متحف «عرابى» مقلب قمامة كريه الرائحة بفعل الزمن والإهمال

متحف «عرابى» مقلب قمامة كريه الرائحة بفعل الزمن والإهمال
- أحمد عرابى
- أداء العمرة
- أهالى القرية
- الثورة العرابية
- الجهود الذاتية
- السكة الحديد
- الشخص المناسب
- الطريق الرئيسى
- القرآن الكريم
- أحمد عرابى
- أداء العمرة
- أهالى القرية
- الثورة العرابية
- الجهود الذاتية
- السكة الحديد
- الشخص المناسب
- الطريق الرئيسى
- القرآن الكريم
لا يزال منزلاً من الطين يحتفظ بعوارضه الخشبية لكنه منخفض عن مستوى الشارع بفعل الزمن، وتلاصقه منازل أخرى طينية، وأخرى خرسانية ذات طوابق مرتفعة، الوصول إلى المنزل فى قرية «هرية رزنة» يحتاج إلى الغوص بين حوارٍ متعرجة حتى تصل إلى المنزل الطينى القصير، والسؤال لا يحتاج إلى انتقاء الشخص المناسب ليدلك على وجهتك، بل فقط أى من الأطفال «المبدورين» فى الحوارى الذين يلهون، فهم لا يزالون يتشاجرون حول من أكثر قرابة للزعيم أحمد عرابى.
{long_qoute_1}
بالخروج إلى الطريق الرئيسى الذى يؤدى إلى مدينة فاقوس تمر على متحف الزعيم، لكن رائحة القمامة تمنعك من الوقوف أمامه أكثر من دقيقة، حيث تحول المتحف إلى أطلال ومأوى للقطط والكلاب الضالة، بفعل الإهمال، ويرى أهالى القرية فى هذا إهانة لزعيمهم، واضطروا إلى أن يخلدوه بمسجد يحمل اسمه وهو المسجد الذى حفظ فيه القرآن وتربى فى ساحته.
وبينما يجرى نشاط محموم أسفل سقف الجامع الكبير تحت التشطيب، يقف السيد أحمد عبدالعزيز، مفتش لغة عربية على المعاش، يراقب العمال وهم يلصقون البلاط فى دقة وانتظام، ويشرح قصة بناء المسجد بأنها بدأت بفكرة من عمدة القرية بالاحتفاء بـ«عرابى» فى المكان الذى حفظ فيه القرآن الكريم، ويواصل أن المسجد القديم كانت مساحته 400 متر وكان هو المسجد الذى حفظ فيه «عرابى» القراءات وتعلم فيه دروس الدين، مشيراً إلى أن أهالى القرية اشتروا مساحة كانت خالية خلف المسجد وضموها إليه حتى أصبحت مساحته 1200 متر، سعياً من جانبهم لإنشاء المسجد تخليداً للزعيم، معلقاً: «لأن الأيام دى مابقاش حد يجيب سيرته، حتى المتحف بتاعه، أصبح مأوى للزبالة، والكلاب والقطط».
ويضيف «عبدالعزيز»، أن المسجد تم بناؤه بالتبرعات والجهود الذاتية حتى ظهر بالشموخ الكبير وسط منازل القرية ليبدو كالمنارة الكبيرة بمئذنته العالية، مشيراً إلى أن تكلفة بنائه بلغت حتى الآن نحو 7٫5 مليون جنيه بخلاف التبرعات العينية، معلقاً: «واحد يبعت مقطورة أسمنت وكمان الرمل كله ببلاش، وكل ده فى ميزان حسنات المتبرعين»، مشيراً إلى أن تاريخ توسعة المسجد وبنائه، كانت بدايته فى 2016، متابعاً: «أحمد عرابى حفظ فيه القرآن الكريم وتعلم فيه، ويكفيه أنه بسبب تعليمه فى هذا المسجد استطاع عرابى أن يقف قدام الخديو وقال جملته المشهورة ودى تكفى، بعد ما عمل خير وثورة فى البلد خدوه ونفوه».
وعن مواصفات «عرابى» التى تناقلها أهل القرية جيلاً بعد جيل قال: «كان إنسان متواضع وخلوق وأخلاقه أخلاق القرآن حيث كان حافظ للقرآن، وآخر احفاده مات فى رمضان اللى فات قبل مغادرته لأداء العمرة بيوم واحد مات، يعنى ذريته كلها صالحة، وكان فى البداية عنده ابن واحد وبعده خلف 3 هو آخرهم اللى مات فى رمضان اللى فات».
{long_qoute_2}
ويضيف صبحى عبدالله، فى العقد الرابع من عمره، موظف بالسكة الحديد، أن الناس تشعر بالفخر لمجرد انتسابها لقرية أحمد عرابى، وأن هناك صلات دم وقرابة تجمعهم بالزعيم، وهو ما دفع الناس إلى التبرع بالكثير من أموالهم لبناء المسجد بهذه الفخامة، معلقاً: «لما بنخرج بره المحافظة ونروح مصر ولا أى محافظة تانية بنقولهم إحنا أحفاد عرابى والناس بيحترمونا أكتر».
ويندد «صبحى» بترك الدولة للمتحف وإهماله حتى تحول إلى مقلب قمامة، مشيراً إلى أن المتحف تم تفريغ محتوياته وأصبح عبارة عن خرابة وأطلال ومكان لإيواء الحيوانات الضالة، وقال إن متعلقات الزعيم حصل عليها أحد كبار القرية ويدعى عزت مصطفى، مشيراً إلى أنه يعيش فى القاهرة ويحتفظ بمتعلقات الزعيم كالبدلة وبعض الكتب والوثائق، متعجباً من إهمال الدولة للمتحف بينما يقوم الناس فى القرية بالتبرع للمسجد ببعض أغراض منازلهم، معلقاً: «فيه ناس بقت تبيع بوتاجازات وغسالات قديمة علشان تتبرع بفلوسها للمسجد، وفيه ناس باعت دهبها، بس خلاص الناس مش معاها حاجة تانى تتبرع بيها والمسجد محتاج نحو مليون جنيه ليكتمل».
اقرأ أيضًا:
جولة فى المحافظات الشرقية.. الأصيلة
«القراموص» حارسة «البردى».. قرية أحيت زراعة «أوراق الفراعنة» بعد اندثارها
البسايسة.. مركز إشعاع الطاقة الشمسية
صان الحجر.. غابة المسلات والأسوار الأثرية
تل بسطة.. هنا القطة «باستيت» التى كانت تُسكت بكاء الأطفال بـ«الشخليلة»
منزل عبدالحليم حافظ.. قِبلة محبيه و«لو كان مهجوراً»
زراعة الورد فى «العدلية».. حالة عشق وراثية قبل التجارة
سادات قريش.. أول مسجد فى أفريقيا.. قِبلة الأهالى فى الأفراح والجنازات
«الصديقان».. آخر «صنايعية الحصير» يصارعان لبقاء المهنة
أرض الخيول الأصيلة.. شعارها «حصان جامح»
سوق مواشى «ديرب نجم»: بؤرة تلوث ومرتع مخدرات ومطالب شعبية بنقله
سكان «اجتماعى العاشر»: «أملنا اتحقق بشقة فى مكان نضيف»
الأسطى أسماء: «شربت الصنعة على إيد والدى»
منزل الزعيم ما زال كما هو