«سبت النور»: صلاة بالستائر البيضاء وزفة شموع مضاءة وطواف بالمبخرة ومباركة بالصليب.. هلليلويا

«سبت النور»: صلاة بالستائر البيضاء وزفة شموع مضاءة وطواف بالمبخرة ومباركة بالصليب.. هلليلويا
- الآباء الكهنة
- الجمعة العظيمة
- السيد المسيح
- العاشرة ليلا
- بنى إسرائيل
- حول العالم
- سبت النور
- طاولة خشبية
- مرة أخرى
- آلام المسيح
- الآباء الكهنة
- الجمعة العظيمة
- السيد المسيح
- العاشرة ليلا
- بنى إسرائيل
- حول العالم
- سبت النور
- طاولة خشبية
- مرة أخرى
- آلام المسيح
تدلت الستائر البيضاء مرة أخرى، وأزيح عن مذابح الكنيسة الثلاثة ستائرها السوداء، ونُزعت عن الأعمدة والجدران رايات الحزن ولافتات آلام المسيح لتحل مكانها الرايات البيضاء المرسوم عليها صورٌ تجسد قيامة المسيح مرة أخرى، وأضيئت أنوار الكنيسة بالكامل، بما يتناسب مع «سبت النور» فى إشارة إلى أن الحزن لم يعد له مكان فيها، وفى صحن الكنيسة، جلس عشرات المصلين على المقاعد المخصصة لهم، ينصتون إلى الألحان الصادرة عن الخورس من أمامهم، وجلس فى المنتصف منه الآباء الكهنة للكنيسة خلف طاولة خشبية صغيرة، وضع على حافتيها شمعتان كبيرتان وبينهما قنديل له رأس مكون من 7 كؤوس صغيرة، يشير، حسب العقيدة المسيحية، إلى ملائكة السبع كنائس المنتشرين حول العالم، وعلى اليمين واليسار من الآباء الكهنة، وقف الشمامسة غير مرتدين ثياب الخدمة، يلحنون المزامير على الحاضرين: «أنا الصغير فى إخوتى، والحدث فى بيت أبى، كنت راعياً غنم أبى، يداى صنعت الأرغن وأصابعى ألفت المزمار، خرجت للقاء الفلسطينى، فلعننى بأوثانه، لكن أنا سللت سيفه وقطعت رأسه عنه ونزعت العار عن بنى إسرائيل، هلليلويا».
تعتبر ليلة سبت النور، حسب العقيدة المسيحية، هى الليلة السابقة لليلة القيامة، فيها رقد جسد المسيح فى القبر قبل أن يقوم، وتسمى صلاة هذه الليلة بـ«ليلة أبوغالمسيس»، نسبة إلى أول كلمة باللغة اليونانية من سفر الرؤيا «أبوكلابسيس» ومعناها الرؤية، تتعدد فيها الطقوس المستمرة لنحو 8 ساعات، تبدأ فى العاشرة ليلاً وتنتهى فى الساعات الأولى من الصباح، تكون «تسابيح الخلاص» أول ما يبتدأ به الصلاة، فى إشارة، حسب العقيدة المسيحية، إلى الإعلان أن الرب أتم الخلاص ونزل إلى الجحيم وحرر المسبيين ودخل بهم الفردوس بعد أن فتحها، ثم يقرأ الآباء الكهنة على الحاضرين سفر الرؤيا، حيث رجاء الخلود الأبدى بعد انتهاء الزمان الفانى، وفق العقيدة المسيحية.
{long_qoute_1}
زفّتان بالشموع تخللتا طقوس «ليلة أبوغالمسيس»، قام بها الشمامسة والآباء الكهنة، بعد أن قام كلٌ عن مكانه، وأمسك فى يده شمعة مضاءة، ونزلوا جميعاً عن الخورس، يتقدمهم شماسٌ ممسكاً صليباً فى يديه مرفوعاً إلى الأعلى، وأخذوا يطوفون بين مقاعد المصلين، ومن خلفهم الآباء الكهنة، كلٌ منهم ممسك بشمعته، وفى يد كبير الكهنة صليبه يبارك به المصلين من حوله، فى ثلاث لفات كاملة، وسط ألحان امتزج بها الحزن والفرح معاً يرددها الشمامسة والحاضرون: «لا تغفل عنهم يا قدوس واقبل صلواتهم والقربان، واحفظهم من مكائد المنجوس، أجيوس أثاناتوس ناينان، يا من قبل إليه العشار، وأخرج من بطن الحوت يونان، أبعد عنهم كل الأشرار، أجيوس أثاناتوس ناينان».
فتحت ستائر المذبح بعد الزفة الثانية بالشموع، وصعد رئيس الكهنة إلى الهيكل فى إحدى يديه صليبه وفى اليد الأخرى الشورية (المبخرة)، ومعه شماس فى يده البشارة، يطوفان معاً حول المذبح الموضوع عليه كفن الجمعة العظيمة، الممثل لجسد السيد المسيح فى قبره، ثلاث لفات عاد بعدها الشماس إلى مكانه، ونزل الأب الكاهن إلى الخورس مولياً وجهه إلى المذبح ليكمل طقوس الصلاة، ثم يعود بعد الانتهاء ومعه الآباء الكهنة إلى مجلسهم فى منتصف الخورس مرة أخرى لاستكمال صلاة «أبوغالمسيس» حتى ساعات الصباح الأولى، وصولاً إلى «قداس سبت النور» الذى يستمر نحو ساعتين، ويكون آخر ما يستعد به المصلون لليلة القيامة بعد ساعات.