مندوب مصر فى «الأمم المتحدة»: جهودنا لمكافحة الإرهاب تحظى بدعم دولى

10:01 م | الخميس 22 مارس 2018

يعقد مكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب اجتماعاً فى يونيو المقبل لرؤساء الأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب حول العالم. وقال السفير محمد إدريس، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، إن الاجتماع سيناقش استراتيجية دولية لمكافحة الإرهاب بحضور كل الدول الأعضاء بالجمعية العامة، بهدف البحث فى كيفية التعامل مع الظاهرة بشكل أكثر فاعلية، ودراسة الصور الجديدة للإرهاب والمناطق التى تتزايد فيها خطورته.

وأكد السفير، خلال لقائه بوفد صحفى مصرى فى نيويورك، أمس، أن الهيئة الدولية تدعم جهود مصر فى مكافحة الإرهاب، وأن وكيل السكرتير العام زار مصر للتباحث حول قضية الإرهاب وخرج بانطباعات إيجابية بشأن خطة مصر لمكافحة الإرهاب، وأوضح أن ظاهرة الإرهاب صارت عابرة للحدود، ولا يمكن مواجهتها دون التنسيق والتعاون بين كافة الدول، معتبراً فى الوقت ذاته أن قضية مواجهة الإرهاب لا تخلو من «التسييس» فى ظل سعى كل طرف من الأطراف للتعامل مع القضية طبقاً لمصالحه الخاصة.

{long_qoute_1}

وأشار «إدريس» إلى حرص مصر على توضيح حقيقة وجود دول داعمة للإرهاب فى كافة المحافل والاجتماعات الدولية، وقال إن مصر كانت ضمن 30 دولة دفعت لإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب بتمويل من عدة دول فى مقدمتها المملكة العربية السعودية التى قدمت نحو 100 مليون دولار لهذا الغرض.

وأضاف أن المركز سيقوم بتمويل 3 مشروعات داخل مصر للرد على الإرهاب فكرياً، لافتاً إلى أن مصر عضو فى المجلس الاستشارى للمركز وأنه سيتم عقد اجتماع 15 أبريل على هامش القمة العربية فى الرياض، وأشار «إدريس» إلى أنه ستتم الاستعانة بشيخ الأزهر للمشاركة فى توضيح وسطية الإسلام، وتأكيد احترام الدين الإسلامى لثقافة قبول الآخر ونبذ العنف.

وقال مندوب مصر لدى الأمم المتحدة إن الأمم المتحدة ستطلق العقد العالمى للمياه اليوم لمناقشة كافة القضايا المتعلقة بملف المياه فى العالم، فضلاً عن عقد مؤتمرين، الأول فى البرازيل خلال أبريل والثانى فى يونيو بطاجيكستان لبحث نفس القضايا، وأشار إلى أن مصر ستوضح رؤيتها بشأن التعامل مع أزمة المياه كدولة لديها فقر وندرة مائية عبر هذه المحافل.

وتطرّق «إدريس» الذى عمل من قبل كسفير لمصر فى إثيوبيا لملف سد النهضة، حيث أكد أن القضية لها جوانب عديدة فنية وسياسية ودولية، وأن التعامل معها لا بد أن يأخذ فى الاعتبار كافة الأبعاد. وقال إن حصص دول المصب والمنبع ما زالت موضوعاً خلافياً فى كافة دول العالم.

وأكد أن مصر تتبنى موقف أفريقيا فيما يخص زيادة عدد مقاعد القارة السمراء فى الأمم المتحدة، من 3 مقاعد غير دائمة إلى مقعدين دائمين و5 مقاعد غير دائمة، كما تطالب قارة أفريقيا بمنحها حق الفيتو أسوة بالدول الخمس الكبرى.

وحول التحركات الدبلوماسية فى أفريقيا، قال إن مصر بدأت تحركات واضحة لاستعادة القارة السمراء، مشيراً إلى أن الفترة الأخيرة شهدت أول زيارة لرئيس مصرى إلى إثيوبيا منذ أكثر من 20 عاماً، وأول زيارة إلى دولة الجابون بعد استقلالها، فضلاً عن تكثيف التعاون الاستراتيجى فى مجالات الاقتصاد والتجارة، مؤكداً أن مشاركة مصر فى لقاءات القمم الأفريقية على مستوى رئاسى كان لها أثر إيجابى، وأن الحضور المصرى أصبح مؤثراً خلال تلك اللقاءات.

وقال إن مصر تم اختيارها لرئاسة مجموعة الـ77 لبناء موقف أفريقى موحد فيما يخص قضايا التنمية والسلم والأمن والإصلاح المالى والإدارى، وكشف أن مصر تشارك فى قوات حفظ السلام بثلاثة آلاف جندى وأنها تحتل المركز السابع عالمياً.

وتطرّق السفير إلى الملف السورى، حيث أكد أن سوريا رقم صعب جداً فى معادلة استقرار المنطقة ولها أهمية استراتيجية كبرى، بدليل عدد الأطراف التى تتدخل حالياً فى الحرب الدائرة لتحقيق مطامع اقتصادية أو من أجل ملفات مثل الغاز أو مصالح جيواستراتيجية.

وحول تقارير حقوق الإنسان عن مصر، قال «إدريس» إن الأمم المتحدة تعتمد فى عملها على 3 أضلاع هى التنمية، والسلم والأمن الدوليان، وحقوق الإنسان، موضحاً أنه من الطبيعى أن تهتم المنظمة الدولية بتلك الحقوق، وأن مصر لا تتعامل مع هذا الملف فى إطار رد الفعل أو استجابة لضغوط. وأكمل قائلاً: «نتعامل مع هذا الملف باهتمام لأنه يصب فى مصلحتنا ولأن احترام حقوق الإنسان هو ما يستحقه شعبنا وتستحقه بلادنا».