مهندس عبر «فيس بوك»: خبرة 20 عاماً.. وقاعد فى البيت

08:07 م | الاثنين 26 مارس 2018

«أكثر ما يكسر أى رجل أنه بدون مقدمات يلاقى نفسه قاعد من الشغل، بدون أدنى خطأ مهنى أو أدبى، ويكون عنده التزامات وأولاد.. لو سمحتم أنا قعدت من الشغل، اللى يقدر يساعدنى فى الحصول على فرصة عمل أنا مهندس صيانة ميكانيكية، خبرة، وأمين فى عملى، رقمى مكتوب».. هكذا كتب المهندس محمد توفيق، رسالته الأخيرة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» قبل أن يغلقه نهائياً، خشية التعليقات المشفقة.

عشرون عاماً من العمل المتواصل وصل خلالها إلى مسئولية إدارتى الصيانات الميكانيكية والوقائية، تلك التى تتنبّأ وتتابع حالة الماكينات داخل مصنع الأسمنت العملاق الذى عمل به، لتأتى استقالته فى 12 دقيقة، حيث أجبرته ظروف فى عمله على القرار الصعب.

{long_qoute_1}

تجربة صعبة للغاية تعرّض لها الرجل الذى لم يكن يملك خططاً بديلة للتقاعد المبكر، لم يهونها إلا ذلك الدعم الجارف الذى فوجئ به: «تليفونى طول الوقت بيستقبل مكالمات، البعض بيتصل من أجل الدعم المعنوى فقط، وده فارق معايا جداً»، من بين المتبرعين بفرص عمل محل «بيتزا» اتصل بـ«محمد» ليخبره «عندنا فرصة شغل كاشير» مكالمة أضحكت الرجل «كل واحد بيحاول يساعد باللى يقدر عليه، وده كان المتاح عندهم، مازعلتش قد ما حسيت بالدعم»، لا يزال ينتظر تلك المكالمة التى تضاهى كم التقدير الذى لاقاه عبر الرسائل والمكالمات: «مش تكبر على الشغل، لكن عندى طاقة وقدرة على العطاء أخاف أقدمها فى مساحة ضيقة تخنقنى».