منير فخرى عبدالنور.. الاعتذار سيد الأخلاق
![منير فخرى عبدالنور.. الاعتذار سيد الأخلاق](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/9778_660_151981_opt.jpg)
جاءته الوزارة تسعى إليه بعد نجاح ثورة يناير فى الإطاحة بأحلام رجال الحزب الوطنى فى الاستمرار، دخلها وسط من تبقى منهم فى وزارة أحمد شفيق الثانية التى تشكلت فى أعقاب تخلى مبارك عن منصبه بالتحديد فى 22 فبراير 2011، ليصبح بذلك أول معارض ينتمى لحزب الوفد يتولى حقيبة وزارية منذ ثورة يوليو 1952. حدث هذا على الرغم من انتمائه لعائلة امتهنت العمل السياسى منذ أكثر من مائة عام، فهو حفيد القطب القبطى البارز فخرى عبدالنور، رفيق سعد زغلول، وأحد رجال الوفد المصرى الذى تشكل فى عشرينات القرن الماضى للمطالبة بجلاء الإنجليز عن مصر، وتعرض كما تعرض غيره من أعضاء الوفد للنفى والتشريد، ثم جاءت خاتمته تحت قبة البرلمان سنة 1942 عندما سقط وهو يناقش وزارة الصحة مسئوليتها عن تفشى وباء الملاريا فى صعيد مصر، أى قبل ثلاث سنوات كاملة من ميلاد الحفيد الذى سيصبح بدوره برلمانياً بارزاً، ثم وزيراً معارضاً وسط ما تبقى من رجال الحزب الوطنى الذى كان حاكماً.
منير فخرى عبدالنور المولود بالقاهرة فى أغسطس 1945، سكرتير حزب الوفد سابقاً ووزير السياحة المعتذر عن عدم الاستمرار فى المنصب تحت رئاسة الدكتور هشام قنديل. عرف العمل السياسى منذ صغره، وانخرط فيه عندما استوى رجلاً، ولأن المتاح من العمل السياسى لأعضاء أحزاب المعارضة كان مقتصراً فقط على المشاركة فى مجلس الشعب، فقد نجح عبدالنور فى اختراقه فى انتخابات 2000، ودخله نائباً عن دائرة الوايلى، وفى الوقت نفسه تدرج فى المناصب داخل حزب الوفد ليصل إلى منصب سكرتير عام الحزب قبل أن يتم إسناد وزارة السياحة له فيدخلها ويستمر بها رغم تعاقب رؤساء الوزارات، ورغم تقلب الوزراء أنفسهم على مدار أكثر من عام ونصف العام.
وجد منير نفسه وزيراً للسياحة وسط وزارة أحمد شفيق الأولى، ثم وزارة عصام شرف الأولى، فالثانية، فوزارة كمال الجنزورى، غير أنه لم يستطع المواصلة عندما عرض عليه الدكتور هشام قنديل الاستمرار فى المنصب فاعتذر عنه. «اعتذارى عن الوزارة كان أمراً لا بد منه من وجهة نظرى، لأنى أرى أنه لا بد لأى فريق عمل حتى يستطيع أن يعمل بكفاءة أن يكون هناك توافق وتجانس وتناغم بين أعضائه، وهذا ما لم أشعر به مع الوزارة الجديدة، فكيف يمكننى أن أعمل مع فريق وأنا مختلف معه فكرياً، لذلك فضلت الاعتذار».. هكذا صرح عبدالنور لموقع بوابة الشباب الإلكترونى، وأضاف واصفاً اعتذاره بقوله إنه «لم يكن سهلاً»، وهو يبدو كذلك، ليس فقط بسبب المدة التى قضاها فى منصبه كوزير للسياحة أكثر من عام وخمسة أشهر ولكن لأن قطاع السياحة الذى تولى عبدالنور حقيبته كان يئن منذ اشتعال الثورة، وظهرت جهود الرجل واضحة فى الحفاظ على ما تبقى حياً من القطاع، ثم جاء اعتذاره فى النهاية بمثابة رصاصة الرحمة التى يطلقونها على جسد مريض بعد أن ييأس الأطباء من علاجه.