الجزارون: نخشى التلاعب فى جودة اللحوم

تباينت ردود فعل الجزارين وأصحاب محلات بيع اللحوم، حول قرار اللواء محمد أبوشادى، وزير التموين والتجارة الداخلية، بالبدء فى تطبيق التسعيرة الجبرية على اللحوم، ومعاقبة من يخالف السعر المحدد لبيعها، بالحبس خمس سنوات أو الغرامة، ففى الوقت الذى وافق فيه البعض على تطبيق القرار، شريطة أن يتم فرضه أيضاً على أسعار العجول والضأن، فى أسواق بيع الماشية، رفض البعض الآخر، متعللاً بقيامه بذبح مواشٍ يقوم بتربيتها بنفسه، الأمر الذى يكلفه ضعف ثمنها، نظراً لارتفاع أسعار الأعلاف والذرة. محمود نبيل، صاحب محل جزارة أمام محطة مترو فيصل، أكد قبوله تطبيق التسعيرة الجبرية على كافة محلات الجزارة، وأن يتم الكشف الطبى على اللحوم فى المحلات، للتأكد من صلاحيتها قبل بيعها، والتشديد على ضرورة الذبح فى السلخانات، حتى لا يقوم الجزارون من ضعاف النفوس ببيع لحوم «معيوبة»، تقل فى أسعارها الكثير عن الصالحة للذبح، للحفاظ على مستوى ربحه. وأضاف قائلاً إن تطبيق التسعيرة بشكل إيجابى يجب أن يبدأ من أسواق الماشية وتحديد سعر موحد للكيلو «القايم»، على أن توجد لجنة من وزارة التموين فى كل سوق، حتى تتمكن من إحكام قبضتها على حركة البيع والشراء، لقطع الطريق على السماسرة وعملاء الأبواب الخلفية من التحكم فيها. واتفق سعيد حسين، جزار بتقاطع الثلاثينى بحى فيصل، مع سابقه على ضرورة إحكام الرقابة على الأسواق، قبل تطبيقها على أصحاب المحلات والجزارين، حتى لا يتم تطبيقها على شريحة دون الأخرى، مع مراعاة إيجاد طرق جديدة لتوفير المواشى للجزارين، فى حالة توقف المزارعين عن بيعها داخل الأسواق، انتظارا لانتهاء تطبيق التسعيرة الجبرية أو فشلها، الأمر الذى سيؤدى إلى «تسقيع» أسواق المواشى، خاصة مع قدوم عيد الأضحى المبارك. «تطبيق التسعيرة حاجة ضرورية ومهمة، ولكن الأهم من كده طريقة تطبيقها، وعلشان الحكومة ما تفتحش على نفسها فتحة مش هاتنتهى، لازم تكون موفرة أجهزة تقدر تراقب السوق، ولحوم بديلة فى حالة توقف الفلاحين عن البيع»، يتحدث «سعيد» قبل أن يضيف «ارتفاع أسعار اللحوم يؤثر على الجزارين بالسلب، لأن الزبائن تهجرها وتتجه لشراء الفراخ البيضاء والطيور، الأمر الذى يؤدى إلى كساد اللحوم لدى الجزارين، ومن ثم انخفاض كمية البيع إلى أقل من النصف». واعترض عبدالرحمن محمد، صاحب سلسلة محلات جزارة، على تطبيق التسعيرة الجبرية على اللحوم، بسبب قيامه بتربية المواشى لفترات طويلة قبل ذبحها، الأمر الذى وصفه بأنه يكلفه أكثر من ثمن شرائها جاهزة، لذلك فإن تطبيق التسعيرة سيضر به ويعرضه للخسارة، فى ظل منافسة مع بعض أصحاب المحلات الذين سوف يتجهون إلى بيع لحوم بجودة أقل. «الحكومة لو طبقت التسعيرة الجبرية هايبقى قدامنا حاجة من اتنين، نشتغل فى بضاعة أقل، وده ما يرضيش ربنا، أو إننا نبطل شغل لحد ما الحكومة تظبط السوق وده مش هايحصل» يتحدث الرجل الخمسينى «الحل الوحيد لكى تتمكن الأجهزة الرقابية من فرض التسعيرة الجبرية أن تمنع تداول المواشى بين المزارعين والتجار، وأن تلعب دور الوسيط فى توفير الذبائح للجزارين، يعنى الجزار يروح السلخانة يشترى العجل بالكيلو ويدبحه وياخده جاهز على البيع على طول». أخبار متعلقة تسعيرة الحكومة الجبرية.. حرب طويلة المدى ضد الغلاء قوانين التسعيرة.. حلول قديمة لمشكلة مستمرة «تجار التجزئة»: نوافق بشرط تطبيقه على «الحيتان» بائعو الأسواق: يجب تطبيق القرار على تجار الجملة المدير التنفيذى لجهاز حماية المستهلك: الدولة لها مخالب المستهلكون: موافقين بس مين يضمن لنا إن التجار مش هيبيعوا بـ«ذمتين» تجار العبور يحذرون: القرار سيزيد من نشاط «السوق السوداء» حماة المستهلك: تطور إيجابى فى أداء الحكومة.. وآن الأوان أن تعود الدولة لقوتها