رئيس حزب المصريين الأحرار: اندماجنا مع «الجبهة الديمقراطية» تجربة فاشلة.. والدولة تعمل الآن بمنطق «مفيش وقت ندلع الأحزاب»

رئيس حزب المصريين الأحرار: اندماجنا مع «الجبهة الديمقراطية» تجربة فاشلة.. والدولة تعمل الآن بمنطق «مفيش وقت ندلع الأحزاب»
- أسامة الغزالى حرب
- أعضاء الحزب
- إعادة هيكلة
- الأحزاب السياسية
- الأحزاب فى مصر
- الإخوان المسلمون
- المصريين الأحرار
- عصام خليل
- أسامة الغزالى حرب
- أعضاء الحزب
- إعادة هيكلة
- الأحزاب السياسية
- الأحزاب فى مصر
- الإخوان المسلمون
- المصريين الأحرار
- عصام خليل
قال الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، إن الحياة الحزبية فى مصر شأنها شأن المجتمع ككل، الذى يخرج حالياً من أربعين عاماً من التجريف، حيث كل شىء هو شبه الشىء، وليس الشىء نفسه، حتى الأحزاب تشبه الأحزاب، ولكنها ليست كما هو الوضع الطبيعى للأحزاب فى العالم، وأضاف خليل، خلال حواره لـ«الوطن»، أن دور الأحزاب ليس الوصول لمجلس النواب فقط، فهو نتيجة العمل الحزبى الناتج عن العمل على الأرض، وإنما الدور الحقيقى لها هو أن تكون أكاديمية ومعهداً لتفريخ رجال سياسة ورجال دولة، مشيراً إلى أن دمار وضعف الأحزاب نتج عن غيابها بعد قرار حل الأحزاب فى يناير 1953، والمواطن لم يرحب بالأحزاب عند عودتها، ولم ينضم لها، وذلك نتيجة طبيعية لسنوات التجريف.. إلى نص الحوار.
كيف ترى وضع الحياة الحزبية فى مصر؟
- الحياة الحزبية فى مصر، بالمنطق وبكل صراحة، هى جزء لا يتجزأ من المجتمع، وشأنها شأن المجتمع ككل، فمصر حالياً تخرج من أربعين عاماً من التجريف، وكل شىء فى مصر هو شبه الشىء، وليس الشىء نفسه، ومثلما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن مصر «شبه دولة»، فإننى أرى أن الاقتصاد ليس اقتصاداً حقيقياً، والإعلام الآن ليس إعلاماً حقيقياً، وكذلك السينما والأدب اليوم ليست حقيقية، فكل القطاعات ليست كما كانت فى الماضى، حيث إن أربعين عاماً من التوقف والتجريف، كان لها تأثيرها الواضح على الحياة فى مصر، ولا نستطيع أن نفصل الحياة السياسية إطلاقاً عن الواقع والمشهد العام للمجتمع، وحالياً نعيش محاولة بناء مصر، التى يمكن أن تكون بدأت فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011، ولذلك أرى أنه كان من الضرورى أن تحدث ثورة 25 يناير، إلا أن بداية البناء توقفت بسبب اختطاف 25 يناير من الجماعة الإرهابية، ما تسبب فى عطل وتوقف عجلة البناء، إلى أن حدثت ثورة 30 يونيو، التى تم فيها استرجاع لمسار الثورة، حيث إن ثورة 30 يونيو استكمال لثورة 25 يناير، بل إننى أرى أن 25 يناير و30 يونيو تمثلان وجهين لعملة واحدة، لا ينفصل أى منهما عن الآخر.
{long_qoute_1}
إذن أنت ترى أن مصر الجديدة يتم بناء كل شىء فيها حالياً، ومنها الحياة السياسية والحزبية؟
- نعم.. ونستطيع أن نقول إن مصر تولد من جديد فى كل شىء، اقتصاد يولد من جديد، وصحافة وإعلام يولدان من جديد، وثقافة تُولد من جديد، وأيضاً سياسة حقيقية تولد من جديد، وتقوم على أحزاب حقيقية أيضاً، وبالمناسبة وضع الأحزاب لا نستطيع أن نُلقى اللوم فيه إطلاقاً على الأحزاب فقط، لكن بما أن كل القطاعات خارجة من أربعين عاماً عجافاً وهى متهالكة، فلا بد من إعادة تقييم وإعادة هيكلة لها، حتى تليق بمصر التى يتم بناؤها الآن، وأرى أن هناك بعض الدعوات التى تقول إن الأحزاب تحتاج دعماً من الدولة، ولكننى أرى أن الدولة لديها مشاكلها ولن تستطيع دعم الأحزاب، فلو كل قطاع انتظر أن يدعمه قطاع آخر أو استند على دعم الدولة، فبهذا لن تكون لدينا البداية الحقيقية لبناء مصر الجديدة، ولا بد أن يكون كل قطاع مسئولاً عن علاج وضعه بنفسه، لبناء مصر الجديدة، وأرى أن مشهد مصر تتم بلورته الآن من جديد.
