بلد أبو صلاح| "قابيل".. ممثل "السهل الممتنع"

بلد أبو صلاح| "قابيل".. ممثل "السهل الممتنع"
- ثقة بالنفس
- جمعة الشوان
- خشبة المسرح
- صلاح قابيل
- بلد أبو صلاح
- صلاح قبيل
- شهر رمضان
- رمضلن 2018
- المخابرات المصرية
- ثقة بالنفس
- جمعة الشوان
- خشبة المسرح
- صلاح قابيل
- بلد أبو صلاح
- صلاح قبيل
- شهر رمضان
- رمضلن 2018
- المخابرات المصرية
نشأته الريفية الهادئة وسط الحقول والخُضرة ربما زرعت في وجدانه ملامح مصرية خالصة، ثم يأتي انتقاله لحياة المدينة الصاخبة، ليزيده قدرة على اقتحام الشخصية المصرية بمختلف أشكالها، فهو الشاب المحب لوطنه أحيانًا، ورجل الأعمال الفاسد المستغل لنفوذه في أحيان أخرى، وتارة تجده "فتوة" يبتغي الأذى لخصومه، وأخرى يبدو ضابطًا في المخابرات يقود أصعب عمليات الجاسوسية، لتجتمع كل تلك الشخصيات معًا وتصنع فنانًا متنوعًا يمكن وصف أدواره بـ"السهل الممتنع".
شغف الشاب المنتقل حديثا إلى المدينة بالروايات والكتب الأدبية العربية والعالمية، كان سندًا له في أول أدواره الفنية التي لعبها بعد تخرجه من معهد الفنون المسرحية، حين وقف على خشبة المسرح للمشاركة في تمثيل رواية "اللص والكلاب"، لتظهر عليه جرأة وثقة بالنفس تلفت إليه نظر الأديب العالمي نجيب محفوظ، والذي رشحه ليكون بطل روايته الجديدة، حينها، "ذقاق المدق"، التي جسد فيها شخصية "عباس الحلو"، ابن البلد الذي شارك أبناء حارته النضال ضد الإنجليز المحتلين لبلاده.
شخصية "فهمي عبد الجواد"، الشاب الذي قتلته رصاصات الإنجليز في "بين القصرين" خلال ثورة 19، لم يكن آخر أدوار "قابيل" المنتمية لوطنه، حيث كان للعقيد "مدحت"، ضابط المخابرات المصرية، دورًا كبيرًا في تجنيد "جمعة الشوان" ضد ضباط الموساد الإسرائيلي، لينتهي المشهد بـ"دموع في عيون وقحه".
الجمود لم يكن صفة تليق بصاحب البشرة القمحية المألوفة بين المصريين، حيث حضرت قضايا مجتمعه حيزًا كبيرا من أدواره في الثمانينيات، من خلال تقديمه شخصية "عبدالحميد"، ذلك السياسي الذي يدعي الميثالية تظهر "سونيا سليم"، وتكشف عن وجهه الآخر في صراع بين "الراقصة والسياسي"، ثم ينتقل، سريعًا، لتجسيد مشاكل العشوائيات من خلال شخصية "المِعلم حمدان" الذي يحاول السيطرة على "المدبح" والوصول لغاياته بطرق غير شرعية، قبل أن يرتدي بزّة "عبد الله بهنس"، رجل الأعمال الفاسد، الذي يرفع شعار: "يا عزيزي كلنا لصوص".
لم ينس صلاح قابيل نصيبه من الكوميديا الساخرة البسيطة، من خلال دور العميد "عادل" الذي يحاول مساعدة الكاتب المغمور "رامي قشوع"، بالإمساك بسارق كتاباته في "بطل من ورق".
أبّى الفنان الستيني، في نهاية رحلته، أن يكون بعيدا عن "الصعيد الجواني" ومشكلاته المتأصلة بين العائلات منذ أزمنة بعيدة، وقرر تجسيد الشر المتواجد من خلال شخصية "علوان البكري" في "ذئاب الجبل"، غير أن القدر كان له رأي آخر، ومنع صلاح قابيل من وضع حبة جديدة في عقد إبداعاته، ليرحل مصحوبًا بشائعات عن دفنه حيًا، في مشهد يمثل حلقة أخيرة من مسلسل حياته.