سيد مكاوي.. المسحراتي

كتب: محمود عباس

 سيد مكاوي.. المسحراتي

سيد مكاوي.. المسحراتي

"أوقاتي بتحلو، وحياتك يا حبيبي، حلوين من يومنا والله، ليلة إمبارح"، كلها أغنيات لذلك الذي عشقه الملايين، أروع الألحان لكبار مطربي جيله، براعته في تلحين أغاني المونولوجات ومسرح العرائس لم تختلف كثيرًا عن ألحانه الوطنية، عاش بين البسطاء فعرف كيف يصل إلى قلوبهم من أقرب الأبواب. إنه سيد محمد سيد مكاوي، الذي وُلد في حي الناصرية بالقاهرة عام 1928، وعاش في حي السيدة زينب، وحفظ القرآن منذ صغره، وبدأت علاقته بالموسيقى عن طريق الإنشاد الديني خلال مرحلة الشباب ومنه إلى إتقان التراث الموسيقي الشرقي، اهتم في بدايته بالغناء، وتم اعتماده مطربًا، بالإذاعة المصرية وأدى بها أغاني تراث الموسيقى الشرقية من أدوار وموشحات على الهواء مباشرة في مواعيد شهرية ثابتة. "سيد مكاوي يغني من ألحان غيره"، تلك كانت البداية، حيث أسندت الإذاعة له عددًا من الأغاني الدينية التي غناها، في بداية الخمسينيات، كان أولها "محمد" من ألحان صديق عمره عبدالعظيم عبدالحق، وكانت الثانية من ألحان أحمد صدقي بعنوان: "تونس الخضراء". حكايته مع التلحين بدأت عبر مجموعة من الأغاني الشعبية الخفيفة من أبرزها "مات يالا يا مسعدة نروح السيدة"، غير أن انطلاقته الحقيقية كانت عند لقائه بالمطرب الكبير محمد عبدالمطلب في أغنية "اسأل عليا مرة"، والتي أدت لتهافت المطربين عليه، فلم يبقَ من مطربي جيله واحدًا إلا وصاغ له لحنًا باستثناء العندليب الذي قال عنه "الشيخ سيد" إنه كان مرتبطًا بملحنين معينين لا يحب أن يتعامل مع غيرهم. مشواره مع رفيق عمره الشاعر الكبير صلاح جاهين كان الأبرز في رحلته الغنائية، حيث كانت "حدوتة" للمطرب محمد قنديل هي أول تعامل بينهما، تلاها العديد من الأوبريتات الغنائية التي كان من أشهرها "سوق بلدنا"، ثم تأتي أوبريتات "الليلة الكبيرة، حمار شهاب الدين، قيراط حورية"، لتدشن مدرسة جديدة لمسرح العرائس في مصر. "الرجل تدب مطرح ما تحب، وأنا صنعتي مسحراتي في البلد جوال"، ربما لا يصدق البعض أن ملحمة سيد مكاوي وفؤاد حداد لم تكن التجربة الأولى لعمل المسحراتي، بل سبقهم إليها الملحنون أحمد صدقي ومرسي الحريري وعبدالعظيم عبدالحق الذين أسندت لهم الإذاعة هذا العمل عبر أعوام متلاحقة، ويأتي الدور على "مكاوي" الذي يقرر الاستغناء عن الفرق الغنائية التي ساهمت في تقديم العمل قبله، ليستبدلها بغنائه المنفرد مصحوبًا بالطبلة المعهودة للمسحراتي، فتلقى نجاحًا يجبر الإذاعة على إعادة تكرارها بصوته دون أن تكف عن إذاعتها حتى الآن، رغم مرور قرابة الـ20 عامًا على وفاته التي وافقت عام 1997، ويكون يوم 21 أبريل هو اليوم الذي ألحقه برفيق دربه جاهين الذي فارق الدنيا في نفس اليوم قبله بـ11 سنة.