الساحرة قبلة للمصطافين والأجانب والمشاهير من كل حدب وصوب، وتتنافس المطاعم لكسب المزيد من الزبائن للوجود على القمة، حيث يوجد بالمدينة مجموعة من المطاعم العريقة منها مطعم «ملك السمان» و«صواريخ» و«قدورة» و«البكل».

مطعم ملك السمان يأخذ شكلاً مختلفاً فى ميدان السوريين بالإسكندرية الذى كان أغلب سكانه من اللبنانيين والسوريين والفلسطينيين، وكان أشهرهم الخواجة إلياس، المالك الأصلى للمطعم، وكان يأتى إليه «فريد الأطرش وأسمهان» خصيصاً لتذوق السمان الأوروبى، هذا المكان كان يعتمد قديماً على موسم هجرة السمان من أوروبا إلى مصر فى بداية فصل الصيف حتى نهاية الخريف، ولكن بعد وفاة الحاج سمرة شحاتة الذى اشترى المطعم من ابن الخواجة إلياس عام 1950 بدأ فى توفير السمان على مدار العام.

{long_qoute_1}

يقول أسامة سمرة، صاحب المطعم: «منذ وفاة والدى ونحن نحافظ على تقاليد المكان، وزبائن المكان لم يتغيروا وتوارثناهم أباً عن جد مثل توارثنا خلطتنا المميزة التى لم يعرفها أحد غيرى بعد والدى وهى غير موجودة فى أى مكان آخر، وهذا ما يميزنا عن غيرنا»، مضيفاً أن «زبائن المطعم من الطبقات الراقية التى تعودت على إن المطعم ملكها وراضية عنه بشكل كبير، وهذا ما اضطرنا للعمل طوال العام والإغلاق خلال شهر رمضان فقط». «سمرة» يؤكد أن يوسف شاهين كان من أهم وأقدم زبائنه، وكان له فضل كبير فى شهرة المكان من خلال ظهوره فى أحد البرامج وذكره أن «ملك السمان» هو المطعم المفضل بالنسبة له، مشيراً إلى أن الشيخ محمد متولى الشعراوى كان صديقاً مقرباً لوالده، ومن أهم زبائن المكان، بالإضافة إلى الفنان أشرف عبدالباقى، ويسرا، وأحفاد الملك فاروق، وأحفاد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وعائلة رجل الأعمال رشيد محمد رشيد، وتابع أن أكثر الأكلات التى تميز المطعم هو السجق المخلوط بتوابل السمان، والسمان المحشو بالفريك، والسمان بالخلطة السحرية لملك السمان.

مطعم «صواريخ» سُمى بهذا الاسم لأن السندويتشات التى يقدمها تحتوى على بهارات وتوابل حارة، ويقع المطعم فى شارع الترسانة، أمام باب الجمرك، ويتميز «صواريخ» بطبق الفول بالسجق والصلصة، أو كما ينطقها الإسكندرانية «سدق» بالبيض والبسطرمة، وساندويتش «الكوارع بالبصل»، وساندويتش «الحلالى والتقاطيع البلدى» و«المخ البانيه» ومجموعة مختلفة من السندويتشات، أنشئ هذا المطعم عام 1986، على يد السيد صواريخ الذى كان يملك عربة للأكل قبل إنشاء المطعم وتميز بخلطاته الحارة التى كانت وسيلة لجذب الزبائن من جميع الطبقات.

يقول محمد السيد «صواريخ» إن أكلات صواريخ أهم ما يميزها خلطاتها الحارة التى نصنعها بأنفسنا أنا وأخى وتعلمناها من والدى الذى بدأ حياته بساندويتشات «الفول بالسدق» و«الفول بالطحينة»، موضحاً أنه كل فترة يتم إضافة نوع جديد لـ«منيو صواريخ» للحفاظ على نفس المستوى.

وأكد «صواريخ» أن سر نجاح أى مكان هو العمالة التى تحافظ على المستوى المعتاد، موضحاً أن المطعم يقدم وجبات بأرخص الأسعار فى شهر رمضان حتى تكون فى متناول الجميع، بالإضافة إلى تجهيز طلبات وفقاً لرغبة الزبون، وأشار إلى أن أهم زبائن المحل من المشاهير، الفنانة منى زكى، والفنان حجاج عبدالعظيم، والكابتن أحمد الكاس لاعب نادى الزمالك السابق.

«مطعم البكل»، أنشئ عام 1880، داخل أحد ممرات السوق الفرنسى فى منطقة المنشية بالإسكندرية الذى أنشأه الفرنسيون أثناء الحملة الفرنسية، ويدير المطعم أحد صبيان طباخ الملك فاروق، واشتهر بمطعم «الفقراء» لما يقوم به من مشاركات مجتمعية فى تقديم وجبات مجانية يومية للأطفال الأيتام.

وقال أحمد البكل، صاحب المطعم، 79 سنة، إنه تعلم الطبخ على يد الأسطى محمود طباخ الملك فاروق بقصر المنتزه بالإسكندرية، وكان الأسطى محمود من أفضل الطباخين على مستوى العالم، موضحاً أنه فضّل أن يكون له كيان خاص به، ففتح مطعماً صغيراً متواضعاً، وبمرور الوقت أصبح من علامات الإسكندرية.

وتابع «البكل» أن المطعم يشتهر بأسعاره الرخيصة، وعلى حسب قدرة الزبون يتم تقديم الوجبة له، وهذا ما تميز به المطعم لأنه أصبح فى متناول الجميع، مشيراً إلى أن أهم زبائن المطعم من المشاهير، الفنان الراحل محمود المليجى، والفنان الراحل فريد الأطرش، والفنان الراحل عبدالحليم حافظ، والفنان ياسر ماهر.

أما «مطعم قدورة» فيُعتبر من أشهر وأكبر المطاعم المتخصصة فى الأسماك بالإسكندرية، أنشئ عام 1950، على يد عبدالقادر عبدالسلام وشهرته «قدورة»، وبعد وفاته انتقلت الإدارة إلى ابنيه محمد قدورة وعبده قدورة عام 2006، اللذين تمكنا من زيادة عدد فروعه بالإسكندرية وافتتاح فرع جديد فى القاهرة، ولكن يظل الفرع الرئيسى بـ33 شارع بيرم التونسى بمنطقة الأنفوشى ببحرى هو الأشهر والأهم على الإطلاق، ويقع بالقرب من حلقة السمك ومرسى صيادى الإسكندرية، ويتميز الفرع الرئيسى من مطعم قدورة بوجود مقاعد وطاولات تحمل أسماء أشهر الفنانين الذين زاروا المكان مثل: فريد شوقى، ومحمود المليجى، وتحية كاريوكا، ويونس شلبى، ، وفريق النادى الأهلى على رأسهم الكابتن محمود الخطيب. وقال عبده قدورة إن المطعم يُعتبر أقدم مطعم أسماك على مستوى الإسكندرية.

 

إقبال كبير على المطاعم

 

المطاعم لها تقاليد خاصة فى إعداد الطعام


مواضيع متعلقة