من كوافير إلى ترميم المانيكان.. «أحمد» يهرب من أولاده للعمل

كتب: عبدالله عويس

من كوافير إلى ترميم المانيكان.. «أحمد» يهرب من أولاده للعمل

من كوافير إلى ترميم المانيكان.. «أحمد» يهرب من أولاده للعمل

يد ناعمة لا تتعامل إلا مع خصلات الشعر، يعرف الألوان المناسبة لكل بشرة، وأحدث صيحات الموضة، ويتابع عبر المجلات قصات الشعر الجديدة لأشهر الفنانات، تقدم «أحمد عبدالرحيم» فى السن منع عنه العمل، بفعل رغبة أبنائه، لكن الرجل الذى يعتبر الجلوس فى البيت أمراً مشيناً، يخرج خلسة من المنزل للعمل فى إصلاح المانيكانات، كحرفة تعلمها وهو فى سن كبيرة.

فى قرية النخيلة التابعة لمركز أبوتيج فى أسيوط، ولد أحمد عبدالرحيم، وسرعان ما انتقلت أسرته إلى السويس، وتلقى تعليمه فى المرحلتين الابتدائية والإعدادية هناك، ومع نكسة 1967 انتقلت الأسرة إلى القاهرة، ووجد الشاب نفسه مدفوعاً إلى تعلم حرفة، بجانب دراسته: «أنا لما جيت القاهرة، كان ليا ابن عم شغال كوافير، أخويا اتعلم منه وأنا اتعلمت من أخويا، وبقيت محترف فى وقت قصير» يحكى الرجل، الذى أتم دراسته فى كلية الزراعة بجامعة عين شمس، وفى الوقت نفسه ظل محافظاً على مهنته فى صالونات الكوافير النسائية: «بقى عندى صالونين فى إمبابة وواحد فى المهندسين».

{long_qoute_1}

سنوات طويلة من العمل، استطاع الرجل فيها تعليم ولديه الاثنين المهنة التى تعلمها هو عن أخيه، وتعلمتها منه ابنته أيضاً: «لما كبرت بقى ولادى قالولى اقعد انت فى البيت وسيبك من الشغل، بس أنا ما قدرش لو قعدت هتعب، فالحمد لله كنت متعلم صنعة تانية وهيه صيانة المانيكان»، منذ 10 سنوات كان لأحمد جار يصنع المانيكان، وفى شهر رمضان وجد الرجل نفسه بلا عمل فى محل الكوافير، فتعلم من جاره المهنة وكان يجرب بيده العمل معه فى كثير من الأحيان: «لما فى مرة الراجل ده احتاجنى فى شغل سدّيت معاه، ولقيت محلات بتطلبنى أظبط المانيكانات بتاعتهم، وبقيت معروف». يخرج الرجل ذو الـ66 عاماً من منزله دون أن يخبر أبناءه بوجهته، وكثيراً ما يقع فى مشاكل بعد معرفتهم أنه نزل للعمل: «ما يعرفوش إنى لو قعدت فى البيت هتعب، وعلّمتهم كلهم الصنعة وبقوا شغالينها ومش عايزينى أنا أشتغل».


مواضيع متعلقة