القيادى البارز بـ«العمال الكردستانى»: الرئيس التركى هو المرشد الفعلى لـ«الإخوان».. و«مرسى» دعم «أردوغان» فى محاربة الكرد

كتب: محمد حسن عامر

القيادى البارز بـ«العمال الكردستانى»: الرئيس التركى هو المرشد الفعلى لـ«الإخوان».. و«مرسى» دعم «أردوغان» فى محاربة الكرد

القيادى البارز بـ«العمال الكردستانى»: الرئيس التركى هو المرشد الفعلى لـ«الإخوان».. و«مرسى» دعم «أردوغان» فى محاربة الكرد

خلال سنوات الاضطرابات التى ضربت منطقة الشرق الأوسط، بات الكرد من أهم أوراق المنطقة، خاصة مع تلاعب الرئيس التركى بورقتهم فى الفترة الأخيرة، معطياً لنفسه المبرر لاجتياح شمال سوريا. ومن بين الجماعات الكردية، يأتى حزب العمال الكردستانى، كأبرز الجماعات المواجهة للرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وفى هذا الإطار سعت «الوطن» لفترة، لمحاورة أحد مسئولى الحزب المحظور فى تركيا، وتمكنت، بعد صعوبات، من التواصل مع عضو الهيئة التنفيذية للحزب «مصطفى قره صو» الذى قال، فى حواره لـ«الوطن»، إن «أردوغان هو المرشد الفعلى للإخوان فى تركيا»، معتبراً أن جماعة الإخوان تحولت إلى لعبة بيد حزب «العدالة والتنمية» الحاكم فى تركيا. وأكد «قره صو» أن «أردوغان» لجأ إلى «احتلال» مدينة «عفرين» الواقعة شمال سوريا ذات الغالبية الكردية بعد أن فشلت سياساته الداخلية، مشدداً على أنهم سيواصلون عملياتهم ضد الجيش التركى داخل تركيا من الآن فصاعداً.. إلى نص الحوار:

{long_qoute_1}

بداية، كيف تقيمون التدخل التركى العسكرى فى مدينة عفرين السورية؟

- فى الحقيقة أن الاحتلال التركى لمدينة «عفرين» هو نتاج لسياسات «أنقرة» الفاشلة منذ 6 - 7 سنوات فى سوريا، فقد غرقت تركيا فى مستنقع الأزمة السورية ظناً منها بأن السلطة فى سوريا ستتغير فى فترة وجيزة، ودعمت المعارضة القريبة منها. و«أردوغان» هو مرشد الإخوان فى تركيا. وكان فى الحسبان بأن سوريا ستقع فى فترة قصيرة، وتقوم تركيا ببسط سلطانها ونفوذها وسياساتها فيها، ومثلما أن النظام لم يسقط، فإن الكرد خرجوا من الحرب ضد مرتزقة تركيا أقوياء أكثر مما سبق، وفشلت كل سياسات تركيا.

وماذا كانت تداعيات ما تصفه بالفشل؟

- هذا الوضع أدى إلى تراكم الأزمات التركية الخارجية والداخلية، وبات طيب أردوغان وحكومته وجهاً لوجه أمام الفشل والخسارة. ومن هذا المنطلق بات يستنفر ويتاجر بكل طاقات وإمكانيات تركيا، ويحاول تثبيت مرتزقته فى هذه المنطقة بهدف شرذمة الإدارة الديمقراطية التى بناها الكرد العرب والسريان، والمكونات الأخرى فى سوريا من جانب، ومن جانب آخر يريد الحصول على مكانة فاعلة فى سياسة ومستقبل سوريا، كما يريد من خلال احتلاله مدينة «عفرين» أن يحافظ على الفاشية المتفق عليها بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب القومى التركى من جانب وفرض وتجسيد سياساته فى إعادة تشكيل سوريا من جانب آخر، ولهذا بدأ فى احتلال مدينة عفرين، وفى حال نجاح هذا الاحتلال سيقوم باستخدامه كورقة ابتزاز ضد النظام السورى أولاً، وكل القوى السياسية.

