مقاتلون ومدنيون يستعدون لإجلائهم من جنوب الغوطة الشرقية

مقاتلون ومدنيون يستعدون لإجلائهم من جنوب الغوطة الشرقية
- احرار الشام
- الأمم المتحدة
- التنظيمات الإرهابية
- الخميس والجمعة
- الدفعة الثانية
- الغوطة الشرقية
- القوات الحكومية
- أبو
- أحرار الشام
- أحياء
- احرار الشام
- الأمم المتحدة
- التنظيمات الإرهابية
- الخميس والجمعة
- الدفعة الثانية
- الغوطة الشرقية
- القوات الحكومية
- أبو
- أحرار الشام
- أحياء
يستعد آلاف المقاتلين والمدنيين السبت، لبدء عملية إجلائهم على دفعات من جنوب الغوطة الشرقية، بناء على اتفاق بين فصيل فيلق الرحمن وروسيا، في خطوة من شأنها أن تعزز سيطرة قوات النظام على المنطقة بشكل شبه كامل.
وبخروجها من الغوطة الشرقية، تتعرض الفصائل المعارضة لضربة موجعة مع خسارتها أحد آخر أبرز معاقلها قرب دمشق، بعدما كانت قد احتفظت بوجودها فيها منذ العام 2012.
وبعد إجلاء مقاتلي مدينة حرستا في اليومين الماضيين، لا يزال مصير مدينة دوما، كبرى مدن المنطقة ومعقل "جيش الاسلام"، غير معروف مع استمرار المفاوضات بشأنها مع الجانب الروسي.
وللمرة الأولى منذ أسابيع، شهدت شوارع مدينة عربين السبت حركة كثيفة لمدنيين ومقاتلين، في مشهد لم تألفه خلال الأسابيع الأخيرة مع تكثيف قوات النظام عملياتها على المنطقة، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس في المدينة.
أمام مبنى مدمر بشكل شبه كامل في عربين، شاهد العشرات من السكان، وبينهم مقاتلون، وهم ينتظرون وبقربهم دراجات نارية، كما خرجت نسوة مع أطفالهن إلى الشوارع.
وبادر كثيرون من السكان إلى توضيب حاجياتهم وأغراضهم تمهيدًا لإجلائهم تزامنًا مع نقل سيارات إسعاف لعدد من الجرحى من مدنيين وعسكريين الى نقطة تجمع محددة في مدينة زملكا.
وأعلن التلفزيون السوري الرسمي الجمعة التوصل إلى اتفاق يقضي "بنقل نحو سبعة آلاف شخص من المسلحين وعائلاتهم من زملكا وعربين وعين ترما"، فضلاً عن اجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها.
وتم التوصل إلى الاتفاق إثر "مفاوضات مباشرة مع الروس"، وفق ما أعلن فيلق الرحمن الذي يسيطر على هذه البلدات، ولهيئة تحرير الشام "النصرة سابقًا" التي لها تواجد محدود فيها.
وقال أبو خالد "28 عامًا"، أحد المقاتلين في عربين لفرانس برس: "حزينون لخروجنا من هنا ولكن ليس باليد حيلة، هُجّرنا من ديارنا ومن أرضنا".
وكان من المقرر أن يبدأ تنفيذ الاتفاق عند التاسعة "07.00 بتوقيت جرينتش"، من صباح السبت، لكن التلفزيون أشار في شريط عاجل الى "استكمال الأمور اللوجستية لخروج المسلحين" مشيرًا إلى ممر جديد يتم فتحه من جهة حرستا لاخراجهم عبره.
- 105 آلاف مدني -
وتتعرض الغوطة الشرقية منذ 18 فبراير لحملة عسكرية عنيفة، تمكنت خلالها قوات النظام من تضييق الخناق بشدة وبشكل تدريجي على الفصائل وتقسيم مناطق سيطرتها إلى ثلاث جيوب منفصلة، ما دفع بمقاتلي المعارضة الى القبول بالتفاوض.
