معرض زهور 2018.. نباتات القطف والزينة كنز مصر المفقود

كتب: رضوى هاشم

معرض زهور 2018.. نباتات القطف والزينة كنز مصر المفقود

معرض زهور 2018.. نباتات القطف والزينة كنز مصر المفقود

لماذا لا يتبنى المسئولون فى مصر مشروعاً قومياً لزراعة زهور القطف والصبار.. ولماذا تراجع ترتيب مصر فى هذا المجال بعد أن كانت تحتل المراكز الأولى على مستوى العالم فى تصدير الزهور؟

أسئلة تطرح نفسها بقوة على الساحة تزامناً مع انعقاد الدورة الحالية لمعرض زهور الربيع بعد تصريح الدكتور عبدالمنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، خلال افتتاح المعرض، بأن صادرات مصر من زهور القطف ونباتات الزينة خلال الموسم الماضى بلغت نحو 41 ألف طن بقيمة إجمالية 62.5 مليون دولار، معتبراً أن الدول العربية هى أكبر الأسواق لنباتات الزينة المصرية، وهناك طلب كبير على منتجاتنا من الزهور فى عدد من البلدان الأوروبية.

معرض زهور الربيع لعام 2018 ضم نباتات وأشجاراً مختلفة ونادرة، ونباتات ظل وزينة وزهور القطف والصبارات، على مساحة 29 ألف متر مربع منها 4 آلاف متر مربع مساحات مغطاة، و25 ألف متر مربع مساحة مكشوفة، بمشاركة 163 عارضاً من شركات وجهات حكومية، بخلاف شركات من ألمانيا، وهولندا، وإيطاليا، وسوريا، والأردن.

داخل مزرعة الصبار العالمية تقف بكل نشاط، تنتقل «نوال الريس»، المعروفة باسم «سيدة الصبار»، بين الشتلات والمعروضات لتشرح كيف بدأت وهى خريجة السياحة والفنادق الاهتمام هى وزوجها رجل القانون المستشار ثروت بدوى بزراعة الصبار منذ 36 عاماً بعد غرامهما بهذا النبات فى أعقاب قراءة كتاب عن الصبار وقع بين أيديهما بالصدفة ليصبحا بعد 36 عاماً من أكبر مستزرعى هذا النبات بعد نجاحهما فى زراعته من البذور التى جمعاها من كل أنحاء العالم لتصبح مزرعتهما موطناً لـ12 ألف نوع بما يمثل 50% من المعروف عالمياً من أنواع الصبار، وبادرتنا بالقول: «مكثنا نزرع هذه النباتات كهواية لأكثر من 16 عاماً واكتفينا طوال هذه السنوات بالاستمتاع بمزرعتنا وهى تكبر وتتنامى وأمام إصرار الأصدقاء بدأنا فى المشاركة بالمنتج فى المعارض الخارجية وتجمعات محبى النباتات وهو ما غيَّر حياتنا 180 درجة فأصبح لقبى «سيدة الصبار» وأصبح زوجى هو «عاشق الصبار» بما نملكه من نباتات يصل عمر بعضها إلى ما بين 70 إلى 100 عام وهو ما يعد ثروة قومية ولدينا نباتات لا يوجد منها سوى 5 قطع فى العالم إحداها فى مزرعة الصبار العالمية».

وتحدثت «الريس» عن الصعوبات التى واجهتهما فى رحلتهما مع زراعة الصبار وإمكانية تصديره للخارج قائلة: «الصبار يدخل فى الصناعات الدوائية والتجميلية وله فوائد عدة وهناك إمكانية زراعة أنواع عديدة منه فى مصر ومن الممكن أن يكون باباً كبيراً للتصدير للخارج إلا أننا لا نعى ذلك ولا يزال التصدير مقتصراً على المشاركة فى بعض المعارض الخارجية، لقد كان الوضع أفضل كثيراً قبل الثورة وكانت السودان تستورد الصبار بكثرة من مصر ومعها ليبيا وهو ما توقف تماماً الآن ونأمل أن يكون المعرض هذا العام فاتحة خير خاصة مع عودة الأجانب الذين أحجموا عن المشاركة خلال السنوات الماضية»، وتابعت: «لقد تأثرنا كثيراً بسبب ارتفاع الأسعار التى أثرت على كل مستلزمات الزراعة وأغلبها مستورد من الخارج ومع ذلك لا نستطيع زيادة الأسعار لأن الصبار سلعة مكملة وليست أساسية». انتقلنا للحديث مع المهندس كريم إسماعيل، العضو المنتدب لشركة «ماى جاردن» المتخصصة فى النباتات النادرة والغريبة، فقال: «تقدمنا بدراسات للمسئولين فى الدولة يمكن من خلالها تصدير نباتات بقيمة 5 مليارات دولار سنوياً لأن هذا المجال سوقه واعدة ولم يُستغل بعد».

وأضاف «إسماعيل» أن إثيوبيا وكينيا لديهما مساحات شاسعة مخصصة لزراعة زهور القطف، ويبلغ إجمالى صادراتها السنوية 300 مليون دولار، مؤكداً أن قطاع الزهور يعد من القطاعات كثيفة العمالة حيث يوفر زراعة وتصدير طن واحد من الزهور نحو 300 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة. ويشير أحمد حمدى، صاحب مزرعة ورود، إلى أن صناعة الزهور فى مصر قديمة جداً، والإنتاج يتم للسوق المحلية وللتصدير، حيث كنا نقوم بالتصدير لأوروبا حتى عام 2008، لكن انخفضت صادراتنا إلى أوروبا، ويتم التركيز على التصدير للدول العربية بسبب الأسعار وارتفاع تكلفة النقل، والآن نصدر نحو 90% من صادراتنا للدول العربية والشرق الأوسط، و10% فقط للدول الأوروبية.


مواضيع متعلقة