بريد الوطن| عصر الفهلوة والأخلاقيات الضائعة

بريد الوطن| عصر الفهلوة والأخلاقيات الضائعة
أنا فهلوى إذن أنا موجود، هذه هى الفلسفة السائدة الآن، التى يرجعها علماء الاجتماع إلى أن أجدادنا المطحونين قديماً اضطروا للفهلوة هرباً من الضرائب الباهظة التى كانت تفرض عليهم، والاستبداد الذى كانوا يتعرضون له من الحكام، فكانت فهلوتهم بريئة ومحدودة، لم تكن خبيثة ومتفرعة كفهلوة اليوم، فالذى حدث أن تربتنا احتضنت نبتة الفهلوة وغذتها حتى باتت شجرة متعددة الأفرع، فهناك فهلوة سياسية وأخرى دينية ورياضية وفنية وعلى كل لون، وأصبح الصدق والإخلاص مسالك تؤدى بصاحبها للمهالك فيدفع ضريبتها تشويهاً وتجاهلاً، ويحمد ربه لو الأمر انتهى إلى ذلك، فشعار المرحلة أهم من الشغل ظبط الشغل، بمعنى أن لا يهم أن تكون تاجراً أميناً الأهم أن تكون «شاطر» تبيع الفاسدة على أنها سليمة، وتبيع أم جنيه بعشرة، ولا يهم أن تكون موظفاً منضبطاً الأهم أن تجيد تظبيط مديرك واللى حواليك، لا يهم أن تكون حبيباً مخلصاً الأهم أن تمثل الإخلاص جيداً، لا يهم كيف حصلت على مؤهل بالغش أم بمجهودك، بالحفظ أم بالفهم، المهم أن تحصل عليه بأى طريقة، فالفهلوى ميكيافيلاوى بطبعه، الغاية عنده تبرر الوسيلة، يهتم بالكم على حساب الكيف، الكذب وغياب الضمير هى العوامل المؤسسة لشخصيته، أعداؤه الرئيسيون الوضوح والضمير اليقظ.
مصطفى سيد عبدالسلام - الدلاتون - منوفية
يتشرف باب "نبض الشارع" باستقبال مشاركاتكم المتميزة للنشر، دون أي محاذير رقابية أو سياسية، آملين أن يجد فيه كل صاحب رأي أو موهبة متنفساً له تحمل صوته للملايين.. "الوطن" تتلقى مقالاتكم ومشاركاتكم على عنوان البريد التالي
bareed.elwatan@elwatannews.com