خبير النظم الانتخابية: الشباب الأقل تأثيراً فى انتخابات أغلب الدول

كتب: إمام أحمد

خبير النظم الانتخابية: الشباب الأقل تأثيراً فى انتخابات أغلب الدول

خبير النظم الانتخابية: الشباب الأقل تأثيراً فى انتخابات أغلب الدول

قال أكرم الألفى، خبير النظم الانتخابية، إن المرأة كانت عنصر حسم فى انتخابات الرئاسة التى امتدت على مدار 3 أيام، وانتهت أمس، مؤكداً أن معادلة الكتلة الصلبة من جمهور الرئيس عبدالفتاح السيسى تقوم على مفهوم «الأمن والاستقرار» قبل الاقتصاد، وتتركز هذه الكتلة جغرافياً فى محافظات وجه بحرى ومدن القناة والصعيد، وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن دعوة المقاطعة التى انطلقت قبل الانتخابات لم يكن لها أى تأثير، بينما ظهرت ظاهرة غير متوقعة وهى زيادة نسبة الأصوات الباطلة، وأكد أن «السيسى» حصل على نسبة تصويت أقل من جمهوره الحقيقى فى الشارع، وإلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

ما قراءتك للأسباب والدوافع وراء مشاركة الناخبين على مدار الأيام الثلاثة للتصويت فى الانتخابات الرئاسية، برغم رهان البعض على انخفاض نسبة المشاركة؟

- فى تقديرى الشخصى أن نسبة المشاركة فى الانتخابات وصلت فى اليوم الأول لـ12% من الكتلة التصويتية للناخبين، ومع اليوم الثانى ارتفعت النسبة إلى 21%، ثم ارتفعت النسبة فى اليوم الثالث للتصويت من 21% إلى نحو 35% حسب تقديرى الشخصى. وفى رأيى أن جمهور اليوم الأول والثانى هو الجمهور الصلب للرئيس السيسى الذى يحدد أولوياته فى معادلة واضحة جداً هى الاستقرار والأمن قبل الاقتصاد. وكتلة هذا الجمهور أكبر من هذه النسبة لكن فئة واسعة منها لم تشارك تحت الشعور الكبير بأن الانتخابات محسومة والسيسى سيكمل دورته الثانية دون الحاجة أساساً للانتخابات. أما ما حدث فى اليوم الثالث فهو عملية ضغط ودفع وحشد لرفع رقم المشاركة، وبالفعل نجحت عملية الحشد فى زيادة النسبة بهذا الشكل الكبير، لكنها من زاوية أخرى أظهرت لنا مفاجأة غير متوقعة وهى الأصوات الباطلة التى تصل نسبتها فى تقديرى الشخصى إلى 7%، فمن ذهب تحت الضغط وتحت الخوف من غرامة الـ500 جنيه لجأ جزء كبير منهم إلى إبطال أصواتهم، وهو بمثابة ظهور لنمط جديد من التصويت لم يكن متوقعاً فى الانتخابات، رغم عدم وجود تيار يدعو للإبطال.

أى القطاعات الجغرافية تعتبر جزءًا رئيسياً مما وصفتها بـ«الكتلة الصلبة» لجمهور الرئيس السيسى؟

- قطاع الوجه البحرى، ومدن القناة، ومدن الصعيد. هذه القطاعات هى أكثر المناطق مشاركة لأنها كتلة استقرار، والمشاركة فى الريف تزيد على المشاركة فى المدن، لأن أهالى الريف يميلون بصورة أكبر إلى الاستقرار والأمن، ويمثل السيسى فى نظر هذا القطاع الواسع داخل هذه المناطق النموذج الأفضل للحاكم.

هل ترى أن دعوة المقاطعة التى خرجت قبل الانتخابات كان لها أى تأثير خلال عملية التصويت، على الأقل فى الكتلة التى لم تذهب للجان؟

- لا، دعوة المقاطعة لم تكن حاضرة فى الانتخابات الرئاسية بالمرة، ومن دعوا للمقاطعة لم يعطونا مؤشراً لهذا الموقف، وبالتالى دعوتهم لم تؤثر، والشعب المصرى عموماً فيه كتلة كبيرة لا تشارك فى المجال العام أساساً، لكنها لم تتأثر بهذه الدعوة من عدمها، فالمقاطعة كانت بمثابة حوار داخلى بين المعارضين، ولم تصل إلى التأثير على الرأى العام. وعلى العكس تماماً فإن الشعب المصرى أبدع فى هذه الانتخابات ونزل فى أول يومين واحتشد بأعداد كبيرة فى اليوم الثالث، وبعض هذه الأعداد التى تعرضت لضغوط أو عملية حشد لجأوا لإبطال الصوت. وأرى أن الرئيس السيسى حصل على أصوات أقل من جمهوره الحقيقى فى الشارع، لأن هناك فئة كبيرة من هذا الجمهور لم تذهب للجان لإيمانها بفوز الرئيس وتعاملوا معه على أنه مرشح فائز، ونسبة أخرى ذهبت فى اليوم الثالث وأبطلت صوتها رفضاً لبعض المظاهر.

المرأة كانت العنصر الأكثر مشاركة، كيف تفسر علاقة المرأة بالانتخابات واستجابتها للمشاركة؟

- المرأة كانت عنصر حسم فى هذه الانتخابات، والرئيس السيسى راهن على مشاركة المرأة فى أكثر من استحقاق أو خروج للشارع، وكسب الرهان. والسبب وراء ذلك هو أن الأم تخاف على أبنائها وأسرتها، وما رأته المرأة المصرية من 2011 إلى 2014 ضاعف إحساس الاستقرار والأمن الذى يتوازى مع إحساس الأمومة والمسئولية لديها. نحن نتكلم من ناحية نفسية، ونستطيع أن نجزم أن المرأة المصرية تسيّدت المشهد الانتخابى منذ 2014 حتى الآن. والمرأة هى الأكثر ولاءً للنظام الحالى بقيادة السيسى، لكونها تحمل أهمية قصوى لعنصرى الأمن والاستقرار.

{long_qoute_2}

أيضاً مشاركة كبار السن جاءت واسعة فى الانتخابات.. ما تقييمك لذلك؟

- كبار السن لديهم نفس أولويات المرأة، وهى الاستقرار والأمن. وهذه ظاهرة عالمية، فمنذ 2005 أصبح كبار السن عنصراً حاسماً على مستوى 100 دولة فى العالم، لدرجة أنه تم رفع شعار «كبار السن يحكمون العالم»، وهم أكثر إيجابية من الشباب.

لكن لماذا لا يصبح الشباب عنصراً حاسماً بنفس درجة كبار السن والمرأة؟

- فى كل دول العالم، مشاركة الشباب فى الانتخابات أقل من مشاركة كبار السن، والشباب عنصر حسم فى ثورة أو حرب، وليس فى انتخابات، لأن نمطهم الرئيسى يميل أكثر إلى التفاعل بالمواجهة والعنف والاحتجاج، والشباب فى العالم كله هم الفئة الأقل تأثيراً انتخابياً، نسبة مشاركتهم أقل من 25%، بل إن فى مصر نسبة مشاركة الشباب أفضل من دول كثيرة متقدمة ديمقراطياً، والشباب شاركوا بأكثر من هذه النسبة وهى الـ25%.


مواضيع متعلقة