حينما قاد سيد مكاوي سيارته من الحسين للمنيل.. "بيشوف في النور والضلمة"

حينما قاد سيد مكاوي سيارته من الحسين للمنيل.. "بيشوف في النور والضلمة"
كانت أمنية "الشيخ حسني" أن يقود موتوسيكل، فهو يعرف أنه ليس "رجل أعمى"، لكنه "بيشوف أحسن منك في النور وفي الضلمة كمان"، كما قال لـ"يوسف" ابنه الذي سقط معه في النيل بعد أن حقق له أمنيته، قبل أن ينفجرا في الضحك سويًا، المشهد الأخير الذي خلده المخرج "داوود عبدالسيد"، في أذهان المصريين، في الفيلم الكيت كات، لم يكن مجرد مشهد سينمائي، بل واقعة حقيقية، قبل 20 عاما.
في عدد 28 أبريل 1998، من مجلة روز اليوسف، روى طارق الشناوي، واقعة للشيخ الملحنين "سيد مكاوي"، تعود لـ20 عام، حين قاد السيارة من حي المنيل لـ"الحسين"، لأكثر من نصف ساعة، حتى وصل أمام المقهى، فهتف منادي السيارات "الشيخ سيد رجع له البصر".
تجمع أهالي الحسين حول الشيخ سيد، ليروا معجزة الله، وعودة الإبصار له، فرد عليهم ساخرًا: "مش كفاية اللي أنتوا شايفينه في الدنيا"، قاد مكاوي سيارته الأتوماتيكية "تورنادو" بمعاونة أحد أصدقائه.
لم يكن رد الشيخ سيد، على أهالي الحسين، للمرة الأولى، فحين تردد أن هناك جراحة تجرى في أسبانيا تعيد الإبصار للمكفوفين، قال مكاوي نفس الرد، "هل تريدون لي أن أرى الدنيا.. مش كفاية اللي أنتوا شايفينه"، وفقا للشناوي.
لم يولد سيد مكاوي ضريرًا، ولكنه فقد عينيه حزنًا على وفاة والده، كما قالت والدته، في حوار لها مع مجلة "الموعد": "بكى سيد طويلًا على أبيه واستمرت دموعه بعد ذلك تنهمر على خديه بلا توقف حتى وهو لا يبكي وذهبنا به إلى الأطباء وفجأة ضاعت عيناه".
ذات يوم، قرأت حفيدتها خبر بإحدى الصحف عن "بنك العيون"، الذي أنشأته الدولة لإعادة البصر إلى الذين حرموا رؤية النور، عن طريق تركيب عيون الموتى لهم، فقررت أن تتبرع بإحدى عينيها لمساعدة ابنها على الإبصار، إلا أن مكاوي غضب من أمه بشدة.
لتصبح ألحان "شيخ الملحنين"، هي التي تجمل في أعيننا الدنيا، كما وصفها "طارق الشناوي" لـ"روزاليوسف".