كيف تعاملت المعارضة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا مع الهجوم على سوريا؟

كتب: عبدالرحمن قناوي

كيف تعاملت المعارضة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا مع الهجوم على سوريا؟

كيف تعاملت المعارضة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا مع الهجوم على سوريا؟

شنت أمريكا وبريطانيا وفرنسا، فجر السبت، هجوما ثلاثيا على مواقع عسكرية سورية، بزعم امتلاكها أسلحة كيماوية، واستهدفت الضربات مستودعات للجيش في مدينة "حمص"، ومطار "المزة" ومركز البحوث في "برزة" بدمشق، كما أعلن "البنتاجون" إطلاق من 100 إلى 120 صاروخا، وأشار التليفزيون السوري إلى أنهم أسقطوا 13 صاروخا في منطقة الكسوة.

كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، توعد بضربة عسكرية ضد سوريا، عقب اتهامه للرئيس السوري بشار الأسد، بشن هجوم كيماوي على مدينة دوما السورية، التي تُعتبر آخر معاقل المعارضة المسلحة في الغوطة الشرقية، 7 أبريل الجاري، مما أودى بحياة العشرات.

الهجوم الثلاثي على سوريا لم يحظ برضا المعارضة داخل الدول الثلاثة، ففي أمريكا أكدت المعارضة الديموقراطية فى الكونجرس، السبت بعد الاعلان عن الضربات على سوريا، أن أى عمل عسكرى واسع لاحقا يتطلب رؤية استراتيجية محددة وتصويتا فى الكونجرس، وكان الرئيس دونالد ترامب صرح بأن "الضربات الدقيقة" يمكن أن تتواصل "إلى أن يكف النظام السوري عن استخدام عناصر أسلحة كيميائية".

من جانبها، دعت زعيمة الأقلية الديموقراطية في الكونجرس نانسي بيلوسي، الرئيس ترامب إلى تقديم خطة مفصلة إلى الكونجرس إذا كان يريد توسيع عمله العسكري. وقالت فى بيان إن "ليلة من الضربات الجوية لا يمكن أن تكون بديلا لاستراتيجية متماسكة".

وأضافت أنه "على الرئيس أن يأتي إلى الكونجرس ليطلب موافقة جديدة على استخدام القوة العسكرية وتقديم مجموعة واضحة من الأهداف والعمل على أن يحاسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على حمام الدم الذى سمح به".

ووصف السيناتور تيم كاين الضربات التي تم توجيهها فجر السبت أنها "غير مشروعة"، وقال كاين الذي كان مرشحا لمنصب نائب الرئيس فى 2016 مع هيلارى كلينتون إن "آخر ما يجب أن يفعله الكونجرس هو إطلاق يد هذا الرئيس ليحارب أي أشخاص"، مشيرًا إلى أنه "يجب أن نضع حدودا واضحة قبل أن يبدأ حربا أخرى، فاليوم كانت ضربة ضد سوريا، ما الذي سيمنعه بعد ذلك من قصف إيران أو كوريا الشمالية؟".

الأمر لم يتوقف عند المعارضة الديمقراطية لترامب، بل وصل أيضا لأعضاء حزبه، حيث انتقد النائب الجمهوري جاستن أماش قرار الرئيس، واصفا الضربة العسكرية لسوريا بأنها "غير دستورية وغير قانونية وغير مسؤولة".

وفي بريطانيا، قال زعيم حزب العمال البريطاني، المعارض جيريمي كوربين، يوم السبت، إنه لا يوجد أساس قانوني للضربات التي شنتها بريطانيا على سوريا وإن مثل هذا التصرف سيشجع آخرين على فعل الشيء نفسه، مضيفا في بيان رسمي أنه كان يجب على رئيسة الوزراء تيريزا ماي السعي للحصول على موافقة البرلمان بدلا من تلقي تعليمات من واشنطن.

ودعا كوربن حكومة ماي إلى بذل أقصى ما تستطيع لدفع روسيا وأمريكا للاتفاق على إجراء تحقيق مستقل بقيادة الأمم المتحدة في الهجوم بالأسلحة الكيميائي المروع الأسبوع الماضي"، وقال إنه بهذه الطريقة "يمكن محاسبة المسؤولين" عن الهجوم المزعوم، وكان حزب العمال قد حاول إقناع الحكومة البريطانية باستدعاء مجلس العموم من إجازته للتصويت على مشاركة بريطانيا في أي عمل عسكري في سوريا.

وفي فرنسا لم يكن الحال أفضل، حيث كان زعيم كتلة الجمهوريين اليمينية المعارضة في البرلمان الفرنسي كريستيان جاكوب، قد دعا إلى عقد جلسة "نقاش دون تصويت" فيما يتعلق بضربة محتملة على سوريا، وقال في حديث، يوم الجمعة، لإذاعة أوروبا-1 "نحن في خضم مسألة خطيرة للغاية وهناك خطر من اندلاع حرب عالمية في حال تم اتخاذ قرار بتلك الضربة، أتمنى أن يكون بشكل متأن وأعتقد أن هذا من شأنه أن يبرر النقاش في الجمعية الوطنية (البرلمان)".


مواضيع متعلقة