«الشيخ سلمان»: اتبرعنا بأراضينا.. وزرعنا 500 نخلة بلح «مجدول» وبقينا نصدره بره
الشيخ سلمان
عمل مرتدياً جلباباً أبيض.. الشيخ سلمان جمعة، عضو مجلس إدارة مزرعة شباب الوادى، يجمع إنتاج ما زرعه داخل مزرعة مساحتها 62 فداناً، تبرع بها هو وعائلته البدوية لجهاز تعمير جنوب سيناء، ضمن مشروع التنمية المتكاملة بزراعة 13 مزرعة نموذجية، ممسكاً بين يديه ثمار الخضار والفاكهة، التى قام بزراعتها بنفسه بعد تعلمه حرفاً جديدة فى أقل من عام: «احنا عايشين من أيام أجداد أجدادنا فى صخور وجبال ورملة، بيوتنا جوه الصحرا، وحياتنا كلها فيها، لينا عاداتنا وتقاليدنا، والحرفة الوحيدة اللى كنا نعرفنا إننا نربى الأغنام، لحد ما جهاز التعمير اتكلموا معانا وفهمونا مشروع التطوير اللى عايزين ينفذوه، وفعلاً قررت أنا وعيلتى نتبرع بالأرض، ولينا أوراق تثبت إنها أرضنا، ومأخدناش ولا جنيه، عشان فى النهاية دى بلدنا ومش هنبنيها إلا لو كل واحد قدر يساعد باللى يقدر عليه».
شعور بالفخر ينتاب الشيخ بعد مشاركته فى تنمية مدينته طور سيناء، وتعليمه حرفاً جديدة لأبنائه الصغار فيما بعد، لاستمرار التنمية فى سيناء، بحسب وصفه: «أنا اتعلمت حاجات كتير حلوة، اتعلمت إزاى أزرع جميع أنواع الخضار وأغلب الفاكهة، بنزرع عندنا فى المزرعة بإيدينا بلح مجدول، عندنا منه 500 نخلة، وده يعتبر بلح بلاد بره وكمان بقينا نصدره، ده غير رعاية المزرعة السمكية اللى مساحتها ييجى فدان كامل».
كنا فى الأول عايشين فى ضلمة وماحدش حاسس بينا
إنتاج الأسماك بأنواعها البلطى والبورى من المزرعة السمكية بشباب الوادى، يصفه «سلمان» بـ«الإنجاز الكبير» داخل الصحراء: «معروف دايماً إن الصحرا مبيبقاش فيها أى حياة، واحنا فعلاً كنا فى الأول مش عايشين، بعد اللى عشناه من تطوير صحرا سيناء، بقينا نزرع ونربى مواشى وكمان عندنا مزارع سمكية ضخمة»، ويصف «سلمان» المكان بعد تنميته بأنه أصبح «حتة من الجنة»، اللون الأخضر يملأ المكان صباحاً، وفى المساء أنوار أعمدة الإنارة والمصابيح لا تنقطع، بعد أن كانت الصحراء عتمة، بحسب قوله: «كنا فى الأول عايشين فى ضلمة ومحدش حاسس بينا، اللى ماكانش معاه عربية ميعرفش يتحرك جوه الصحرا، احنا بيوتنا جواها طول عمرنا وماكانش ينفع نخرج منها، دلوقتى بقى فيه حياة بجد، ورغم إن المكان أغلبه صحرا، بس على الأقل بقى فيه حياة ونور ودنيا وناس عايشة غيرنا»، ويضيف: «ده غير الفاكهة والخضار اللى بقوا عندنا طول الوقت، ودلوقتى أنا واخواتى وأهلى وجيرانى من البدو اللى بقينا نسوق المنتجات فى الأسواق وبأقل الأسعار عن سعر السوق عشان يوصل لأهالى سيناء كلها».