«السيسى»: التحدى الذى يواجهه تماسك الدولة «داخلى وليس خارجياً»

«السيسى»: التحدى الذى يواجهه تماسك الدولة «داخلى وليس خارجياً»

«السيسى»: التحدى الذى يواجهه تماسك الدولة «داخلى وليس خارجياً»

قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، إن معاهدة السلام خيار استراتيجى، والتحدى الآن هو تماسك الدولة المصرية، موضحاً: «التحدى مش خارجى، التحدى داخلى».

وأضاف الرئيس، خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة، اليوم، والتى تتزامن مع احتفالات تحرير سيناء، أن الجيش المصرى قبل عام 1967 كان من الجيوش القوية جداً فى المنطقة، وكانت هناك حالة ثقة كبيرة جداً لدى المصريين فى قوة الجيش، ولكن ما حدث للجيش والشعب المصرى فى «67»، أعقبته حالة من فقد الثقة، والانكسار، والانخفاض الشديد فى «الروح المعنوية».

وأضاف أن الجهود التى بُذلت لإعادة بناء القوات المسلحة كانت «مضنية»، وكان الشعب يعيشها «يوماً بيوم»، وكانت كل مُعدّة تدخل مصر ينتظرها المصريون، ويرونها، وكانت الحالة التى تشكلت بعد «67» صعبة جداً جداً.

وشدد السيسى على ضرورة ذكر الرئيس السادات والجيش بكل تقدير واحترام وانحناء بسبب أننا جميعاً كمصريين لم نكن نصدق أننا «نقدر»، موضحاً أنه رغم صغر سنه لكنه كان يعيش تلك الحالة، وكان السؤال دائماً لدى المصريين «يا ترى نقدر صحيح؟!»، موضحاً أننا نحتاج دائماً كشعب وقوات مسلحة إلى التعامل مع قضايانا بعلم وموضوعية، وليس بـ«العواطف»، و«الكلام».

{long_qoute_1}

وأشار الرئيس إلى أن فرق القوة كان ضخماً جداً فى حرب 1973 بين الطرفين، وكان قرار الحرب صعباً جداً، ويعكس أن الرئيس السادات، وقيادة الجيش، والقوات المسلحة، كانت كلها مستعدة «تموت»، ولا يستمر الوضع ده - فى إشارة منه لاحتلال سيناء - مشيراً إلى أن الجنود والضباط وضباط الصف كان شعورهم «كفاية كدا بقى». وتابع: «أنا بقول الكلام ده ليه؟!.. عشان إوعوا حد ياخد الجيش.. وياخد البلد للحتة دى تانى.. كلنا منتبهين، وواعيين، وخايفين على بلدنا عشان اليوم ده مايتكررش تانى». وشدد الرئيس على أن سيناء تحررت، ومعاهدة السلام خيار استراتيجى نؤمن به، ونعمل عليه، ولكننا نستفيد من الدروس، والحالة التى عشناها، وقراءة التاريخ للاستفادة منه، والبناء عليه.

ولفت الرئيس إلى أنه لم يكن أحد فى مصر أو المنطقة يقبل اتفاقية السلام، لأن «محدش كان شايف كتير من اللى شافه السادات وهو بياخد القرار ده»، موضحاً أنه اتخذه وحده لأنه كانت لديه ثقة فى ربه، فى استعادة الأرض، ونجح فى ذلك، رغم أن الكثيرين لم يكونوا مؤمنين بفكرة السادات، لكن تم تشكيل وعى جديد، وفكر آخر.

وأضاف: «التحدى الموجود أمام مصر هو تماسك الدولة المصرية والتحدى مش خارجى، التحدى داخلى، إزاى تاكلوا بعضكم، إزاى تموّتوا بعضكم وتكسّروا بعضكم، اصحوا انتبهوا، وهو ده الدرس الجديد بقا اللى إحنا محتاجينه، إننا نفضل كلنا حكومة ومواطنين وشعب ومفكرين ومثقفين وإعلاميين، إذا كنتم خايفين على بلدكم بجد». وشدد الرئيس على أن المصريين يعرفون جميعاً أن أشقاءهم فى سيناء لا يتحملون مسئولية «أهل الشر»، ولا نحمّل أهالينا فى سيناء تلك المسئولية، موضحاً أن الإرهاب موجود فى سيناء وغيرها من المحافظات، موجهاً التحية للشيخ حسن خلف، شيخ مجاهدى سيناء، الذى ألقى كلمة فى الندوة، مضيفاً «أشكر كل مصرى فى سيناء شريف، وحريص على بلده». وخاطب الرئيس أهالى سيناء، قائلاً: «وأرجو أن أهلنا اللى فى سيناء يسمعوا الحقيقة، الفترة صعبة وقاسية وأنا عارف إن الإجراءات اللى بتتعمل انتم بتتحملوا معانا فيها.. بس عايز أقول لكم لو إحنا ماعملناش كده سيناء هتروح مننا».