كيف يقوم الرئيس التركى بتلك الخطط فى الوقت الذى توجد فيه قوى أكبر ولديها خططها هى الأخرى، كروسيا والولايات المتحدة؟

- احتلال «عفرين» هو حالة أخرى من سطوع صراع القوى العالمية والإقليمية على الساحة السورية، وقد استغل «أردوغان» التناقضات الناجمة عن هذا الصراع السياسى فى المنطقة وبدأ بالاحتلال. وفتح روسيا المجال الجوى لتركيا وإعطاؤها الضوء الأخضر ناتج عن تفكيرها بأنها ستجنى من هذا الكثير من المصالح السياسية والاقتصادية. ولا شك بأن الحصول على مصالح سياسية واقتصادية على حساب تعذيب الشعب الكردى أمر غير مقبول. إعطاء الضوء الأخضر لاحتلال «عفرين» يوضح جلياً مدى مستوى تضارب وبشاعة السياسات الجارية فى الشرق الأوسط، خاصة ما نراه فى سوريا. وما موقف كل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بخصوص الاحتلال التركى على «عفرين»، إلا اتفاق على مدى استعدادهم فى الانخراط فى علاقات متضاربة وبشعة لمصلحة بلادهم.{left_qoute_1}

وما خطورة التحالف بين حزب العدالة والتنمية الحاكم فى تركيا، وحزب الحركة القومية؟

- يهدف الحزبان من هذا التحالف وهذا الاحتلال إلى البقاء فى الحكم من خلال رفع وتيرة النزعة الشوفينية، وتركيا تستخدم التحريض ضد الشعب الكردى فى هذا الصدد، وتستخدم هذا العداء والتحريض الشوفينى الذى تمارسه ضد الشعب الكردى كورقة ابتزاز وتهديد لشعوب الشرق الأوسط أولاً، والعالم بشكل عام.

هل أبدى الكرد القاطنون فى تركيا أى مواقف ضد هذا التدخل كما تقول وسائل الإعلام التركية؟ وفى حال إبدائهم لأى موقف هل لكونهم كرداً أم أن هناك أسباباً أخرى؟

- هناك قمع واضطهاد غير مسبوق فى الفترة الحالية فى تركيا، وأى مكون اجتماعى أو قوة سياسية إن لم تكن تساند التحالف الفاشى بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب القومى، يمارس عليه القمع الشديد، أياً كان. جميع رؤساء البلديات فى المناطق الكردية والعديد من النواب هم الآن فى السجون. حتى إن تحدث أى حزب سياسى آخر فى إطار برنامجه المخصص، هو بمثابة جرم، والإدلاء بتصريح أمام مبانى الأحزاب ممنوع الآن. كل الشوارع تحت احتلال الشرطة تقريباً، فمجرد تجمع 2 أو 3 أشخاص ممنوع الآن، لهذا حتى وإن كانت القوى السياسية تعارض احتلال «عفرين»، إلا أنهم لا يسمحون لهم بأى تجمع أو اعتصام فى أى مكان. وفى حال تجمع الشعب يتم الهجوم عليهم بعنف شديد. لكن الأكثرية العظمى من الشعب الكردى هم فى حالة عدم قبول شديد لاحتلال «عفرين»، حتى الكرد الذين كانوا يساندون «أردوغان» وحكومته باتوا من المعارضين لحكومته الآن، لأن حكومة العدالة والتنمية و«أردوغان» فقدوا أملهم من الكرد فى مساندتهم، وأبرموا الاتفاق مع كل الشوفينيين وكل أعداء الكرد.

{long_qoute_2}

وهل الأكراد فقط هم من ضد هذا التحالف بين القوميين والعدالة والتنمية؟

- ليس فقط الشعب الكردى هو من يقف ضد الاتفاق الفاشى لـ«أرودوغان» وحزب العدالة والتنمية مع حزب الحركة القومية، بل أكثرية الشعوب أيضاً ضد هذا التحالف. والشعوب فى تركيا لم تتنافر وتتصارع فى أى حقبة من تاريخ تركيا، كما هو الحال الآن. الحكومة الحالية ليست فقط عدواً للكرد بل هى تعادى كل من يعارض أفكارها السياسية، والكرد هم ضد هذه الحكومة، لأنها تعاديهم وتعادى كل الأفكار السياسية الأخرى. احتلال عفرين ليس فقط هجمة على الكرد فحسب، بل هو هجمة على كل مكونات الشعب السورى. تركيا ضد أى تشكيل سياسى يعارض أفكارها السياسية فى سوريا، وحكومة العدالة والتنمية كرست الدين فى خدمة القومية التركية لدرجة أنها باتت خطراً على كل الشعوب والمعتقدات، وفى هذا الإطار إن لم يتم التخلص من هذه الحكومة لن يعم الشرق الأوسط الهدوء والسلام.