وهل مشاكل الأحزاب حديثة أم أنها نتاج لسنوات سابقة من الضعف؟
- بالطبع هى نتاج سنوات من الضعف والدمار، إن جاز التعبير، فالحياة السياسية بوجه عام تعانى، وإذا أردنا أولاً أن نعلم وضع الحياة السياسية فى مصر علينا أن نعلم ما هو دور الأحزاب بشكل عام، فدور الأحزاب ليس الوصول لمجلس النواب والتمثيل البرلمانى فقط، فالتمثيل البرلمانى هو نتيجة العمل الحزبى الناتج عن العمل على الأرض، والدور الحقيقى للأحزاب هو أن تكون أكاديمية ومدرسة ومعهداً لتفريخ رجال سياسة ورجال دولة، فلا بد أن تكون الأحزاب تنطوى على معاهد ومراكز دراسات سياسية، ويكون الحزب متواصلاً مع الناس، ويحل مشاكلهم، ويسعى للحصول على ثقتهم، وبعد أخذ هذه الثقة يستطيع أى حزب أن يستقطب كوادر وخبرات معينة هو يحتاج لها، ويتم اختيارهم من خلال مؤسسات الحزب، بعد أن يكون جاذباً للشباب وللمرأة، وترجمة الأيديولوجية الخاصة به، سواء أيديولوجية رأسمالية أو اشتراكية وغيرهما.
وما أسباب الدمار والضعف الذى نتج عنه وضع الأحزاب حالياً؟
- غياب الأحزاب الحقيقية منذ قرار حل الأحزاب فى يناير 1953، الذى استمر ليس إلى عام 1976 مثلما يتحدث البعض، بل حتى 25 يناير عام 2011، لأنها عندما عادت فى 1976 لم تكن أحزاباً حقيقية، بل كانت أحزاباً أقرب للديكور الذى يزين الحياة السياسية التى كانت تدور فى فلك الحزب الوطنى، وتوقف الحياة الحزبية فى مصر يعنى أنه لا توجد مدارس ولا أكاديميات أو معاهد لتفريخ رجال السياسة، بالإضافة إلى أن هذا الغياب جعل الناس تنسى ما هى الأحزاب وأهمية وجودها، كما أن الدور الذى قامت به بعض الأحزاب التى عادت للحياة عام 1976 وحتى ثورة 25 يناير، كان سبباً فى تشويه صورة الأحزاب والقضاء على ما تبقى لها من رصيد فى نفوس الناس، وجعلت المواطن لديه حالة عزوف عن الانضمام للأحزاب، وبالتالى نتج عن هذا ضعفها، فالحزب عبارة عن مجموعة من البشر، تلتف حول فكرة معينة ومبادئ معينة، ويسعون لجذب تأييد أكبر عدد من الناس، وبالتالى كلما استطاع إقناع عدد كبير من الناس بهذه الآراء، استطاع أن يكون موجوداً وله شعبية، وتوقف انضمام المواطنين للأحزاب المختلفة، صاحبة الأفكار المختلفة والمتباينة، والعيش تحت مظلة الحزب الواحد فترة طويلة من الزمان، نتج عنه ضعف قدرة هذه الأحزاب فى الوجود من الأساس، وأصبحت مقرات فقط. {left_qoute_1}
وهل ضعف الأحزاب يأتى من عدم انضمام المواطنين.. أم أن عدم الانضمام للأحزاب كان نتيجة لضعفها فى تقديم نفسها ليقتنع بها المواطن؟
- أرى أن ضعف الأحزاب هو نتيجة تراكمية، فهى دائرة نسير فيها، مثلها مثل الأزمة الوجودية والسؤال الدائم «البيضة الأصل أم الفرخة»، فغياب الأحزاب غير الموجودة فى الشارع السياسى، ترتب عليه نسيان الناس للأحزاب، وعندما عادت للحياة عادت هزيلة ضعيفة جداً، ولم تستطع أن تقوم بدور تجاه المواطن فى الشارع ولم تستطع أن تحصل على ثقته، وقد أساءت للمواطن، فكانت النتيجة العزوف عنها، ولذلك نجد أن الأحزاب الوليدة التى تأسست بعد ثورة 25 يناير، أو حتى القديمة التى كانت تريد عمل شىء حقيقى على الأرض، المواطن لم يرحب بها ولم ينضم لها، وذلك كان نتيجة الأربعين عاماً من التجريف، فالحياة الحزبية لا تُخلق فوراً، وإنما هى نتاج سنوات من العمل والاجتهاد.
