جيران منزل منشأة ناصر المنهار: عايشين تحت التهديد.. ومحدش بيسأل علينا

كتب: محمد صلاح الهوارى ووائل فايز

جيران منزل منشأة ناصر المنهار: عايشين تحت التهديد.. ومحدش بيسأل علينا

جيران منزل منشأة ناصر المنهار: عايشين تحت التهديد.. ومحدش بيسأل علينا

حوائط أكلتها الرطوبة، وشبابيك مغلقة لتلاصقها مع المبانى المقابلة لها من الخارج، ومن الداخل الحمامات على كتل عالية لمنع تسريب المياه، لانخفاض منازلهم الواضح، هذا هو حال أهالى منطقة منشأة ناصر، التى شهدت سقوط منزل منذ عدة أيام راح ضحيته 11 قتيلاً، وأصيب ما يقرب من 19 آخرين، لا يكاد الشهر يمر على أهالى المنطقة، إلا ويحدث تصدّع أو انهيار جزئى فى أحد المنازل، ورغم تزايد التصدّعات والشروخ، لا يملك الأهالى حلاً آخر سوى البقاء فى منازلهم المعرّضة للانهيار، خصوصاً بعد تردّدهم على الحى للإبلاغ عن منازلهم، ليأتيهم الرد من المسئولين: «هنعمل حصر»، حسبما ذكر الأهالى، فضلاً عن عدم اتخاذ أى إجراء من قِبَل المسئولين.

{long_qoute_1}

فى مدخل عقاره الضيّق، بشارع التنجيزى، بالقرب من المنزل المنهار وقف «محمد الحفنى»، 46 سنة، عامل معمار، يتذكّر مع جيرانه ذلك المنزل الذى سقط، وسط الظلام داخل حارة رجب، سار «محمد» ليصل إلى شقته بأحد المبانى المتهالكة، أشار إلى سقفها المتساقط، الذى اضطره إلى ترميم شقوق الحوائط التى تُنبئ بقرب انهياره، يقول: «إحنا عايشين وخايفين، علشان مالناش أكل عيش فى مكان تانى.. شقتى كل حتة فيها بقت شقوق وكل يومين أمحرها». وأضاف أن السلالم أصبحت متهالكة أكثر من المنزل، معبّراً عن غضبه وخوفه على أبنائه، بقوله: «إحنا عشنا حياتنا، لكن اولادنا اللى لسه طالعين دول مش من حقهم يعيشوا زى غيرهم؟». ورغم تحفّظ نادية حسان، 41 سنة، واحدة من سكان حارة رجب، فى البداية، ورفضها الحديث، إلا أنها سرعان ما عدلت عن رأيها، وانتهزت الفرصة، لتفرغ ما بداخلها من شكوى من منزلها المكون من 3 طوابق، بعدما ملأت الشقوق الحوائط بمدخل المنزل، فضلاً عن تآكل الجدران، تقول: «هما مستنينا نموت»، تستكمل «نادية» حديثها وابنها على كتفها: «ابنى مابينزلش من على كتفى إلا لما باكون باعمل حاجة، من خوفى عليه، أنا عايشة فى أوضة وصالة»، تقولها «نادية» موضحة أنهم يعيشون حالة من الرعب، ولا يملكون مسكناً بديلاً، فتعيش بالمنزل المتهالك، حتى لا تقيم بالشارع مثلما حدث مع جيرانهم، الذين اضطروا للإقامة فى الشارع بعد انهيار منزلهم. وعلى عتبة غرفتها التى تقع فى مسكن «نادية» نفسه، جلست سيدة صالح، السيدة الستينية بجلبابها الأزرق، تخشى أن يكون مصيرها كأقرانها ممن فقدوا حياتهم، بأبشع الطرق، لتلتقط خيط الحديث تقول: «أنا عايشة أنا وجوزى من أكتر من 40 سنة، وعمر ما حد قال لنا انتو عايشين إزاى، أو حتى سمع لينا». تتذكر «سيدة» فاجعة انهيار منزل جيرانها منذ أسبوع، قائلة: «إحنا محدش بيسأل علينا ولا يهتم بينا غير لما ييجوا ياخدونا ميتين»، وبنبرة حزن وغضب تستكمل حديثها، بقولها: «محدش بيعمل لنا حاجة، بس لو حد فينا مات الدنيا بتتقلب». «سيد ندعى»، 42 سنة، عامل معمار، أحد سكان شارع حنفية يقول: «بيوتنا احتمال تقع على راسنا، ولو الدولة مش هتنقذنا، مين هيجيب لنا حقنا»، لم يقف الرجل المهدّدة حياته هو وأسرته بالموت، مكتوف الأيدى، لكنه قام بطلب للحصول على إحدى الشقق بالمدن الجديدة، كما يقول، وبعد معاناة استطاع الحصول على سكن بديل بمدينة بدر، لكنه فوجئ بأنه ليس فى استطاعته تسديد الإيجار، فضلاً عن عدم توافر عمل مناسب له.

من جانبه قال اللواء محمد عبدالجليل، رئيس حى منشأة ناصر، إن اللجنة التى تم تشكيلها لفحص العقارات المتضررة من انهيار عقار منشأة ناصر، أوصت بهدم عقارين مجاورين للعقار المنهار بسبب تأثرهما وتعرضهما لتصدعات، علاوة على هدم آخر طابقين من أربعة عقارات أخرى بالمنطقة المحيطة بالعقار المنهار، وذلك لتخفيف الأحمال وحماية أرواح المواطنين.

وأضاف عبدالجليل لـ«الوطن» أنه من المقرر بدء أعمال إزالة تلك العقارات الأسبوع الحالى، لافتاً إلى أن محافظة القاهرة بالتنسيق مع قسم الشرطة حصرت الأسر المتضررة من العقار المنهار، وتم تخصيص 8 وحدات سكنية لتلك الأسر بمدينة بدر، وتمت الاستجابة لمطالب الأسر وتعهدت غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى، بفرش تلك الشقق لتعويض الأسر عما أصابهم من ضرر وفقدان متعلقاتهم. وأكد أنه سيتم حصر الأسر المتضررة من أعمال إزالة عقارين مجاورين و8 طوابق أخرى بنفس المنطقة، تمهيداً لتسكينهم بوحدات سكنية، مؤكداً أنه تم توفير إيواء مؤقت للأسر المضارة بمركز شباب منشأة ناصر.


مواضيع متعلقة