تأسيسية الإعلاميين| «المرسى»: ميثاق الشرف استغرق وقتاً والنقابة «ضجيج بلا طحين»

كتب: مريم الخطرى

تأسيسية الإعلاميين| «المرسى»: ميثاق الشرف استغرق وقتاً والنقابة «ضجيج بلا طحين»

تأسيسية الإعلاميين| «المرسى»: ميثاق الشرف استغرق وقتاً والنقابة «ضجيج بلا طحين»

فى ديسمبر 2016 صدر القانون رقم 92، تحت اسم «التنظيم المؤسسى للإعلام»، وهو القانون الذى اكتفى بالنص على إنشاء 3 هيئات إعلامية، وتوضيح نطاق صلاحياتها واختصاصاتها، وهى: المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، المنوط به الإشراف على صناعة الإعلام بجميع أشكالها والعمل كهيئة ضابطة، والهيئة الوطنية للصحافة، المنوط بها إدارة وسائل الإعلام المطبوعة المملوكة للدولة، ثمانى مؤسسات صحفية قومية، والهيئة الوطنية للإعلام، المنوط بها إدارة وسائل الإعلام المسموعة والمرئية المملوكة للدولة، اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق، ERTU. وفى 11 أبريل 2017 صدرت القرارات الجمهورية الخاصة بتشكيل المجلس والهيئتين فضلاً عن إنشاء لجنة تأسيسية لنقابة الإعلاميين برئاسة حمدى الكنيسى، بما يعنى مرور عام على إنشاء تلك الهيئات الأربع، بهدف ضبط المشهد الإعلامى والصحفى، لكن الواقع يقول إن المشهد لم يتم ضبطه كما ينبغى، فـ«الأعلى للإعلام» يصدر قرارات بمعاقبة الشاشات والبرامج دون صدور لائحة جزاءات حتى الآن، ونقابة الإعلاميين تصدر قرارات لا تنفذ، أما «الوطنية للصحافة» فما زالت تبحث عن انتشال المؤسسات القومية التى تغرق فى ديونها وضعف توزيع إصداراتها، وما بين هذا كله تبرز إشكالية تضارب الاختصاصات بين المجلس والهيئتين وتأسيسية الإعلاميين. «الوطن» رصدت نشاط الهيئات الأربع فى الملف التالى، واستطلعت آراء خبراء إعلام وصحافة ومسئولى تلك الهيئات لتقييم هذه التجربة بعد مرور عام عليها، وللرد على ما أثير من انتقادات تصب كلها فى صالح مهنة الصحافة والإعلام لضبط المشهد كما نص الدستور والقانون.

{long_qoute_1}

أكد خبراء إعلام أن اللجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين انشغلت بالنزاع مع المجلس الأعلى للإعلام، وقراراتها لن تنفذ لعدم قانونيتها.

وأكد الدكتور محمد المرسى، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن نقابة الإعلاميين حتى الآن عبارة عن ضجيج بلا طحين، فكل قراراتها يضرب بها عرض الحائط، كما لم يتم تأسيس النقابة، فلا يوجد أعضاء أو جمعية عمومية أو مجلس ونقيب منتخب، كما لا يوجد فى نقابة الإعلاميين إلا أعضاء اللجنة التأسيسية فقط وعددهم ١١ عضواً، وحتى مقر النقابة لم يتم الانتهاء منه، وأوضح المرسى أنه بعد انقضاء عام كامل لم تقدم اللجنة أى إنجاز ملموس يحسب لها على أرض الواقع، وانتهت المدة المحددة لها ولم نر من أعضاء اللجنة التأسيسية سوى تصريحات «فنكوش»، على حد تعبيره. {left_qoute_1}

وأشار «المرسى» إلى الإنجازات التى تحدث عنها أعضاء اللجنة التأسيسية كميثاق الشرف الإعلامى، ورغم أهمية وجود هذا الميثاق فإن هناك عدة نماذج لمواثيق الشرف تم وضعها مسبقاً فى الخارج والداخل أيضاً، ومن ثم فإن ميثاق الشرف الإعلامى لا يستغرق كل هذا الوقت الذى استغرقته اللجنة، وتابع أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: «يتحدث أعضاء اللجنة التأسيسية عن مشاكل مروا بها كعدم توفير مقر لهم، وهنا يجب أن أقول إن ماسبيرو قام بتوفير قاعات لهم لمساعدتهم على تنفيذ مهامهم»، وشدد على أن الحكومة قدمت الدعم المخصص لأعضاء اللجنة التأسيسية لإنجاز مهامهم، وفى النظر إلى المهام التى أحيلت للجنة لإجراء عملية تأسيس نقابة الإعلاميين، فكان من الممكن أن تتم بأقل الإمكانيات، فالإمكانيات لا تقف حائلاً أمام الإنجازات إذا ما توافرت الإرادة الحقيقية لدى أعضاء اللجنة التأسيسية للخروج بنقابة حرة. وقالت الدكتورة هويدا مصطفى، رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بإعلام القاهرة: «اللجنة تأخرت كثيراً فى إنهاء الإجراءات التأسيسية ولا بد من فتح باب الترشح لانتخابات النقابة فى أقرب وقت، ووجود نقيب وهيئة مكتب يتم التعامل معها ضرورى لأن أى قرار تتخذه اللجنة بوقف أى إعلامى لا يعترف به لأنه غير قانونى». وأوضحت أن الموجود حالياً من اللجنة التأسيسة هو اجتهاد ليس إلا، على حد قولها، لافتة إلى أن الإنجاز الوحيد الذى قدمته اللجنة التأسيسية حتى الآن هو ميثاق الشرف الإعلامى لأنه جزء أصيل من عمل النقابة، مشددة على أن اللجنة الموجودة حالياً لا تصلح لأن تمارس سلطات النقابة.