لكن مصر لم يكن بهذا الفقر السياسى، بل عرفت حياة حزبية قوية قبل 1952.
- نعم.. ففى الماضى كان هناك دور سياسى وأنشطة تتم داخل الجامعات، وكانت تخرج عظماء فى كافة المجالات، فى مقدمتها السياسيون، كما أن الأنشطة الفنية داخل الجامعات هى التى أخرجت لنا مثلاً «ثلاثى أضواء المسرح»، وأحمد رمزى، وغيرهما، فقد كانت مصر مليئة بالمدارس التى تُفرخ الكبار فى كل المجالات، وكانت هناك حالة زخم، واليوم لا يوجد إمداد، وأرى أنه لا يوجد حزب يريد أن يقوم بهذا الدور الحقيقى، فجذب الناس للأحزاب لن يأتى بنظرية «المغناطيس»، أى يظل الحزب فى مقراته، وينجذب له الناس، فعلى الأحزاب أن تنزل للمواطن وتحاول حل مشاكله وأن تساعد الدولة، ومن هنا تجد الشعبية والقوة للحياة الحزبية.
عندما عادت الأحزاب فى عهد السادات، كانت بدايات بعضها قوية، مثل الوفد.. فما سر التراجع بعد ذلك؟
- لا أعلم أسباب التراجع، ولكننى أحب أن أذكر نقطة أخرى، فأنا لم أمارس سياسة فى حياتى قبل ثورة يناير 2011، وبدأت العمل السياسى من منطلق أننى أريد أن أخدم بلدى، ولا بد أن يتغير مفهوم السياسة فى مصر من أنها هدف، بمعنى أن هدفى أن أكون سياسياً، إلى أن تكون السياسة وسيلة لخدمة بلدى.
وهل غياب تداول منصب الرئاسة فى الأحزاب لفترات طويلة كان سبباً فى تراجع الحياة الحزبية؟
- من الممكن أن يكون أحد الأسباب، ولكن نعود مرة أخرى لنفس الفكرة الأساسية، وهى نمو الأحزاب، فلو كان هناك رئيس حزب موجود لمدة طويلة، والحزب ينمو ويعمل على الأرض وله وجود، فلا يوجد أى مشكلة فى ذلك، فتداول السلطة صحيح أنه مطلوب، لكنه ليس السبب الرئيسى أو الوحيد، لأنه لو كان لدينا حياة حزبية حقيقية، وسياسة الغرض منها تحقيق الرفاهية للوطن والمواطنين، وهو واجب ودور أساسى على الأحزاب، وتم تدعيم هذا المفهوم لدى الناس، سيكون لدينا حياة حزبية قوية، وبها تداول للسلطة طبعاً.
{long_qoute_2}
وما مدى تأثير الدولة على الحياة الحزبية؟ وهل كان هذا التأثير أحد أسباب الضعف؟
- أولاً أحب أن أؤكد أننى حالياً لا أرى هذا التأثير السلبى نهائياً من الدولة، وفى مصر الجديدة التى أراها، طالما لا نعمل بشكل صحيح، فإن الدولة لن تعتمد علينا ولن تنظر لنا، لأنه لا يوجد وقت لإضاعته، والدولة تعمل الآن بمنطق «مفيش وقت ندلع الأحزاب»، وإذا لاحظنا سنجد أن الدولة تعتمد على الناجح القوى المنظم، وهذا يتم فى جميع القطاعات، سواء بناء أو اقتصاد أو أى قطاع من القطاعات، فهى مثلاً تعتمد بشكل كبير جداً على القوات المسلحة، لأن القوات المسلحة مؤسسة ملتزمة ومنضبطة وتنتج وتنجز فى نفس الوقت، فهى مؤسسة راسخة ولديها مبادئها التى تلتزم بها منذ إنشائها، وبالتالى لو كان هناك حزب بالمفهوم السياسى، مبنى على مؤسسية.
