بروفايل| آمال فهمى.. رحيل «ملكة الكلام»

08:12 م | الأحد 08 أبريل 2018

«من القاهرة لكم التحية.. ولمصر الحب كله.. وإلى اللقاء».. ينطلق صوتها عبر أثير إذاعة «البرنامج العام» كل يوم جمعة، مؤذِناً بانتهاء برنامجها الإذاعى الأشهر «على الناصية».. خمسون عاماً كاملة عرف خلالها الجمهور المصرى والعربى صوت الإذاعية الكبيرة آمال فهمى، «ملكة الكلام»، وأشهر مذيعة «ناصية» أمام ميكروفون الإذاعة المصرية والعربية، لم يخفت الصوت ولم يختفِ، إلا بعد أن عاندها المرض منذ خمسة أعوام، فاضطرها إلى هجر برنامجها إلى مستشفى القوات المسلحة بالمعادى، حيث أقامت ما يقرب من عام ونصف، طلباً للعلاج، حتى وافتها المنية اليوم عن عمر ناهز 92 عاماً.

مئات الحكايات ترويها سيرة «آمال» التى وُلدت فى القاهرة عام 1926، والتحقت بالإذاعة فى عام 1951، بعد تخرّجها فى كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة فؤاد الأول، القاهرة حالياً، إذ رغبت «آمال» فى بداية مشوارها فى العمل بمجال الصحافة، غير أن قلّة أول راتب حصلت عليه دفعتها لاستبعاد الفكرة، وحولتها للإذاعة المصرية التى كانت تطلب وقتها مذيعين جدداً، لتلتحق «آمال» بالإذاعة فتقدم برنامجى «حول العالم»، و«فى خدمتك»، قبل أن يتم تكليفها بتقديم برنامج «على الناصية» الذى كان يقدمه قبلها الإذاعى الراحل أحمد طاهر.

نجحت «آمال» فى برنامجها الشهير فى أن تحاور آلاف المواطنين فى الشارع المصرى، وناقشت الكثير من القضايا والمشكلات التى كانت تهم الرأى العام المصرى والعربى، بالإضافة إلى الكثير من الزعماء والمشاهير والمطربين المصريين والعرب، وبسبب البرنامج نالت «آمال» شهرة عريضة، وحصلت على العديد من الجوائز، منها جائزة «مصطفى وعلى أمين» للصحافة، لنجاحها فى طرح التحقيقات الإذاعية، كما حصلت على لقب «ملكة الكلام» فى استفتاء شهير قامت به إحدى المجلات اللبنانية فى نهاية الستينات.

وبالإضافة إلى برنامج «على الناصية»، قدمت «آمال» فوازير رمضان فى الإذاعة منذ الخمسينات من القرن الماضى حتى العقد الثانى من القرن الواحد والعشرين، فكتبها لها فى البداية الشاعر الشهير بيرم التونسى، فصلاح جاهين، ثم بخيت بيومى، وأخيراً الشاعر الشاب «بهاء جاهين»، وكانت أول سيدة تتولى رئاسة إذاعة «الشرق الأوسط» عام 1964، وتمت ترقيتها إلى منصب وكيل أول وزارة الإعلام، ثم مستشار وزير الإعلام، ولم تتزوج إلا مرة واحدة من الممثل والمخرج الإذاعى الراحل «محمد علوان» رغم انفصالهما قبل رحيله بسنوات طويلة.