وهل ثمة صلة لهذا التدخل التركى فى «عفرين» بالانتخابات الرئاسية التركية المقبلة؟

- رجب طيب أردوغان شخصية يمكن أن تفعل أى شىء من أجل الحفاظ على سلطته. وبالنسبة له هناك هدف واحد وحقيقة واحدة ألا وهى البقاء فى السلطة. وفى سبيل بقائه فى السلطة بمقدوره أن يضحى بكل القيم ويخطو أى خطوة مستحيلة ويعقد شتى العلاقات القذرة. ولن يتردد فى سحق أى شىء يصبح عائقاً أمام سلطته، طبعاً فى حال إن شعر بأنه قادر عليه، وفى حال شعوره بعدم القدرة لأى قوة من هذه سوف يخضع لها، ولأجل سلطته سيقبّل أيديهم وأرجلهم للحفاظ على سلطته.{left_qoute_2}

وماذا عن الانتخابات المقبلة فى تركيا فى هذه الحالة إذاً؟

- فى هذا الإطار نرى أن لدى هذا الاحتلال علاقة بالانتخابات الرئاسية أيضاً. طيب أردوغان يحاول البقاء فى سلطته من خلال عدائه للكرد، ولكن فوزه برئاسة الجمهورية غير مضمون، وكان من الصعب الحصول على نسبة 51% من الأصوات، لهذا رفع مستوى العداء للكرد إلى الذروة واستهدف احتلال «عفرين»، وبهذا يكون قد اصطاد عصفورين بحجر واحد.

كيف؟

- فمن خلال احتلاله «عفرين» سيكون له تأثير فعال على السياسة فى سوريا، وسوف يضمن رئاسة الجمهورية أيضاً. فلو لم يكن تسلمه لرئاسة الجمهورية فى خطر لما جازف باحتلال عفرين المحفوف بالمخاطر، لهذا كان فى حاجة إلى خطوة تنجحه بالانتخابات الرئاسية، وكانت هذه الخطوة رفع وتيرة الشوفينية من خلال احتلال «عفرين».

ما أبرز صور القمع التى تطال معارضى عملية «عفرين»؟

- من يتم اعتقاله يقع عليه قمع لا مثيل له، وقد استهدف «أردوغان» المحامين والأطباء والمثقفين، لمجرد ذكرهم لكلمة السلام أو الدعوة للسلام. وتم إلقاء القبض على عديد منهم. ناهيك عن سجن كل من يتحدث من حزب الشعوب الديمقراطية، فى إطار برنامجه الحزبى، الذى يعارض سياسات حكومة العدالة والتنمية. وفى الوقت الراهن يزيد عدد المعتقلين الكرد السياسيين عن عشرة آلاف شخص. واعتقال المئات من الذين يلفظون كلمة «السلام» دليل على مستوى القمع الذى تم الوصول إليه فى تركيا. وعدد الذين ألقى القبض عليهم، ومن ثم تم الإفراج عنهم، يقدر بالآلاف.

هل هناك انتهاكات فى حقوق الذين ألقى القبض عليهم؟ أم أنهم اكتفوا بإلقاء القبض عليهم فحسب؟