وماذا تفعل الأحزاب لتحقيق هذا؟
- يجب العمل داخل الأحزاب، وألا تكون أحزاباً الغرض منها الوجاهة الاجتماعية فقط، فالجهاز التنفيذى مسئولية كبيرة جداً، وهناك فرق بين من يتحدث، ومن هو مسئول، ولو كانت الأحزاب تبحث عن التشريف، ولا تفكر بأن المواقع مسئولية كبيرة على من يشغلها، سوف تفشل، وأنا أتحدث بصراحة، فالحزب الوطنى كان يتحدث عن ثلاثة ملايين عضو، فأين ذهبوا فى 24 ساعة، فالعضوية الحقيقية للحزب كانت لا تتعدى ثلاثمائة ألف، فهناك عضوية منتسبة، وهو محب فقط، أما العضو العامل، فيجب أن يكون عاملاً وفعالاً، إما عن طريق الأفكار والآراء، أو نزول الشارع، أو استقطاب كوادر تعمل، والانضباط مهم فى كل شىء، وهو فى منتهى الأهمية، وعندما ذهبت للصين وجدت الحزب الشيوعى الصينى، الذى يحكم منذ 87 عاماً، متمكناً من التحكم فى هذه القارة، وليست الدولة التى تسمى الصين، وما أقصده أن الأحزاب يجب أن تعتمد على نفسها، وتحاول أن تبنى قواعدها وتقوى أداءها، وحين تجد الدولة أن الأحزاب فعلاً قوية ومؤثرة وتعمل بجد، بالتأكيد ستعتمد عليها. {left_qoute_2}
وهل الدولة عليها أن تساهم فى تقوية دور الأحزاب؟
- على الأحزاب تقوية نفسها أولاً، وتعمل وتعطى وتصبح فعالة، ثم سيأتى بعد ذلك دعم الدولة لها.
ولماذا تؤسس وتُنشأ الأحزاب فى مصر؟
- لا أعلم.. فهناك بعض الأحزاب تم تأسيسها من أجل الوجاهة الاجتماعية، وأخرى لتلقى تمويل خارجى، وهناك من الأحزاب من يريد عمل شىء جيد فعلاً، لكن بالتأكيد أساس تأسيس الأحزاب هو السعى للسلطة، فأى حزب ينشأ ويعمل ويستقطب عضوية ويحقق قاعدة حزبية عريضة، يكون بهدف الوصول للسلطة وتطبيق أفكاره وبرامجه.
ولماذا لا تفعل الأحزاب هذا؟
- إذا كان الحزب فاقداً للقدرة على أن يحقق الانضباط الحزبى على أعضائه، فكيف يسعى للوصول للسلطة، فالإخوان المسلمون عندما كانوا يعملون تحت الأرض كانوا جماعة قوية، لكن عندما وصلوا للسلطة لم يكونوا مؤهلين لذلك، على الرغم من أنها جماعة تمتلك تمويلاً ضخماً، وتنظيماً عنقودياً ماسونياً يعمل تحت الأرض، وتاريخاً موجوداً منذ 1928، إلا أنهم أول ما وصلوا للحكم لم يتمكنوا من البقاء فيه 12 شهراً، لأنهم انكشفوا على حقيقتهم، وحكم مصر ليس حكم جزيرة، فمصر بلد وحضارة، والشعب المصرى شعب غير عادى، تظهر قوته عند اللزوم، وبالتالى من أجل الوصول للحكم يجب أن تكون مؤهلاً، والرئيس السيسى قال إنه ظل «خمسين عاماً يتعلم ما هو معنى الدولة».
لدينا 104 أحزاب، أين هى؟
- الأحزاب القديمة كانت تعانى من التضييق ففقدت التأثير، ثم جاء الدستور ونص على أن يكون إنشاء الأحزاب بالإخطار، فزاد العدد وقل معه التأثير أيضاً.
