دراسة تهدم أسطورة "الفص الأيمن" للمخ.. المبدعون يستخدمون "دماغهم كلها"

دراسة تهدم أسطورة "الفص الأيمن" للمخ.. المبدعون يستخدمون "دماغهم كلها"
كشفت دراسة جديدة، أن أدمغة المبدعين تختلف عن الأشخاص العاديين.
نشرت الدراسة في المجلة العلمية "Proceedings of the National Academy of Sciences"، الأمريكية، ولا تكشف عن السمات الفريدة للدماغ الإبداعي فحسب، بل تساعد أيضًا في تبديد أسطورة الدماغ المشتركة والمتشابهة.
اختبر فريق البحث مجموعة لأكثر من 160 متطوعًا، تم فحص أدمغتهم باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، بينما يحاول المتطوعون التفكير في استخدامات مبتكرة لمجموعة من الأشياء الشائعة، بما في ذلك الطوب والسكين والحبل.
أراد الباحثون معرفة ما إذا كانت أدمغة الأشخاص الذين هم أكثر إبداعًا على الدوام ستظهر أنماط تنشيط مختلفة عن أدمغة الآخرين، وأي مناطق الدماغ ستشارك.
وكشفت نتائج تصوير الرنين، أن أدمغة المتطوعين الأكثر إبداعًا أظهرت نمطًا مميزًا من النشاط عبر ثلاثة شبكات دماغ: شبكة الوضع الافتراضي، والشبكة الخاصة بالسلوكيات، وشبكة المراقبة التنفيذية، كل منها عبارة عن مقعد نشاط للقدرات المختلفة، فعلى سبيل المثال، شبكة الوضع الافتراضي تنشط في الوقت الذي نستغرق فيه أحلام اليقظة وتلعب دورًا رئيسيًا في التفكير الخيالي، وعادةً ليس لها نشاط كبير خارج دورها، ولكن في الدماغ الأكثر إبداعًا، فإنها تستضيف بشكل جماعي سيمفونية من التفاعلات التي تنتج أفكارًا مدهشة.
قال روجر بيتي، دكتوراه في علم النفس والمؤلف الأول للدراسة، "ما يظهره هذا هو أن الدماغ الإبداعي يتم ربطه بشكل مختلف.. يمكن للأشخاص الأكثر إبداعًا إشراك شبكات الدماغ التي لا تعمل معًا في الوقت نفسه".
وتابع: "ولا يقتصر الأمر على أن مناطق الدماغ تعمل بشكل جيد معًا، ولكنها أيضًا دليل على (مرونة في التفكير) تتناقض مع الصلابة المشتركة لمعظم العقول عندما تواجه تحديات إبداعية".
وفي السياق ذاته، هدمت دراسة أخرى أسطورة أن الجهة الدماغية اليمنى هي المسؤولة عن الإبداع، حيث أظهرت أن لدى الأشخاص المبدعين اتصالات أكثر بين نصفي الكرة الدماغية عن طريق المادة البيضاء في نصفي الكرة الدماغية بشكل واضح.
حلل الإحصائي دافيد دونسون من جامعة دوك الأمريكية، ودانيلي دورنيت من جامعة بودوفا الإيطالية، شبكة الاتصالات بين المادة البيضاء في نصفي الكرة الدماغية لـ68 متطوعا أصحّاء في الجامعة.
تتألف "المادة البيضاء"، من ملايين الحزم العصبية أو ما يسمى بالأكسونات وتصل بين ملايين من الخلايا العصبية وتنقل الإشارات العصبية فيما بينهم.
لم يجد الفريق البحثي، فوارق يمكن إحصاؤها في الترابط بين نصفي الكرة الدماغية أو بين الرجال والنساء ولكن عندما قارنوا بين الـشخاص الذين سجلوا معدل مرتفع من أصل 15 في اختبارات الذكاء مع الذين سجلوا معدل منخفض، اتضح لهم بأن الاشخاص الذين سجلوا معدل عالي كان لديهم اتصالات أكبر بين نصفي الكرة الدماغية بشكل واضح.