- يحتمل أنه ليس هناك تعذيب جسدى على الأطباء والمحامين والمثقفين، لكنهم يمارسون عليهم ضغوطات نفسية شديدة بنعتهم بالخونة. وقد صرح «أردوغان» بشأن المحامين والأطباء والمثقفين، وقال إن هؤلاء «هم خونة»، وقال إن «مجلس النواب سوف يمنع عنهم وصفهم بمواطنين أتراك». وربما فعلاً أنهم لم يمارسوا العنف على الأطباء والمحامين ولكنهم عند الإفراج عنهم صرحوا بأن ما تم ممارسته عليهم هو ظلم وتعذيب، لأن هناك ضغوطاً نفسية ثقيلة الوطأة وجهت لهم. ويباح فعل أى شىء تحت غطاء وصفهم بالخونة والأعداء. الكرد والاشتراكيون والنقابيون تمارس عليهم ضغوط جسدية أيضاً، خاصة أنهم يمارسون الضغوط على السياسيين والصحفيين الكرد، ويمارس التعذيب بحقهم فى السجون. وفى هذه الفترة يهددونهم ويتوعدونهم بإبقائهم مدة طويلة فى السجون ويفرضون عليهم التجسس لمصلحة المخابرات التركية. والأساليب النفسية تستخدم خاصة حيال المعتقلين الكرد.

ما التهم التى توجه للمعارضين للتدخل فى «عفرين»؟ وما ردكم على هذه الاعتقالات؟

- كل من يعارض احتلال عفرين يُتهم بدعم المنظمات الإرهابية، وهم يدعون أنهم يعتقلون عناصر «داعش» وحزب العمال الكردستانى وحزب الاتحاد الديمقراطى، وكل من يعارضهم فهو متهم بدعم هذه المنظمات. وكما هو واضح للعيان بأنه ليس هناك أى عنصر من تنظيم «داعش» الإرهابى فى عفرين، وقد أعلنت الدولة التركية بأن حزب الاتحاد الديمقراطى هو منظومة إرهابية وكل من يعارض هذا يتهم بأنه «حامٍ للإرهاب وعائق أمام القضاء عليهم». والدعم للأعداء حسب تفكيرهم هو الخيانة، ويحاسب عليه قانونياً فى إطار المادة الدستورية التى تنص على محاربة الإرهاب.

{long_qoute_3}

مصر عارضت عمليات تركيا فى «عفرين»، ما تقييمك لهذا الموقف؟

- الشعب العربى خاصة والشرق الأوسط بشكل عام يرى هذا الاحتلال محفوفاً بالمخاطر ويعارضه. وبهذه المناسبة نعتبر تنديد الخارجية المصرية بهذا الاحتلال التركى موقفاً أخلاقياً ووطنياً، لأن مصيرنا مشترك نحن الكرد والعرب، وكذلك موقف الشعب المصرى ومؤسساته، خاصة الإعلامية، لعبوا دوراً لا بأس به فى فضح جرائم العدوان التركى على عفرين وشمال سوريا. فى الحقيقة لو أنه ازدادت معارضة احتلال عفرين من قِبل تركيا لكانت النتيجة فشل الاتفاق الفاشى بين طيب أردوغان و«دولت بهتشه لى»، زعيم حزب الحركة القومية التركية.

ماذا عن موقف التيار الإخوانى بصفة عامة من قضايا الكرد، سواء داخل تركيا أو خارجها؟

- كنا نفكر بأن الإخوان لن يتقربوا بشكل سيئ للغاية من الكرد، ولكن عندما رأينا علاقاتهم الوثيقة مع تركيا و«أردوغان» وتقربهم من كرد سوريا، حينها فهمنا أننا لم نقيمهم بشكل جيد. وصل بهم الحال إلى أنهم يعادون وما زالوا يعادون الكرد وحركتنا، نيابة عن تركيا و«أردوغان». وطيب أردوغان هو مرشد الإخوان فى تركيا، هذا شىء مؤكد.

وكيف يستفيد من الجماعة من وجهة نظرك؟

- «أردوغان» يستخدم الإخوان كما استخدامه الدين لخدمة القومية التركية. ومن هنا نرى أنه حول الإخوان أيضاً إلى أعداء للشعب الكردى على شاكلته. وليس فقط إخوان مصر وسوريا، وإنما كل حركات الإخوان باتوا لعبة بيد حزب العدالة والتنمية وعملاء له. وبات الإخوان يدارون من قبَل الاستخبارات التركية، ويوجد قسم أو فرع داخل الاستخبارات مختص بهم. وبات مكشوفاً ما وصل إليه الإخوان فى سوريا تحت إمرة «أردوغان»، فقد تحول الإخوان فى سوريا إلى حركة سياسية معادية للشعب السورى نفسه. وبالطبع كان الإخوان فى سوريا على تواصل وعلاقات مع الاستخبارات التركية من قبل. والآن باتت عميلة لتركيا بكل ما للكلمة من معنى. فهى تحت السيطرة التركية أيديولوجياً وسياسياً، وتركيا هى من تديرها الآن، يتمركز إخوان مصر وسوريا فى تركيا حالياً، والمدير الأساسى لهم هو الاستخبارات التركية.{left_qoute_3}