إذن، هل نحتاج لتغيير مادة إنشاء الأحزاب بالإخطار؟
- لا نستطيع أن نلغى مادة من الدستور، ويجب أن نستمر بالدستور الحالى، ولا مانع عندى من أن تكون الأحزاب بالإخطار، لكن يجب أن يكون هناك قانون ينظم عمل هذه الأحزاب، ونحن حالياً نعد قانون الأحزاب السياسية داخل الحزب، وأنا بالمناسبة ضد الرأى الذى يقول «نلغى الأحزاب غير الممثلة فى البرلمان»، ولكننى أرى أن القانون ينص على وجود 5 آلاف مؤسس من 15 محافظة، وما يحدث بعد ذلك أن رئيس الحزب يفتح مقراً للحزب فى مكتبه، وبالتالى يجب على لجنة شئون الأحزاب سنوياً، أن تراجع على الحزب وتسأله عن مقراته فى المحافظات وترى فواتير الكهرباء وعقود المقرات، لأن معنى هذا أن الحزب موجود، فلا يجوز الحديث عن ممارسة النشاط بدون قواعد فى المحافظات، والحقيقة أن كل النشاط الحزبى متوقف عند معظم الأحزاب المحصورة فى مقرات الحزب بالعاصمة، التى تكتفى بذلك.
{long_qoute_3}
كثير من دول العالم يكون لديها حزبان أو ثلاثة كبار فقط.. هل يمكن أن يحدث هذا فى مصر؟
- لن نرى هذا فى مصر إلا عندما يكون لدينا ثقافة سياسية، ونحن لدينا تجربة خاصة فى حزب المصريين الأحرار، فقد قمنا باندماج صريح مع حزب الجبهة الديمقراطية مع الدكتور أسامة الغزالى حرب، ومرة أخرى قمنا بما يمكن تسميته شبه اندماج، عندما انضم لنا مجموعة كبيرة من حزب المصرى الديمقراطى، ولكن الأزمة أنه عندما تتم الاندماجات تبدأ الصراعات، بمعنى ما هو اسم الحزب الجديد، ومن هو رئيس الحزب، ومن يشغل المواقع القيادية، سواء الأمين العام، أو أعضاء المكتب السياسى، والهيئة العليا، وهذا يكون الصراع الأول، وبعد أن تتغلب عليه ويتم حله بالمواءمات، تجد المجموعة المقبلة من الحزب الآخر تظل تشعر أنها ليست معك، وتكون «لوبى»، وتجد نفس المشكلة فى أعضاء الحزب الأصلى، وتجدهم يشكلون «لوبى» أيضاً بحجة أنهم هم أبناء الحزب والأحق بالمواقع، وأن الحزب المندمج معنا يجب ألا يحصل على شىء، وهذا ما حدث داخل حزبنا، وهو ما يحدث بسبب غياب الثقافة السياسية، فكانت النتيجة فى النهاية أن المنضمين معنا ابتعدوا، ولكى أحافظ على الحزب فعّلت اللائحة لضبط الأمور، ومن بقى معنا حالياً عدد قليل جداً من حزب الجبهة الديمقراطية، وبمنتهى الأمانة كانت تجربة غير ناجحة.
وكيف ترى غياب الأحزاب عن الانتخابات الرئاسية؟
- أرى أنه نتيجة ضعف، فكيف تتنافس الأحزاب على مقعد الرئيس وهى ضعيفة وغير مؤثرة فى الشارع؟.
هل هذا المشهد الانتخابى كنت تتخيله بعد ثورتين؟
- نعم.. لأننا لا نعلم حجم مصر الحقيقى ومقدارها، فهل كان هناك خلال الأربع سنوات الماضية اسم طرح نفسه كرئيس لمصر، لا يوجد.
وكيف ترى دعوات المقاطعة؟
- ما هو وزن من يطالب الشعب بالمقاطعة؟، وأرى أن مقاطعة الانتخابات خيانة، ومن يدعو لها خائن، وضد الدستور، وهى دعوة تضع صاحبها تحت طائلة القانون، لأنها تحريض ضد الدستور وضد مصر، وقد كنت أتوقع المشهد كما حدث، وأى حديث خلاف هذا يعد وهماً، والرئيس السيسى هو الأصلح، ويعد الحل الوحيد لمصر، لاستكمال ما بدأه فى دورته الأولى، فما تم من إنجازات خلال الأربع سنوات الماضية من كثرتها لا نراها أو نتذكرها، فلماذا لم ينزل من يدعون للمقاطعة إلى الشارع، لماذا لم يطرحوا البديل، خالد على مثلاً، فشل فى جمع أصوات ائتلاف 25 -30 داخل مجلس النواب، وأنا أتساءل أين أصوات حمدين صباحى التى حصل عليها فى الانتخابات الماضية، التى بلغت 700 ألف صوت؟.