بين الحجب والتحذير.. إجراءات الدول لمحاربة "الحوت الأزرق"

بين الحجب والتحذير.. إجراءات الدول لمحاربة "الحوت الأزرق"
"الحوت الأزرق".. لم يعد مجرد حيوان ضخم مخيف للعديدون، ومهم لآخرون لكونه مهدد بالانقراض، إلا أنه بات خطرًا للجميع، بعد أن ابتكر أحدًا لعبة إلكترونية بهذا الاسم، أودت بحياة الكثيرون بالعالم، كان آخرهم "خالد" نجل المهندس حمدي الفخراني، البرلماني السابق في المحلة الكبرى، حيث قالت ياسمين شقيقته، عبر حسابها الشخصي على موقع "فيسبوك"، إنه انتحر شنقًا وأن "لعبة الحوت الأزرق" قد تكون سببًا في دفع شقيقها للانتحار.
تطبيق "Blue Whale" يتكون من 50 مهمة وتحدي، وبعد تسجيل البيانات يُطلب منه نقش رمز أو رسم الحوت الأزرق على الذراع بأداة حادة، ومن ثم إرسال صورة للمسؤول للتأكد من أن الشخص قد دخل في اللعبة فعلا، وبسبب تلك المهام الخطيرة ينغمس اللاعبون فيها، حتى يصلوا إلى المهمة الأخيرة التي تكون "الانتحار"، وهو ما أقدم عليه الكثيرون بالعالم منذ انتشار اللعبة، ولكن يتم تحددي إحصائية بذلك.
واتخذت عدد من الدول إجراءات لمحاربة وتقنين "الحوت الأزرق"، حيث شهدت تونس، حتى منتصف الشهر الماضي، انتحار 7 أطفال إثر اللعبة، ولذلك أصدرت المحكمة الابتدائية بسوسة حكمًا يقضي بحجب لعبتي "الحوت الأزرق" و"مريم" في البلاد، وألزمت الوكالة التونسية للإنترنت باتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الأمر.
وحذرت شرطة دبي من مخاطر الألعاب الإلكترونية، التي تتضمن عنفًا بين الأطفال، وبها بعض عمليات التحدي حتى طلب الوصول لارتكاب جريمة لإنهاء اللعبة، مثل "الحوت الأزرق" والتي تسببت بعدد من عمليات انتحار المراهقين، بحسب صحيفة الخليج.
وحذرت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في الأردن، المواطنين من تحميل اللعبة، مؤكدة أنها تعتمد على آلية غسيل دماغ المراهقين، وتنفيذ مهام غريبة كمشاهدة أفلام رعب بشكل منفرد والاستماع للموسيقى الصاخبة والاستيقاظ في أوقات متأخرة من الليل وإيذاء النفس وصولا للانتحار.
فيما اتخذت الجزائر بعض الإجراءات من أجل حجب "الحوت الأزرق"، من أجل الحد من تحميلها عبر الأجهزة الإلكترونية، بعد أن تسببت في انتحار 5 أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 و16 سنة، في أقل من شهر، خلال ديسمبر الماضي.
وفي 26 مايو عام 2017، أقر مجلس الدوما الروسي بمشروع قانون يمنح المحكمة الحق في توقيع عقوبة الجناية على كل من يحاول التشجيع على الانتحار أو خلق أدوات تُساعد في هذا، وخصوصًا القاصرين، وذلك بعد تسجيل 130 حالة وفاة مشتبه في ارتباطها بتحدي لعبة الحوت الأزرق، في موسكو، العام الماضي.
"ما من تحدي يستحق المخاطرة بالحياة من أجله".. كان أحد الرسائل التحذيرية التي بثتها الشرطة الفرنسية خلال العام الماضي، للتنبيه على خطورة اللعبة، مؤكدة أن التحريض على الانتحار يعاقب عليه من قبل القانون بالسجن 5 أعوام وغرامة 75 ألف يورو، للمراهقين وأولياء، في مارس 2017، كما أوصت أيضا وزارة التعليم الوطني الفرنسية جميع عمداء الأكاديميات التعليمية والمعلمين بهم لليقظة تجاه اللعبة التي يمكن أن تجذب الشباب وتؤثر على هويتهم وتدفعهم للانتحار أو القتل.