«غلطان اللى يقول إن الفلاحة مابتجيبش همها»

«غلطان اللى يقول إن الفلاحة مابتجيبش همها»
- اليوم الأول
- مرة أخرى
- أبناء
- أداء الصلاة
- الفلاحة
- فلاح
- اليوم الأول
- مرة أخرى
- أبناء
- أداء الصلاة
- الفلاحة
- فلاح
مع بزوغ فجر يوم جديد، وارتفاع أذان صلاة اليوم الأولى، يفتح «جابر عبدالسلام» عينيه من نومه العميق، فى مشهد متكرر بصورة يومية طيلة عقود عمره السبعة، ليتجه إلى المسجد المجاور لبيته من أجل أداء الصلاة، وبعدها يعود مرة أخرى إلى بيته فيأخذ بهائمه متجهاً بها نحو «الغيط» الذى لم يفارقه منذ أن كان طفلاً فى الثانية عشرة من عمره، ليتحدث عن سنين عمره المختلطة بسمرة الأرض قائلاً: «الفلاحة دى شغلتى وحياتى وماقدرش أبعد عنها لأنى قضيت عمرى فيها».
{long_qoute_1}
ساعات الظهيرة داهمته فى أرضه، وهو ما زال ينتقل بين نبتة وأخرى ينزع عنها الحشائش الزائدة، ليرفع كُم جلبابه الفضفاض الداكن، ويمسح به العرق المتصبب على جبينه الأسمر، قبل أن يرتكن إلى طرف الحقل يلتقط أنفاسه، ليبرر عمله به رغم كبر سنه: «ماقدرش أقعد فى البيت لأنى اتعودت على الشقا، غير إنى لما أعمل الحاجة بإيدى هوفر يومية العامل وأجيبه فى الحاجات التقيلة بس»، لدى «جابر» من الأبناء ثلاثة، ورغم عملهم معه فى فلاحة الأرض من وقت إلى آخر، فإنه لم يلمس فيهم حبهم لها مثلما يُكن لها هو من حب، ليتذكر أيام شبابه وما كان يبذله من جهد فى زراعة الأرض بنبرة حنين قائلاً: «وأنا شاب كنت بشتغل 24 ساعة من غير تعب وكان شغلنا كله يدوى من غير أى مكن، وكنت ممكن أسقى فدانين أرض لوحدى، دلوقتى لو واحد سقى نص فدان بيحمد ربنا». طبيعة الزراعة اختلفت قديماً عنها حالياً بالنسبة لـ«جابر»، فرغم أنه يرى الحاضر أفضل من الماضى فى أمور كثيرة، فإنه يتذكر بعض المحاصيل التى كان يفضل زراعتها لما فيها من وفرة ومكسب كبير: «زمان كنا يادوب نزرع شوية القمح أو الدرة الشامى، وأكتر زرعة كنت بحب أزرعها كانت الفول الحراتى لأنه كان بيجيب إنتاج كبير وماكانش بياخد مصاريف كتيرة، لكن دلوقتى العملية اتطورت على الآخر، والأنواع الجديدة خلت الأرض مبقتش تستحمل زراعته»، رغم تغير الزمان، ورغم كثرة المشكلات التى يعانى منها الفلاح حالياً، فإن نظرة «جابر» للفلاحة لم تتغير، بل إنه يرى أن الأرض لها طريقة خاصة فى التعامل يتنعم بها من يفهمها: «غلطان اللى بيقول إن الفلاحة مبقتش تجيب همها، لأن الفلاحة لو انتبهت ليها هتجيب همها وزيادة ولو اديت للأرض هتديك».