هل اتضح ذلك فى الفترة التى تولى فيها محمد مرسى حكم مصر؟

- لقد دعم محمد مرسى «أردوغان» وحزبه فى حربهم على الكرد، ووجهة نظرهم للكرد وحزب العمال الكردستانى هى كما وجهة نظر طيب أردوغان وحكومته للكرد وكذلك للشعب العربى فى كل مكان، خاصة فى مصر. أما فى سوريا فلقد أصبحوا أعداءهم لأقصى حد، وتأتى البقية الباقية من الإخوان الذين على علاقة وصلة مع تركيا فى صدارة من لا يرغبون فى حضور الكرد فى جينيف. يدعون الإسلام ويسمون أنفسهم بإخوة الدين، ومن ناحية أخرى ينظرون للكرد فى سوريا كما يراهم «أردوغان» وحكومته. لهذا فنحن لا نفرق بين إخوان مصر وسوريا وبين حكومة العدالة والتنمية، لأن نظرتهم للكرد هى نظرة السلطة الفاشية لتحالف حزب العدالة وحزب الشعب القومى. الإخوان ليسوا أعداء لكرد تركيا وحزب العمال الكردستانى فقط بل هم أعداء لكل الكرد. هم أيضاً يريدون فصل وتجزئة الكرد على النمط الأردوغانى وحكومته. ولا يمكنهم إخفاء حقيقتهم عبر العلاقة مع بعض الكرد المرتبطين بهم على أنهم ليسوا أعداء الكرد. ولا شك أن الذى يعادى الكرد فى تركيا وسوريا فإنه عدو للكرد أجمع. ولهم علاقة مع بعض من الكرد لإضعاف حزب العمال الكردستانى والكرد المتحررين فقط.

خلال فترة حكم «أردوغان» كيف تقيمون وضع الكرد والمدن الكردية بشكل عام؟

- حينما تسلمت حكومة العدالة والتنمية الحكم فى تركيا ادعت بأنها ستقوم بإصلاحات ديمقراطية، وكانت من خلال قولها توحى بأنها ستحل القضية الكردية وبذلك تقوم بإلهاء الكرد ووضعهم تحت السيطرة. ونحن بدورنا اتبعنا سياسة تعتمد الاستفادة من هذا الوضع من جهة والكشف عن الوجه الحقيقى لحزب العدالة والتنمية من جهة أخرى. ومهما مارست حكومة العدالة والتنمية شتى سياسات القمع والظلم، ومهما هاجمت جميع المنظمات والمؤسسات الكردية، ومهما سجنت الآلاف من السياسيين الكرد، ومهما ألقت القبض على مئات الآلاف منهم، فإن تأثير حكومة العدالة والتنمية بات ضعيفاً جداً على الكرد، وبات وجه «أردوغان» وحكومته مكشوفاً بالنسبة للكرد.

لماذا تراجع طيب أردوغان عن وعوده التى وعد بها الكرد؟

- لم يعطِ «أردوغان» أى وعد بالمعنى الحقيقى لحل القضية الكردية. كان يسعى لإعاقة النضال الكردى لكى يحصن سلطته، من هذا المنطلق حاول خلق رؤى عن نفسه، وكأنه يريد حل القضية الكردية، وكنا قد وضحنا من بادئ الأمر بأن حكومة العدالة والتنمية ليست لديها أية حلول للقضية الكردية، فهى تحاول تحصين سلطتها عبر نشر أقوال ناعمة وخداعة. لكننا كنا نصر على الحل لمجرد أنهم كانوا يدعون الحل للقضية الكردية.

