من أرشيف الصحافة| خلاف حمدي غيث والشيخ الغزالي بسبب الأعمال الدينية

كتب: صفية النجار

من أرشيف الصحافة| خلاف حمدي غيث والشيخ الغزالي بسبب الأعمال الدينية

من أرشيف الصحافة| خلاف حمدي غيث والشيخ الغزالي بسبب الأعمال الدينية

خلاف متجدد بين الفنانين ورجال الدين بشأن آراء الأخيرين في الأعمال الفنية، وما تحمله تعليقاتهم في طياتها من تحريم وكراهية أو انتقاد، ومن بين هذه المواقف خلاف وقع بين الأمام الغزالي رحمه الله والفنان حمدي غيث، حينما كان نقيبا للممثلين، حيث انتقد الغزالي مسلسلي "العائلة" و"عمر بن عبدالعزيز"، لوجود مشاهد دينية فيهما، وتلقي "الوطن" الوضوء على هذا الخلاف في ذكرى وفاة غيث الـ12.

رد غيث على كلام الإمام الغزالي، الذي ألقاه في خطبة عيد الفطر بعد عرض المسلسل في رمضان، قائلا: "أزعجنا ما تضمنته الخطبة عن فناني مصر، خاصة أنها صادرة عن شيخ جليل ننزهه عن أن يكون ضمن فصيل يعمل علانية لصالح الإرهاب"، ورفع غيث نسخة من خطابه هذا إلى رئاسة الجمهورية بصفته نقيبا للممثلين ومدافعا عن حقوقهم.

وأثارت هذه القضية جدلا كبيرا آنذاك، وكانت حديث الصحافة، وجاء في نص الخطاب الذي نشرته صحيفة "روزاليوسف" عام 1994، أن "المواد الفنية التي تقدمها الراقصات والممثلات في رمضان هي خلط واضح بين المهن المشبوهة والحرام وبين عمل الخير في المجتمع، والشيخ محمد الغزالي صاحب الفضيلة واحد من رجال الدين الذين نحمل لهم الاحترام والتقدير ونعتز بأرائه المستنيرة، لذا أصابتنا الدهشة مما قاله في خطبة العيد خاص بالفن والفنانين".

وأضاف: "فضيلته يرفض أن يقوم الفنانون بالوعظ والإرشاد الديني في الأعمال الفنية، ولست أدري ماذا يقصد بهذا الكلام؟ فإذا كان يقصد الوعظ والإرشاد في المساجد فلست أظن أن للفنانين إسهاما في هذا، فهي مهنة الشيوخ لا ينافسهم فيها أحد، أما إذا كان يقصد الوعظ والإرشاد في الأعمال الفنية حيئذ يكون رأيه غريبا، إذا كيف يدين أداء الفن لتك الرسالة المقدسة بوسائله الخاصة ونحن نقدسها، وهذه الرسالة أهم ما يجب على الفن النظيف أن يؤديه، لأنها رسالة الدعوى إلى مكارم الأخلاق والفيم، فهل يريد فضيلته أن يتخلى الفن عن أداء ذلك الدور".  

وتابع: "إذا كان فضيلته يريد ذلك فلن يبقى للفن سوى العبث والتهريج، وما أطن أن فضيلته يريد أن ينتهي الفن بهذه النهاية المحزنة، فاقد الشيء لا يعطيه"، متسائلا: "كيف أباح لنفسه أن يزعم أن الفنان فاقد للقيم الرفيعة؟ كيف استباح لنفسه أن يكون قاضيا وحكما على ضمائر الناس؟ بل قد خرج علينا بما هو أشد من ذلك بأن أرصدة الفنان من الإسلام لا تتعدى صفر، هل عنده ملائكة يحصون له رصيد أعمال البشر؟ وهل أصبح شريكا لله عز وجل في معرفة سر الناس؟".

واستطرد: "ألا ترى أنه يجب أن تصحح ما قلت وتترك الناس لله، فما الفرق بينك وبين الغلاة من الجماعات المتطرفة؟ مسلسلا (العائلة) و(عمر بن عبدالعزيز) أدا ما لم تؤديه الخطب والمواعظ من رسائل فهل هذا جزء الممثلين؟".


مواضيع متعلقة