وعقدت اللجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين أول اجتماع لها فى مارس 2017، إذ تم تشكيلها قبل الهيئات الإعلامية الثلاث «المجلس والهيئتين»، وحدد قانون إنشاء النقابة «6 أشهر» لكى تقوم اللجنة التأسيسة بمهمتها التى تنتهى بانتخاب مجلس إدارة جديد، وهو ما لم يحدث بعد مرور أكثر من عام، وبالرغم من موافقة مجلس الوزراء على طلب مجلس النقابة مد الفترة لحين انتهاء النقابة من مهامها إلا أنها لم تنجز سوى القليل خاصة ولم يتم الانتهاء من قيد الأعضاء وفحص استمارات العضوية حتى الآن. وقامت اللجنة خلال عام من تشكيلها بإصدار قرارات بوقف 11 إعلامياً من بينهم الإعلامية أمانى الخياط للتحقيق أمام اللجنة القانونية بالنقابة، بسبب هجومها على سلطنة عمان، فضلاً عن وقف أحمد الشريف مقدم برنامج «ملعب الشريف» على قناة ltc، وعبدالناصر زيدان مقدم برنامج «كورة بلدنا» على قناة الحدث، وقبل ثلاثتهم طالت إجراءات النقابة الإعلاميين: شيماء جمال، مقدمة برنامج «المشاغبة» وتعرضت للإيقاف 3 أشهر، وريهام سعيد مقدمة برنامج «صبايا الخير» وتعرضت للإيقاف 3 أشهر أيضاً بسبب الحلقة التى عرضتها عن سيدة وعشيقها.

وقامت اللجنة التأسيسية للنقابة بتشكيل لجنة برئاسة د. منى الحديدى لوضع ميثاق الشرف الإعلامى وعرضه على الحوار المجتمعى، لكن وجهت لميثاق الشرف عدة انتقادات أهمها أنه غير صادر من خلال جمعية عمومية، وبالتالى فهو غير ملزم.

{long_qoute_2}

قال حمدى الكنيسى، رئيس اللجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين، إن اللجنة مرت بعدة أزمات عرقلت انتخاب مجلس إدارة جديد. وأكد «الكنيسى»، فى حواره، لـ«الوطن»، أن اللجنة التأسيسية لم تتسلم الدعم المالى المخصص لها إلا من فترة قصيرة.

بعد مرور عام على إنشاء اللجنة التأسيسية ماذا قدمتم من أجل خروج نقابة الإعلاميين للنور؟

- اللجنة مرت بعدة أزمات، أولها توفير مقر لتبدأ أعمالها، حيث نص قانون إنشاء نقابة الإعلاميين على توفير الدولة مقراً لمباشرة أعمالها، وإمدادها بالعاملين اللازمين، وهو ما لم يحدث قط، فقد عانى أعضاء اللجنة التأسيسية من البحث عن مقر يليق بالإعلاميين ووجدناه فى شارع قصر العينى وما زالت شركة المقاولون العرب تعمل على الانتهاء من تشطيبه، وقمنا بتأجير مقر مؤقت بفيلا الشيخ زايد، ثم جاءت أزمة أخرى، فاللجنة التأسيسية لم تتسلم الدعم المالى المخصص لها من قبل الحكومة إلا من فترة قليلة ماضية، وبالرغم من عدم توفير مقر نعمل به حققت اللجنة عدة خطوات مهمة، حيث تم تشكيل وإصدار ميثاق الشرف الإعلامى، ومدونة السلوك المهنى، وتم تشكيل لجنة قانونية للنقابة، برئاسة المستشار محمد جلال. {left_qoute_2}

يرى البعض أن اللجنة التأسيسية قامت بمخالفة قانون النقابة الذى ينص على أن أمام اللجنة 6 أشهر للانتهاء من الإجراءات التأسيسية ومر عام ولم يتم الانتهاء منها ما ردك؟

- لم نخالف القانون وعلى البعض تفهم ما مر به أعضاء اللجنة التأسيسية، فكان من الصعب خلال ستة أشهر الانتهاء من الإجراءات التأسيسية فى ظل هذه الظروف التى أشرت إليها، وخاطبنا رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل وتفهم الوضع، وأصدر قراراً بمد الفترة لحين الانتهاء من الإجراءات التأسيسية للنقابة.

أصدرت اللجنة 11 قراراً بوقف بعض الإعلاميين لم ينفذ أغلبها، كيف ترى ذلك؟

- هناك حالتان لم تنفذ فيهما القرارات، يتعلقان بأحمد موسى وأمانى الخياط، ويرجع ذلك إلى تداخل الاختصاصات بين المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ونقابة الإعلاميين، لكن بعد نشر ميثاق الشرف الإعلامى فى الجريدة الرسمية أصبح المجلس الأعلى يحيل إلينا الإعلاميين للتحقيق معهم.

هناك أحاديث عن نيتك فى تغيير بعض البنود فى القانون الصادر بإنشاء نقابة الإعلاميين، الذى ينص على أنه «لا يجوز لأعضاء اللجنة التأسيسية الترشح لمجلس الإدارة»؟

- بعض المتربصين يقولون ذلك، وأقول لهم: أمثالكم من عطل خروج نقابة للإعلاميين، أنا لا يهمنى أن أكون نقيباً ولا أطمح لذلك.


مواضيع متعلقة