هل لديكم أى برنامج أو مشروع لإعلان الإدارة الذاتية فى المناطق الكردية فى تركيا وتوحيدها مع الشمال السورى؟

- فى سبعينات القرن العشرين عندما خرجنا كحزب إلى الساحة كان برنامجنا الأساسى ينص على دولة كردستان المستقلة، وحق تقرير الشعوب لمصيرها فى القرن العشرين كان يستوعب على هذا الشكل. كان هناك مفهوم بأنه يجب أن يكون لكل قومية دولتهم الخاصة بهم. الاشتراكيون أيضاً كانوا يفكرون بهذا الشكل. لكن فى الحقيقة كان هذا المفهوم هو مفهوم الحداثة الرأسمالية القومية التى كانت تتطور فى الغرب. فى الحقيقة لم يكن هناك داعٍ لأن يكون لدى الاشتراكيين هذا المفهوم. كان يجب اتخاذ الديمقراطية والحرية أساساً للاشتراكيين. وكنا قد تأثرنا بفكرة دولة لكل قومية التى كانت موجودة فى القرن العشرين.

وهل حدث تغير فى هذا الأمر؟

- القائد «أوجلان»، زعيم حزب العمال الكردستانى، طرح فكرة جديدة ومفهوماً اشتراكياً جديداً، ولم يستسغ مفهوم «دولة لكل قومية»، وكشف أيديولوجياً ونظرياً بأن فكرة الدولة القومية لا علاقة لها بالاشتراكية. وعلى هذا الأساس اطلعنا على إمكانية حل القضية الكردية على أسس ديمقراطية والحرية فى البلدان التى يوجد فيها الكرد. حالياً هذا هو طرحنا ومنهاجنا لحل القضية الكردية فى كل من تركيا والعراق وسوريا وإيران. ليس لدينا أية مفاهيم لبناء دولة فى أى جزء من أجزاء كردستان، كما ليس لدينا أى منهاج أو خطة لتوحيد أجزاء كردستان مع بعضها، ومن هنا نقول بأنه ليس لدينا أى مشروع لإعلان الإدارة الذاتية فى باكور كردستان (أى كردستان تركيا) وضمها للشمال السورى.

وما الذى تقترحه هنا على الأكراد فى شمال سوريا؟

- اقتراحنا للكرد فى سوريا ليس الانفصال والتقسيم، ونرى أن اكتساب الإدارة الذاتية الديمقراطية داخل الفيدرالية الاتحادية لشمال سوريا الحل الأمثل للكرد فى سوريا.

هناك حديث عن أن كل تحركات «أردوغان» هى فى إطار خطته «العثمانية»، وأنه يرى العديد من الدول المجاورة لتركيا مجرد ولايات تابعة له، ما رأيك؟

- فى حال متابعة أحاديث «أردوغان» سيتضح جلياً بأن له هذا الحلم، بل حتى إنه صاحب أهداف وذهنية أسوأ من التى كانت لدى العثمانية. العثمانية كانت إمبراطورية ولا ترى كل الإمبراطورية وطن الأتراك. وقد قالها «أردوغان» بشكل واضح إن بلادنا كانت 5 ملايين متر مربع، لكنهم صغروها فى ما بعد. ليس فقط الأراضى التى يعيش عليها الكرد بل يرى أن كل الأراضى التى عاش عليها العثمانيون بما فيها العربية هى وطن له. وقد كان يكرر هذه العبارات فى السنوات الأخيرة عدة مرات. فى الحقيقة إن تم متابعة «أردوغان» بشكل دقيق فسيثور وينهض كل الشعب العربى فى وجهه. «أردوغان» يرى الأراضى العربية وأراضى البلقان كلها ملكاً له. طيب أردوغان صاحب ذهنية أكثر خطورة من الذهنية العثمانية على شعوب المنطقة. ويستخدم الدين لهيمنة القومية التركية على باقى القوميات. ولدى «أردوغان» دين واحد هو تعزيز القومية التركية فى شكلها العثمانى، وبسط نفوذها على الشرق الأوسط بأكمله.

 

الدبابات التركية تدمر أهدافاً لحزب العمال الكردستانى شمال العراق


مواضيع متعلقة