روان مسعد تكتب: «الوطن».. البيت والأسرة

روان مسعد تكتب: «الوطن».. البيت والأسرة

روان مسعد تكتب: «الوطن».. البيت والأسرة

دخلتها صغيرة بعد تخرجى بعدة أشهر، هى تجربتى المهنية الأولى، لم أطلب أكثر من التعلم كمتدربة ثم المضى قدماً، فالاسم «جريدة الوطن»، يكفى إذا ما طرقت أى باب رزق فى مجال الإعلام فيما بعد، لكنى ازددت تعلقاً، وجاء مكانى فى الموقع الإلكترونى، أو «خلية النحل» كما أحب تسميته، هنا نستقبل الأخبار، نصنعها بحرفية، ثم نطلقها عسلاً على شاشات الكومبيوتر والموبايل.

هنا، فى «الوطن»، عشت تجربة ملهمة متغيرة عبر الأحداث السياسية منذ بدايتها فى 2012، وحتى الانتخابات الرئاسية 2018، كنت متدربة ثم أصبحت «صحفية»، هنا احتراف صناعة الحدث ومتابعته، هنا إبراز الصحافة الإنسانية ومعالجة قصور المسئولين، هنا مهد التكريمات بدءاً من «جوائز النقابة» وصولاً «لجائزة دبى للصحافة العربية»، مر الوقت سريعاً، 6 سنوات على «كيان» شُكَّل بوساطة عقول شابة، وشارك فى صناعة حياتهم المهنية.

«أسرة الوطن» مصطلح دارج يستخدم حقاً وصدقاً بين الزملاء الذين جمعهم حب العمل فأتقنوه، لا يمكن تفويت مناسبة دون عمل، لذا نتشارك «الفسيخ والرنجة» فى شم النسيم و«الكعك» فى العيد، عشنا فرحة الذهاب لكأس العالم معاً، و«جول» محمد صلاح أعدناه مراراً معاً، ومع رؤساء الأقسام ومديرى التحرير، احتفالات تنتهى سريعاً، ويتحول الموقع إلى «خلية نحل» مرة أخرى.

تذوب الأقسام فى أوقات الأزمات، فيصبح محرر الخدمات محرر إدخال بيانات، ومحرر المنوعات تغطية خبرية، هكذا نعالج الأمور، ويخرج العمل للقارئ على أكمل وجه، عمل ظل مخرجه فى الجريدة لعدة أيام، معظمنا تخلى بالفعل عن وقته مع الأسرة والحياة الاجتماعية والأصدقاء، والمقابل ليس مادياً وإنما حب المهنة والاشتياق لسماع جملة: «تغطية ممتازة من الموقع، شكراً».

بالوقت، تصبح «الوطن» بيتك الحقيقى الثانى، فقد حفظت كل الوجوه وتعاملت مع معظمها، عشنا معاً ساعات طويلة، أذكر يوم اضطررت للمبيت فى الجريدة وقت فرض حظر التجول بعد عزل محمد مرسى، لم أشعر يومها بالخوف، فقط ضممت مكتبين وكان «إسدال» الصلاة هو وسادتى، وأذكر كذلك يوم هاجمت مظاهرات الإخوان وشباب الألتراس مقر الجريدة، فدافعت عنها باستماتة.

يغلبنى الشعور بالانتماء للمهنة و«الوطن»، وعند كل ضيق منها، أتذكر تلك اللحظات الصعبة والجميلة التى عشتها، فتتحول طاقتى السلبية إلى طاقة عمل، ثم تطويع كل المقومات المتاحة لخدمتى، وأجد نفسى فى نقطة أحاول فيها دوماً أن أبدأ من جديد فى حضن «بيتى»، ومع «أسرتى».


مواضيع متعلقة