وقبل التوصل ال اتفاقات الاجلا، تدفق عشرات الآلاف من المدنيين الى مناطق سيطرة قوات النظام مع تقدمها ميدانياً داخل الغوطة.
وأورد الإعلام الرسمي السوري نقلاً عن مصدر عسكري السبت أن "أكثر من 105 آلاف مدني من المحتجزين لدى التنظيمات الإرهابية خرجوا من الغوطة الشرقية حتى الآن" خلال نحو اسبوعين.
وتم نقل المدنيين إلى مراكز اقامة مؤقتة تابعة للحكومة في ريف دمشق، تكتظ بالمدنيين لا سيما النساء والأطفال والمسنين. ووصفت الأمم المتحدة قبل أيام الوضع فيها بـ"المأساوي".
وتأتي عملية الإجلاء المرتقبة السبت، بعد إجلاء أكثر من أربعة آلاف شخص بينهم أكثر من 1400 مقاتل من حركة أحرار الشام على دفعتين يومي الخميس والجمعة من مدينة حرستا الى مناطق الشمال السوري بناء على اتفاق مع روسيا.
وأعلن التلفزيون السوري الرسمي مساء الجمعة "حرستا خالية من الوجود الإرهابي".
وأفاد مراسل فرانس برس عن وصول الدفعة الثانية السبت الى قلعة المضيق في ريف حماة الشمالي، حيث يتم تبديل الحافلات قبل انطلاقها إلى أدلب "شمال غرب".
ومكنت عملية الاجلاء هذه قوات النظام من توسيع نطاق سيطرتها لتشمل أكثر من تسعين في المئة من مساحة المنطقة التي كانت تحت سيطرة الفصائل، وفق المرصد السوري.
وطوال فترة سيطرتها على الغوطة الشرقية، احتفظت الفصائل المعارضة بقدرتها على تهديد أمن دمشق من خلال اطلاق القذائف التي تسببت السبت بمقتل طفل واصابة سبعة اخرين بجروح في قاعة رياضية في حي المزرعة، وفق ما أوردت وكالة سانا.
- مفاوضات بشأن دوما -
ويأمل سكان دمشق أن يتيح اجلاء مقاتلي المعارضة هدوءاً في العاصمة التي انهكتها القذائف.
وقالت الطالبة الجامعية ليال جمعة "24 عامًا" المقيمة في منطقة قريبة من الجبهة لفرانس برس "هذه أول ليلة أنام فيها بعمق منذ أشهر طويلة، رغم أنني لم أصدّق بعد أن شبح القذائف انتهى".
وبعد إجلاء مقاتلي احرار الشام وفيلق الرحمن، تتوجه الأنظار إلى مدينة دومًا، التي تجري مفاوضات بشانها مع مسؤولين روس، وفق اللجنة المدنية المعنية بالمحادثات التي لم يؤكد فصيل جيش الإسلام مشاركته فيها.
ويرجح مدير المرصد رامي عبد الرحمن، أن تؤدي المفاوضات إلى اتفاق يقضي بتحويلها الى منطقة "مصالحة" على ان تعود اليها مؤسسات الدولة مع بقاء مقاتلي "جيش الإسلام" من دون دخول قوات النظام.
وتتواصل منذ أيام عدة حركة نزوح جماعي من مدينة دوما عبر معبر الوافدين شمالاً، أحد المعابر الثلاثة التي حددتها القوات الحكومية للراغبين بالخروج من مناطق سيطرة المعارضة.
ويرجح المرصد السوري بقاء أكثر من 30 ألفا من سكان الغوطة الشرقية في منازلهم في بلدات في جنوب الغوطة سيطر عليها الجيش.
وقتل خلال أكثر من شهر من الهجوم أكثر من 1630 مدنياً بينهم نحو 330 طفلاً على الاقل.
وخلال سنوات النزاع، شهدت مناطق سورية عدة بينها مدن وبلدات قرب دمشق عمليات إجلاء لآلاف المقاتلين المعارضين والمدنيين بموجب اتفاقات مع القوات الحكومية إثر حصار وهجوم عنيف، أبرزها الأحياء الشرقية في مدينة حلب في نهاية العام 2016.