{long_qoute_2}

وأضاف الرئيس السيسى فى كلمته: «لما جُم عرضوا عليّا الخطة كانوا حاطين خطة تنمية تتجاوز العام 2022، ولكن طلبت ألا تتجاوزها»، مضيفاً: الجهد اللى بيقوم بيه الجيش والشرطة بالتعاون مع أهل سيناء سننهى هذه المهمة فى أسرع وقت، بالتزامن مع مجالات التنمية حالياً».

ووجه الرئيس التحية لسلوى الهرش، حفيدة شيخ مشايخ سيناء، خلال إلقاء كلمتها فى «الندوة»، موجهاً الشكر لكل سيدة مصرية فى سيناء حريصة على «أرضها وبلدها»، لترد «سلوى»: «إحنا مجنّدين فى كتائبكم يا فندم». ولفت الرئيس إلى أن دور المرأة السيناوية لم ينتهِ، لترد حفيدة شيخ مشايخ سيناء: «إحنا معاك يا ريس». وشكر السيسى «الهرش» على إلحاق نجلها بالكلية الحربية قائلاً: «بنشكرك على محمد»، لترد: «ده ابنك يا ريس وده اتعلّم الوطنية فى مدرسة الوطنية».

من جهته، قال أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية الأسبق، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى جاء للسادات بعد الحرب، ولديه خطة سلام بأن تحتفظ مصر بحدودها خلال عام 1906، مع فلسطين تحت الانتداب البريطانى، وأن تشمل الخطة الإبقاء على 3 مطارات إسرائيلية فى سيناء، ومستوطنة بها 10 آلاف مستوطن إسرائيلى فى العريش، مع وجود قوات إسرائيلية لحمايتهم، وهو ما رفضه السادات بشكل قاطع. ولفت إلى أن «ملحمة حرب أكتوبر»، بدأت يومى 9 و10 يونيو عام 1967، حينما خرج الشعب، وقال سنحارب، ونرفض الهزيمة، والاحتلال.

وعاهد المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، الرئيس على بذل مزيد من الجهد لتنمية سيناء، قائلاً: «كتائب التعمير تعاهد سيادتك على بذل الجهد والعرق لتكون سيناء المستقبل هى واحة الأمن والأمان»، وأكد أن تنمية سيناء مشروع قومى سيتكلف 275 مليار جنيه وسيتم الانتهاء منه عام 2022. وأضاف «محلب» أن أهداف تنمية سيناء واضحة ومحددة للمضىّ فى التنمية، ونحن نواجه الإرهاب.

وفى ختام «الاحتفال»، عرض اثنان من الفنانين المكفوفين، (هما الفنانة ندى شريف المنسى، والدكتور شادى وديع، عازف)، فقرة فنية أمام الرئيس، ليقول الرئيس بعد ختام «الفقرة»: «من فضلك لو سمحتى إحنا بنشكركم وأسعدتونا ومش عارف هل تقبلوا إن أنا آجى أتصور معاكم ولا لأ؟»، ثم صعد الرئيس للمسرح وصافح ندى المنسى وشادى وديع، والتقط معهما الصور التذكارية.

عرضت القوات المسلحة، خلال الندوة التثقيفية الـ28، فيلماً قصيراً من إنتاج إدارة الشئون المعنوية، تحت عنوان: «سيناء.. أسطورة مكان وملحمة شعب»، والذى عكس العملية التنموية الشاملة التى تنفذ فى عدد من قطاعات سيناء، بالتزامن مع جهود تطهيرها من بقايا العناصر الإرهابية.


مواضيع متعلقة