«إسلام»: أقلعت عن المخدرات بعد إصابتى بأعراض الشيخوخة المبكرة

كتب: إبراهيم رشوان وأحمد حفنى

«إسلام»: أقلعت عن المخدرات بعد إصابتى بأعراض الشيخوخة المبكرة

«إسلام»: أقلعت عن المخدرات بعد إصابتى بأعراض الشيخوخة المبكرة

4 سنوات من العذاب بين «البحيرة والإسكندرية»، قضاها فى البحث عن مركز لعلاج الإدمان، وباتت نفقات العلاج عبئاً على كاهل أهله الذين تحملوا ما لا يطيقون، بعد رفض المستشفيات العامة قبول أى حالات إدمان أو علاجها، لعدم وجود أقسام خاصة بالتأهيل النفسى لفترة ما بعد العلاج.

«إسلام ا. ص» (38 سنة)، مقيم بمدينة كفر الدوار، روى تفاصيل بداية تعاطيه للمخدرات وقراره الشجاع بالإقلاع عنها، قائلاً: «أعمل مبيض محارة منذ أن حصلت على دبلوم فنى صناعى عام 98، لا أنكر أننى كنت أربح أموالاً كثيرة، لأننى كنت أحصل على تعاقدات مع مقاولين كبار، وكانوا يعتمدون علىّ فى تسليم مواقع عمل ووحدات سكنية داخل وخارج البحيرة، وبعد انتشار أقراص الترامادول والحديث عن فاعليتها فى القضاء على الإرهاق، ومنح الجسم القدرة على تحمل العمل الشاق، والقدرة على زيادة ساعات العمل، قررت أن أجربها وكان عمرى وقتها 24 سنة، ولا أنكر أن تأثيرها كان ملحوظاً عقب تعاطيها فى المرات الأولى، إلا أنه أصبح معتاداً بعد فترة طويلة من التعاطى، وهو ما جعلنى أجرب نوعاً آخر، بعد مشورة رفاق السوء من متعاطى المخدرات، ونظراً لتيسر الحالة المادية معى وقتها، كنت أجرب أى شىء أسمع أنه يساعد على تحمل أعباء العمل، حيث كنت أعمل 16 ساعة فى الكثير من الأوقات، لمتابعة مواقع التنفيذ المكلف بها».

وأوضح «إسلام» أن أكثر المواد المخدرة التى اعتاد على تعاطيها، هو المكس أو «التفاح» كما يطلق عليه التجار، وهو آخر المواد المخدرة التى لجأ إليها بعد عدم تأثير المواد الأخرى، وبدأت رحلة المرض والوهن بعد سنوات من الانتعاش والنشوة، فبعد أن كنت أعمل وأتحرك دون عناء أو مشقة، بدأت أعراض الشيخوخة تضرب جسدى، واستدعت هذه الأعراض توقفى عن التعاطى ومراجعة نفسى، خاصة أن زوجتى تحملت كثيراً بسبب المخدرات، وتجاوزت ابنتى سن 5 أعوام، ومن الممكن أن تميز الخطأ من الصواب وتلاحظ ما أنا به، وكانت المرة الأولى التى طلبت فيها من أهلى مساعدتى، ومع الترحيب والفرحة بهذا القرار، كنت أشاهد فى أعينهم نظرة اللوم والحسرة على ما أنفقته على المخدرات، والحالة التى وصلت إليها، إلا أنهم لم يصرحوا بذلك.

وأضاف: «أصعب ما فى الأمر أن جميع أشقائى بنات، وكانت أكبرهن متزوجة من مهندس فى إحدى شركات البترول، وتكفلت بحالتى بعد استئذان زوجها، وبدأت رحلة المعاناة داخل مراكز علاج الإدمان، فعشت أصعب أيام حياتى، كما لو أنه كان عقاباً من السماء نزل علىّ فى الدنيا، متمثلاً فى وجودى داخل مركز علاج الإدمان بالإسكندرية، وفى كل زيارة لأخواتى كن يشاهدن نظرات الانكسار والألم فى عينى، وطلبت منهن كثيراً البحث عن مركز حكومى يتبنى حالتى، لعله يكون أكثر رحمة وأقل تكلفة مما أنا كنت فيه، إلا أن جميع محاولاتهن فشلت، وبسبب كثرة الإنفاق على رحلة علاجى وسوء المعاملة، قررت الخروج من المركز، وحاولت تجميع قواى للسيطرة على نفسى، والتكيف مع المجتمع، والأخذ بأسباب عدم العودة للمخدرات مرة أخرى».

وأشار إلى أنه أرسل إلى الدكتور علاء الدين عثمان وكيل وزارة الصحة بالبحيرة مذكرة شكا فيها من عدم وجود مراكز لعلاج الإدمان تتبع وزارة الصحة، وكان الرد أنه جارٍ الإعداد لمثل هذه المراكز، واكتشف خلال رحلة العلاج أن الدولة لا تدعم من يقلعون عن المخدرات، مضيفاً: «أنا لا ألوم على المسئولين، لأن الخطأ الأول يقع علينا بعد أن انحرفنا عن الطريق المستقيم، ولكن أرجو أن ينظروا لهذه الفئة بعين الرحمة، ويوفروا لهم العلاج ولو حتى العلاج النفسى، لعلهم يرجعون إلى طريق الصواب، ويعودون مواطنين صالحين».


مواضيع متعلقة