ضرب "ابن سلمان" المثل برقيها.. السعودية في الستينيات والسبعينيات

08:04 م | الثلاثاء 20 مارس 2018

"اطلب من جمهورك استخدام هواتفهم الذكية والبحث، في جوجل، عن السعودية في السبعينات والستينات، سيرون بسهولة السعودية الحقيقية، كنا نعيش حياة طبيعية مثل بقية دول الخليج، والنساء كن يعملن في شتى المجالات حتى أحداث 1979، بعدها أصبحنا ضحايا للتطرف"، نداء أطلقه الأمير محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية، خلال لقاءه على قناة "CBS" الأمريكية، ليؤكد أن خطته الإصلاحية الأخيرة ليست مدنية جديدة على الشعب السعودي.

بمجرد كتابة "السعودية في الستينات"، على محرك البحث، تخرج عليك النتائج بوثائقيات عن محاولات السينما المبكرة التي أتاحتها شركة النفط الأمريكية السعودية عن أعمال التنقيب بها، وانتشار الصناعة في أنحاء البلاد لتشمل تقريبًا كل منطقة سكنية، وتجد أيضًا صور لفتيات سمحت لهم "طفرة الملك فيصل" بالخروج من بيوتهن للتعليم، حيث ظهر مقطع فيديو تعبر كل فتاة، بلغة إنجليزية طليقة، عن نفسها لتقرير وثائقي، فتتمنى السفر خارج البلاد واستكمال تعليمها لنهايته.

ومن داخل مدرسة دار الحنان للبنات، يظهر مقطع فيديو للفتيات الصغار ينشدن إحدى الأغنيات الوطنية المعترفة بالرخاء، التي كانت عليه المملكة العربية السعودية في عهد الملك فيصل، "هنا في الحنان مشينا سوى وسرنا معًا في رحاب الوفا، لنرفع أوطاننا للسما ونسمو بها نحو فجر جديد، ونرجو من الله في كل حين"، قبل أن يختتمن النشيد بدعاء للملك فيصل بن عبد العزيز الذي ستبقى ذكراه وأعماله قدوة على مر الزمن.

"صالحة حمدية، بنات شافية، ابتسام لطفي، حجية المكاوية"، أسماء تقدمها محركات البحث لمطربات سعوديات اختفى أثرهن، بجانب عدد من اللقاءات التليفزيونية لأشهر فناني الوطن العربي مثل فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ، إلى جانب الأندية بتنظيم حفلات لهم، بالإضافة لتصريحات تليفزيونية صدرت عن عازف الكمان أحمد الحفناوي تبين اهتمام المملكة بالموسيقى في تلك الحقبة، "كان هناك اهتمام كبير في السعودية بإنشاء معهد للموسيقى وفرق للتليفزيون، وانتدبت للعمل، وبالفعل ذهبت إلى هناك وأسسنا أول معهد للموسيقى، وعندما انتهينا فوجئت بالملك فيصل يطلب إنشاء فرقة من 80 عازفًا، وتم تدريب عدد كبير من العازفين وأحضرنا آخرين، وتأسست فرقة للتلفزيون السعودي وأوركسترا وفرقة للعروض العسكرية".

الطفرة الاجتماعية السعودية انتهت مع ظهور حركة تنت إلى شخص يدع "جهيمان العتيبي" شكلت تمردا عام 1979، ولم تعد بعده السعودية كما كانت، وبداية انتشار الفكر المتطرف، حيث تم فرضه على الكبار وبثه في نفوس الصغار منذ الطفوله، لتأتي جهود "بن سلمان" لإصلاح ما أفسده ذلك التشدد.